بهية مارديني: أكد الدكتور مرام الشيخ وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة، إن منظمة الصحة العالمية وضعت خطة بمبلغ 33.5 مليون دولار من أجل تعزيز النظام الصحي في مناطق المعارضة شمال سوريا.

ولفت الشيخ في تصريح لـ"إيلاف" إلى أن هذه المناطق خالية من فيروس كورونا حتى اللحظة، وذلك بعد أن فحصت الوزارة 118 حالة مشتبه بها وكانت نتائجها سلبية.

وتداولت على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء تفيد بتسجيل أربع إصابات بفيروس كورونا المستجد في مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي.

سلبية

ولكن الدكتور مرام الشيخ طمأن سكان الشمال بأن كل الحالات التي تم اختبارها حتى الآن سلبية وغير مصابة بفيروس كورونا المستجد الذي انتشر أخيرا، ولفت الى ان الاشاعات التي يتم تناقلها بوجود إصابات بكورونا في عفرين شمال حلب "غير صحيحة".

وأضاف أنه بحسب المعلومات التي وردتهم من مدير المكتب الصحي في عفرين، فإنه قد تم أخذ مسحات من أربع حالات مشتبهة وكلها كانت سلبية.

لا خدمات

من جانبه، قال فاتح حسون القيادي في حركة "وطن" أنه يوجد في الشمال السوري أكثر من أربعة ملايين نسمة، معظمهم لا يملكون مقومات الحياة الأساسية من ماء وغذاء ودواء وكهرباء، وعدد كبير جدا يعيش في مخيمات تحتاج كل مستلزمات البيئة الصحية، لدرجة أن مواد التنظيف والتعقيم ليست متوفرة لديهم بل هي رفاهية، ويقومون بالاختيار بينها وبين الغذاء اللازم للحياة.

وأضاف: "في ظل ما سبق، نجد على الرغم من عدم ظهور جائحة الكورونا بينهم أنه من الواجب القيام احترازيا بإجراءات وتدابير تساعد في مكافحة هذه الجائحة، ولا بد من تنسيق كافة المؤسسات والفعاليات السياسية والإدارية والخدمية والمجتمعية لتحقيق ولو الحد الأدنى من الواجب فعله في هذا المجال، وبالتالي قامت الحكومة السورية الموقتة التابعة للائتلاف الوطني بتشكيل لجنة خاصة بذلك".

وقف اطلاق نار

واعتبر حسون أن "وقف إطلاق النار من قبل روسيا وإيران ونظام الأسد من أهم التدابير التي يجب على المجتمع الدولي الضغط الجاد لتنفيذها، لا سيما أننا نرصد ونتابع الخطوات الإيرانية الحثيثة لنشر جائحة كورونا في المناطق المحررة، حيث تستغل إيران هذه الجائحة لتزيد من معاناة المهجرين بإدارتها حربا بيولوجية غير معلنة ضدهم، وقد وضعنا عدة جهات دولية بتفاصيل ذلك".

وقال "إن الدول هرعت إلى جيوشها من أجل مكافحة هذه الجائحة ومساعدة دوائرها في ذلك، وبالتالي فإن الجيش الوطني السوري لم يقصر في عرض وتنفيذ ما يطلب منه في هذا المجال من قبل وزارة الدفاع في الحكومة السورية الموقتة، وسيكون له دور فاعل في الإجراءات المنفذة لمكافحة كورونا كونه الأكثر تنظيما وانتشارًا في المناطق المحررة".

وكشف حسون الى أننا "ما زلنا نصطدم بعدم التعاون الفعلي من قبل منظمة الصحة العالمية التي تتجاهل أربعة ملايين نسمة في المناطق المحررة، وفي مخيم الركبان، وتركز على مساعدة نظام الأسد الذي يتسبب كل يوم بمزيد من موجات اللجوء والمهجّرين قسرًا، بذريعة أنها تتعامل مع دول، وهي ذريعة آن الأوان لتجاوزها".

وعبّر عن استغرابه لأننا "نطرق كل أبواب الجهات الدولية، وكذلك الدول التي يمكن أن تساعدنا، مع علمنا بأن هذه الجائحة تجعل بعض الدول أكثر تحفظًا على المساعدات خارج إطارها تخوفا من نقص أو تقصير تقع فيه تجاه شعوبها".

