أعيد تعيين الشقيقة الصغرى المتنفذة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في هيئة رئيسة لصنع القرار، ما يشير إلى ارتقائها في السلطة في الدولة المعزولة.

إيلاف: أعيد تعيين كيم يو جونغ، التي تعتبر من أقرب مستشاري شقيقها، عضوًا بديلًا في المكتب السياسي للجنة المركزية، في تعديل شمل كبار المسؤولين السبت، بحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية. أضافت الوكالة أن الاجتماع كان للبتّ في التعيين وترأسه كيم جونغ أون.

يعتقد محللون أن كيم يو جونغ عزلت من منصبها في العام الماضي، بعد انهيار قمة ثانية بين شقيقها والرئيس الأميركي دونالد ترمب في هانوي.

التعيين هو جزء من صعود كيم يو جونغ الأخير في التسلسل الهرمي لكوريا الشمالية، كما أفاد اهن تشان ايل المنشق عن كوريا الشمالية والباحث في سيول، وكالة فرانس برس.

عملت كيم يو جونغ مبعوثًا لشقيقها إلى كوريا الجنوبية أثناء الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ في عام 2018، ما أدى إلى تقارب دبلوماسي في شبه الجزيرة المقسمة. وظهرت بشكل متكرر في صور إلى جانب شقيقها في مؤتمرات القمة مع ترمب أو رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن.

إلا أنها بدأت فقط في إصدار بيانات ذات أهمية سياسية مباشرة باسمها في الشهر الماضي، رأى محللون أنها تسلط الضوء على دورها المركزي في الترتيب السياسي لكوريا الشمالية. أعقب ذلك تعيينها نائبا أول لمدير إدارة اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، وهو دورها الرئيس في النظام الكوري الشمالي.

أطلق الزعيم الكوري الشمالي عملية إعادة تشكيل واسعة للجنة شؤون الدولة، التي تعد أبرز جهاز حاكم في البلاد وتتمتع بصلاحيات واسعة، حيث جدد أكثر من ثلث أعضائها، كما أفادت وسائل إعلام محلية الاثنين. منذ استلامه السلطة في عام 2011 خلفاً لوالده كيم جونغ إيل، واصل حفيد مؤسس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية توطيد دعائم سلطته.

يترأس كيم لجنة شؤون الدولة التي استبدل خمسة من أعضائها الـ13. وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الاثنين أن هذا التعديل أقره الأحد مجلس الشعب الأعلى أي البرلمان الكوري الشمالي. ورأت ريتشل لي العضو السابق في الإدارة الأميركية والخبيرة في شؤون كوريا الشمالية أن "هذا تعديل ضخم في أوساط إدارة لجنة شؤون الدولة".

أنشئت تلك اللجنة في عام 2016 كبديل عن لجنة الدفاع الوطني التي كانت الجهاز الأعلى المسؤول عن اتخاذ القرارات السياسية في البلاد. بالتوازي، أظهرت صور نشرتها صحيفة "رودونغ سينمون" الكورية الشمالية مئات من أعضاء مجلس الشعب الأعلى جالسين جنباً إلى جنب ومن دون أن يرتدي أي منهم قناعاً واقيا.

أعاد بيان حكومي التأكيد على أنه لم تسجل "أي إصابة" بفيروس كورونا المستجد على الأراضي الكورية الشمالية، رغم أن الوباء الذي ظهر في الصين المجاورة امتد تقريباً إلى كل أنحاء العالم.

وضعت بيونغ يانغ آلاف الكوريين الشماليين ومئات الأجانب، من بينهم دبلوماسيون، في الحجر الصحي، وقامت بعمليات تعقيم واسعة تفادياً لكارثة، وفق خبراء، يمكن أن تنجم من انتشار الفيروس في بلد يعد نظامه الصحي متهالكا. تابعت الحكومة في بيانها "ستتكثف حملة الدولة ضد الوباء لمنع انتشار كوفيد-19".

لم تشر الوكالة المركزية الكورية الشمالية للأنباء ما إذا كان كيم حاضراً في جلسة البرلمان، كما لم يظهر في أي من الصور التي نشرت. وقالت لي لفرانس برس "عقد كوريا الشمالية لاجتماع المجلس يعني أن البلاد تريد استعراض ثقتها بقدراتها على مواجهة أزمة فيروس كورونا"، مضيفةً "عدم ارتداء المشاركين قناعاً يأتي في السياق نفسه".

من بين من تولوا مقعداً في لجنة شؤون الدولة، ري سون غوون، الضابط السابق الذي عين العام الماضي على رأس وزارة الخارجية. واستبعد سلفه الدبلوماسي المحنك ري يونغ هو من اللجنة الحاكمة، كما الوزير السابق للخارجية ري سو يونغ.

منذ وصول كيم جونغ اون إلى السلطة، أحرزت كوريا الشمالية تقدماً هائلاً في برامجها التسليحية، خصوصاً النووية. وأجرت اختبارات على صواريخ قادرة على بلوغ الأراضي القارية الأميركية. وأخضعت لذلك لعقوبات من مجلس الأمن الدولي.

تعثرت المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بشأن البرنامج النووي منذ انهيار قمة هانوي بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب في مطلع عام 2019.