تراجع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اليوم الاثنين، عن استقالته مقدما اعتذاره لرئيسه رجب طيب أردوغان وللشعب، مؤكدا أنه سيواصل خدمة شعبه من خلال الاستمرار في إدارة وزارة الداخلية.

وقال صويلو في بيان نشره على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي: "أكنّ كامل الاحترام لموقف شعبنا ورئيسنا حيال استقالتي عقب قرار حظر التجول الذي اتخذته بموجب مسؤوليتي نهاية الأسبوع الفائت".

وأضاف: "التقصير الذي ظهر في الخطوات التي أقدمنا عليها خلال أداء واجبنا تجاه دولتنا وشعبنا، تم قبوله كحالة إنسانية، وهذا القبول زاد من مسؤوليتنا".

وكانت استقالة صويلو، التي اثارت تحليلات المراقبين بانقسام في نظام أردوغان، جاءت إثر انتقادات واسعة تعرض لها على خلفية قراره بإعلان حظر التجوال يومي السبت والأحد قبل ساعتين فقط من بدء سريانه، ما أحدث حالة من الارتباك في الشارع التركي، حيث احتشد المواطنون أمام المتاجر للتزود بالحاجيات، دون أخذ تدابير التباعد الاجتماعي في الاعتبار.

اردوغان يرفض

وأعلنت الرئاسة التركية، مساء الأحد، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، رفض استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، وأبلغه "بأن قراره ليس في محله".

وأشارت في بيان لها إلى أن الوزير "يحظى بتقدير كبير من الشعب منذ تسلمه منصبه بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016"، وأنه "لعب دورا كبيرا في تراجع نشاط المنظمات الإرهابية".

ولفت البيان إلى "قدرة الوزير على إدارة وتنسيق الأعمال الإغاثية من الميدان بعد وقوع الكوارث والزلازل"، وخص بالذكر "أهمية الإجراءات المتخذة من قبل الوزير منذ أكثر من شهر لمواجهة فيروس كورونا".

تحمل مسؤولية

وقدم صويلو، أمس الأحد، استقالته من منصبه، معلنا تحمله مسؤولية تبعات تطبيق حظر التجول على 31 مدينة تركية، والذي انتهى منتصف الليلة.

وقال صويلو في بيان: "تطبيق قرار حظر التجوال الذي جاء خلال مرحلة حساسة ودقيقة وتحديدا لمنع انتشار الوباء (كورونا) أتحمل مسؤوليته بكافة أبعاده، والمشاهد التي ظهرت - وإن كانت في ساعات محدودة بالبداية - لم تتلاءم مع هذه المرحلة التي تمت إدارتها بشكل مثالي".

وأضاف "كان الواجب علي ألا أسمح بحدوث هكذا مشاهد في هذا الحدث الذي أتحمل مسؤوليته، كانت خطوة صدرت عن حسن نية لوقف هذا الوباء وانتشاره ولو قليلا خلال نهاية الأسبوع".

وتابع "أطلب الصفح من شعبنا العزيز الذي لم أفكر أبدا بإلحاق الأذى به، ومن السيد رئيس الجمهورية الذي سأبقى وفيا له حتى آخر عمري".

صراعات

وكان مراقبون اعتبروا أن قصة تقديم وزير الداخلية التركي استقالته أمس الأحد، ورفض الرئيس التركي قبولها، ألقت الضوء على جانب من الصراعات الداخلية في محيط رجب طيب أردوغان.

ولفت بعض المراقبين إلى أن خصومة قوية تفرق بين صويلو ووزير المالية النافذ وصهر أردوغان، براءت ألبيرق، حسب وكالة "فرانس برس".

ونقلت صحيفة (الزمان) التركية المعارضة عن المحلل السياسي ورئيس تحرير موقع (خبردار) سعيد صفا قوله إن استقالة صويلو وعودته مرة أخرى، "من تجليات الصراع بين ما يسمى في تركيا مجموعة البجع / باليكان التابعة لصهر أردوغان، ووزير الداخلية الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع كل من حزب الحركة القومية وتنظيم أرجنكون/ الدولة العميقة، حليفي أردوغان".

وقال صفا قبيل رفض أردوغان استقالة الوزير: "مجموعة البجع التابعة لصهر أردوغان تنشر الادعاء أن صويلو استقال من منصبه بعلم أردوغان، في حين تسوق اللجان الإلكترونية ووسائل الإعلام التابعة للوزير المزاعم القائلة إن أردوغان لم يقبل الاستقالة.. ليلة غريبة بالفعل!".