وقال "عتبنا كبير على منظمات المجتمع المدني والروابط العالمية، التي حتى الآن تقدم مساعداتها لدول قائمة ذات إمكانيات كبيرة أو متوسطة، وتغض الطرف عن مساعدة ملايين السوريين في الشمال السوري الذين يحتاجون لكل مقومات الحياة، ولا يملكون خمسة بالمئة من الإمكانيات، لذلك طالبها بتصحيح ما وقعت به، فهذه الجائحة تحتاج الى تكاتف الجميع، بغض النظر على الخلافات السياسية والأيديولوجية".

وشدد حسون على أن "أهلنا في الشمال السوري صابرون، وكثير منهم غير مهتم بهذه الجائحة وعواقبها، حيث تساوى لدى بعضهم الموت والحياة، ويجد البعض الآخر أن ما مرّ عليهم من جائحات نظام الأسد وإيران وروسيا أعظم مما قد يمر بسبب جائحة كورونا".

وبذلك تكون منطقة إدلب وريف حلب، كما قال، بما فيها من مخيمات وتجمعات سكانية مكتظة خالية حتى الآن من كورونا مع وجود تأهب من قبل المنظمات لأية إصابات قد تؤدي إلى كارثة صحية.

مناصرة

وفِي محاولتها لتعزيز الجهود المبذولة تقوم اللجنة الوطنية للمناصرة بنشاطات متعددة من أجل استمرار عملية بناء مجتمع مدني فاعل وتعزيز دور النقابات التي تعمل داخل سوريا لمكافحة جائحة كورونا.

وقال الدكتور محمد وليد تامر نقيب اطباء الشمال السوري ورئيس اللجنة الوطنية للمناصرة: "انطلقنا يداً بيد كأطباء مع الاخوة في النقابات المهنية الأخرى، كلّ حسب قطاع اهتمامه".

من جانبها، أقامت نقابة الاقتصاديين في إدلب دورات للتوعية بمخاطر الوباء وكيفية الوقاية منه.

وقال الدكتور حسام الاحمد نقيب الإقتصاديين "نسعى الى تقديم خدمات تنظيمية ودراسات للحملات القائمة لمكافحة الفيروس المستجد".

كما قام اتحاد نقابات حلب بجولات عدة في المخيمات والمؤسسات الخدمية والطبية والتعليمية للوقوف على التطورات الحالية بموضوع فيروس كورونا، كما عمل على إقامة مراكز توعية لكوادره بالدرجة الأولى في تلك النقابات، كما لفت الى أنه على تواصل دائم مع النقاط الطبية لمعرفة التحديثات المتعلقة بالأمر.

وقامت الرابطة النسائية السورية بحملات عدة في المراكز والمخيّمات، كما أقامت بعض الورش والتدريبات، لاسيّما وأن مشاكل النزوح يزيد العبء على المرأة السورية ولاسيما العاملات منهنّ.

وأكد عبد الرزاق حمال نقيب المعلمين بإدلب أن نقابة المعلمين قامت بدورات توعية للعاملين بالقطاع التعليمي، شرحت فيه مخاطر الوباء على المجتمع وطرق الوقاية منه، كما تقوم بنشر التوعية في المجموعات التربوية والتعليمية.

وشدد أحمد العثمان رئيس الاتحاد العام للفلاحين أنه تم الايعاز للاتحادات الفرعية وبدورها أوعزت للروابط ثم الجمعيات بتلاوة كل النشرات والتعليمات الصادرة عن نقابة الأطباء للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

وقال محمد الرزوق رئيس مكتب التمريض والمسؤول الاعلامي في النقابة لقد زاد عدد المنتسبين لنقابة عمال الخدمات الصحية بادلب عن ٣٠٠٠ منتسب، وعليه فقد قامت نقابة عمال الخدمات الصحية بادلب بالايعاز لكوادرها لتحمل مسؤولياتهم لحماية انفسهم من مخاطر الاصابة بفيروس كورونا كونهم على تماس مباشر مع المرضى والمراجعين بسبب طبيعة عملهم وقد تم اخبارهم بضرورة أن يقوم كل شخص منهم بتوعية من حوله في العمل و المنزل والمجتمع المحيط بهم لتتم توعية وتدريب أكبر عدد ممكن من المجتمع لتجنب مخاطر الاصابة ووقوع كارثة في المحرر لا قدر الله".