الرباط: دعا عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، الأحزاب السياسية للحوار والتوافق على وثيقة سياسية حول الوضعية الحالية التي تواجهها البلاد، وتقدمها للملك محمد السادس، مؤكدا أن هذه الوثيقة ينبغي ان تتضمن "مقترحاتنا وآرائنا حتى نساهم في إدارة المرحلة".

وقال وهبي خلال حلوله ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني في حلقة نقاش عن بعد، مساء السبت، حول "الأحزاب السياسية وقضايا الساعة"، بمشاركة عدد من الصحافيين "أعتقد أن جلالة الملك لا يمانع في الاستماع لرأي الأحزاب السياسية في هذا الشأن".

وأضاف وهبي موضحا أن اقتصاد بلاده "استطاع لحد الآن أن يستوعب الصدمة، لأننا عندنا مقدرات مهمة، والمشروعية السياسية والتاريخية جعلت الدولة تدير هذه الأزمة بنوع من التوافق الوطني"، مؤكدا أن المغرب يشكل "قوة منسجمة اقتصاديا وسياسيا واستطاع أن يواجه الأزمة".

كما طالب أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة الأحزاب السياسية ب"فتح حوار حول اقتصاد ما بعد الحجر الصحي ، وحول طبيعة المرحلة"، مؤكدا أن حزبه يتحاور مع ثلاثة أحزاب هي "الاستقلال" و"التقدم والاشتراكية" و"العدالة والتنمية" بشكل يومي حول "ما يمكن ان نفعل في ظل هذه الأزمة، التي ستفرز وضعا اقتصاديا عنيفا سيتطلب منا تضحيات كبيرة في المرحلة المقبلة".

وحول مقترح الكاتب الأول ( الامين العام) لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر بإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة الظرفية، قال وهبي: "لشكر طرحها وهو مشارك في الحكومة، بمعنى ان هناك إحساس بعجز الحكومة عن مواجهة التحديات"، وأضاف "أنا أريد أن نحافظ على المسار الديمقراطي، إذا قرر من يريد تأخير الانتخابات آنذاك سنطالب بحكومة وحدة وطنية، وأتخوف إذا لم نذهب للانتخابات بأننا سنمس بالمسار الديمقراطي، وإذا توجهنا لها سنسحل نسبة مشاركة ضعيفة ،وهكذا سنطعن في المسار الديمقراطي"، مبرزا أن حزبه ليس له "موقف رسمي من قضية تأجيل الانتخابات".

واعتبر وهبي أن "كل شيء سيتغير بعد الوباء"، مبينا أن أولويات واختيارات الدولة ستتغير "والاحساس القوي لدعم الدولة سيغير نظرة صانع القرار للأحزاب"، لافتا إلى أن هناك "حيف من طرف الدولة للأحزاب وتهميش مستفز للأحزاب والقيادات السياسية في القنوات التلفزيونية العمومية للتواصل مع الرأي العام وفسح المجال للتكنوقراط".
وزاد وهبي موجها انتقادات حادة لتغييب الأحزاب السياسية في الإعلام العمومي خلال مناقشة هذه الأزمة.

وقال: "الناس ينتظرون السياسيين ليعبروا عن رأيهم في الأزمة، وحان الوقت لإعادة النظر في إقصاء وحرمان الأحزاب السياسية من الإعلام العمومي"، مؤكدا أن هذه السياسة تكرس صورة سيئة عن الأحزاب السياسية لدى المواطنين لانها تغيبهم عن الساحة في وقت الأزمات.

وسجل وهبي بأن الأحزاب السياسية "ستتغير في المرحلة المقبلة ولا يمكن ان يقبل مناضلوها ان يبقى التكلس والحجر الصحي، وأمناؤها يترددون في اتخاذ أي موقف"، معتبرا أن دور الأمين العام هو أن "يستفز الرأي العام ويعبر عن آراء وتصورات حزبه تجاه الواقع"، وقال " جئنا لنتكلم ومن أراد أن يصمت فليبقى في منزله".

وبشأن العلاقة مع حزب العدالة والتنمية، قال وهبي: "أنا لم أخف يوما موقفي، ما يجمعني مع "العدالة والتنمية "هو الاختلاف والاحترام، والسياسة هي تبادل الأفكار وتبادل الآراء، وليس لي موقف سلبي شخصي من حزب العدالة والتنمية". وأضاف "كان حزبنا هو حطب النار الذي يركب عليه الآخرون ليصلوا إلى الحكومة، وهذا زمن انتهى".

وأفاد وهبي بأن حزبه سيعرف جملة من التغييرات "نريد أن نفصل مع الهيمنة المرتبطة بالمرحلة السابقة، وسنعرف تحولات داخلية كبيرة ،وسيكون عندنا الوضوح المالي وطبيعة علاقتنا مع الإدارة"، وزاد قائلا "سيتحول الحزب إلى حزب عادي مثله مثل حزب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال وسنحترم الآخرين ولن يتدخل في القضايا الداخلية للأحزاب الأخرى ولن يتآمر عليها".

وبشأن قرار إعفاء رئيس الفريق النيابي لحزبه بمجلس النواب، أوضح وهبي بأن "الفريق يشتغل لدى الحزب، واتخذت القرار بعد التشاور مع أعضاء المكتب السياسي بالصفة، وتلقيت موافقة 81 نائبا، ولم نتصل بعشرين آخرين، وسنبعث تقريرا لرئيس مجلس النواب ، واتخذنا القرار بما فيه مصلحة الحزب ،وانتهى الموضوع".

وبخصوص مطالب العفو الملكي عن معتقلي احتجاجات الريف، أكد وهبي أنه سيظل متمسكا بموقفه الداعي لذلك، معبرا عن ثقته في ذلك، وقال: "لن أمل من المطالبة والالتماس من جلالة الملك العفو عن المعتقلين، .. وعندي أمل في أن أرى هؤلاء الأشخاص في حضن عائلاتهم في رمضان".

من جهة اخرى ، أعرب وهبي عن أمله في أن تتخذ الجزائر موقفا إيجابيا بعد الأزمة ( كورونا)من أجل التعاون وفتح الحدود، مؤكدا ان التعاون بين البلدين الجارين ضروري للتغلب على الأزمة التي سيخلفها وباء كورونا، موضحا أن هناك نوعا من التكامل بين البلدين، حيث ينتج المغرب المواد الزراعية التي تستورد الجزائر 98 بالمائة من احتياجاتها، فيما المغرب يحتاج البترول.