إيلاف: قدم المرشح السابق لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة جملة نصائح الى المكلف الجديد الكاظمي قال إن عليه الاخذ بها قبل الذهاب الى المجهول.. بينما اكد تحالف الصدر دعمه للمكلف في حين حذرته واشنطن من الميليشيات، واعتبرت انه سيكون رائعا لعلاقات البلدين.

وقال المكلف السابق لتشكيل الحكومة الذي عاد واعتذر عنها في مطلع الشهر الماضي في رسالة الى المكلف الجديد بتشكيل الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي نشرها على حسابه في "تويتر" اليوم وتابعتها "ايلاف" إن مهمته صعبة، وليست يسيرة في هذا المفصل التاريخي المهم من تاريخ العراق، فهو "على مفترق طرق، إما ان يمضي على طريق المحاصصة إستمراراً على نهج السبعة عشر عاماً الماضية، فيتم توزيع الوزارات على مختلف الاحزاب السياسية مع لجانها الاقتصادية ليتم تقاسم موارد البلد على الطبقة السياسية، ولا يتحقق انجاز ملموس على الارض، فسيستمر العراق في هذه الحالة بالانزلاق نحو مهاوي المجهول، وتحديدًا بعد استفحال الكورونا وهبوط اسعار النفط وعدم قدرة الحكومة على دفع المعاشات بعد بضعة اشهر".

اضاف ان الخيار الثاني امام الكاظمي هو اتخاذ المبادرة وتشكيل الوزارة وتعيين الوزراء على اساس الكفاءة والنزاهة والاخلاص وفي هذه الحالة قد يواجه صعوبات كما واجهتها انا نفسي، ولكن سيكون في وضع افضل، فهناك صعوبة نسبية قد تواجهها الطبقة السياسية إن ارادت الاستمرار على نهج المحاصصة، وتحديدًا بعد مرور اكثر من خمسة اشهر من الاخفاقات المتتالية من قبل الطبقة السياسية في تشكيل الحكومة".

وعبّر علاوي عن الامل في ان يتخذ مصطفى الكاظمي القرار الصحيح قبل فوات الاوان والذهاب بالعراق الى المجهول.
وكان علاوي قد اعتذر في مطلع الشهر الماضي عن تكليفه متهمًا جهات قال انها غرقت بالفساد وتاجرت بالطائفية والعرقية بعرقلة مهمته منوها بانها "تتفاوض فقط من اجل الحصول على مصالح ضيقة من دون إحساس بالقضية الوطنية ومن دون أي اعتبار لدماء الشهداء التي سقطت في سوح التظاهر من اجل تغيير الأوضاع".

واشنطن: الكاظمي سيكون رائعا لعلاقات بلدينا
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إن الكاظمي سيكون "رائعا في حال التزم بتحقيق السيادة للعراق ومحاربة الفساد".

زاد في تصريح صحافي "إذا كان الكاظمي قوميا عراقيا ملتزما بتحقيق السيادة للعراق ومحاربة الفساد فسيكون ذلك أمرا عظيما للعراق".. مشيرا بالقول "نعتقد أنه سيكون رائعا لعلاقتنا الثنائية".

وحذر شينكر الكاظمي من "تهديد الميليشيات المدعومة من إيران".. محذرا من أنها تمثل خطرا على القوات الأميركية وأن خطرها لا يزال كبيرا. وأضاف أن "واشنطن تتعامل بحذر مع إعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنته جماعة كتائب حزب الله المدعومة من ايران.

علاوي يلقي كلمته الى العراقيين

وكانت طهران وهي اللاعب السياسي الثاني بعد واشنطن في العراق قد رحبت امس بتكليف الكاظمي لتشكيل الحكومة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي في تصريح صحافي إن بلاده تدعم دائما الاستقلال والسيادة الوطنية والسلامة الإقليمية والاستقرار السياسي في العراق، وإن الإجماع بين جميع التيارات السياسية العراقية من خلال العمليات الديمقراطية هو السبيل الوحيد لحلها.

ومعروف ان الكاظمي يرتبط بعلاقة متينة مع الولايات المتحدة وحريص على التواصل مع إيران التي استثمرت ذلك بوضع ثقتها فيه كشخصية قادرة على نزع فتيل الأزمة في البلاد.

كما ان للكاظمي علاقة أكثر من جيدة مع الجارة السعودية، خصوصاً وأن هناك علاقة صداقة تربط الكاظمي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحسب مصادر سياسية.

الصدر يدعم الكاظمي
قال تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ان التيار سيدعم الكاظمي ما دام متمسكا ومنفذا لتعهداته ومن دون الميل إلى الضغوطات السياسية.

واشار النائب عن كتلة سائرون سلام الشمري في بيان تابعته "إيلاف" الجمعة الى ان "تسمية رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي خطوة مهمة لإنهاء هذا الملف والالتفات الى ملفات أخرى تنتظر الحل".

أضاف ان "تحالف سائرون لم يعترض على تسمية المكلف، وسنكون داعمين له، مادام متمسكا ومنفذا لتعهداته ومن دون الميل إلى الضغوطات السياسية من هنا وهناك". وقال موضحا "إن ما يهمّنا كتحالف المضي بتشكيل حكومة جديدة وفق المواصفات التي يطالب بها الشارع بعيداً عن أي إملاءات لا تخدم الواقع الداخلي".

وحذر القوى والكتل السياسية من ان أي تأخير بتشكيل الحكومة لا يخدم أحداً، وخاصة بما يتعلق بالدستور ومواده المتعلقة بهذا الملف."

مجموعة برلمانية لحلول الازمات
بالترافق مع ذلك يجري حوالى 50 برلمانيًا من القيادات الشبابية في الدورة الحالية ومن جميع مكونات المجتمع العراقي نقاشات حول تشكيل كتلة برلمانية داعمة للبرنامج الحكومي لرئيس الحكومة المكلف مصطفى الكاظمي، ستكون مجموعة ليبرالية تشجع الحلول الاقتصادية والاستجابة لمطالب المتظاهرين.

وكان المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الكاظمي قد تعهد الليلة الماضية في اول خطاب الى العراقيين بتشكيل حكومة خدمات وليست حكومة غرف مغلقة وأسرار.

ومنذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في ديسمبر الماضي، يعيش العراق ركوداً سياسياً، وأصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لتشكيل حكومة جديدة منذ بداية عام 2020 بعد اعتذار عدنان الزرفي وقبله محمد علاوي.

وأمام الكاظمي تحديات عدة منها عقبة المطالبة بالانسحاب الأميركي من البلاد ومواجهة أزمة وباء كورونا، إضافة إلى تراجع إيرادات النفط العراقي إلى نحو النصف في شهر مارس الماضي.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف أمس الخميس الكاظمي مدير المخابرات العراقية بتشكيل الحكومة الجديدة عقب اعتذار عدنان الزرفي وأمامه 30 يوما لتقديم برنامجه الحكومي وتشكيلته الوزارية الى البرلمان للتصويت عليها بالثقة من عدمها.