أسامة مهدي: اعتبر رئيس الوزراء العراقي المكلف انه سيكون رئيس حكومة أزمة لكنه لايملك عصا سحرية لحل مشاكل البلاد منوها الى انه سيفاوض الاميركيين حول وجود قواتهم معتبراً أن "الاحتلال الاميركي" قد دمر البنية التحتية لبلاده، مشدداً على أنه سيعمل على إبعادها عن الصراعات الاقليمية وينفتح عربيا وإسلاميا.

وقال رئيس الحكومة العراقية المكلف مصطفى الكاظمي في تصريحات لعدد من الاعلاميين العراقيين نشرتها وسائل اعلام محلية الاربعاء وتابعتها "إيلاف"أن حكومته جاهزة وأنه راعى في اختيار الوزراء النزاهة والكفاءة وإن كانت هاتان المفردتان مستهلكتين.

وقال "أنا بصدد التفاوض مع الكتل السياسية على هذا الاساس من أجل تمرير الحكومة تحت قبة البرلمان بأسرع وقت حتى أتمكن من بدء العمل طبقاً للأولويات الضاغطة".

إبعاد العراق عن الصراعات

وشدد الكاظمي على أن مهمته الأساسية إبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية في اشارة الى المواجهات الاميركية الايرانية على الاراضي العراقية.

وقال إنه سيكون له حوار جاد مع الولايات المتحدة بشأن طبيعة وجود قواتها في العراق .. مؤكدا على ان "الأهم أن ما يجب أن أتعامل معه بحزم هو ألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات مع تأكيد أنني سوف أعمل على الانفتاح بشكل جاد على المحيطين العربي والإسلامي وطبقاً لمبدأ المصالح المشتركة وهو ما يتطلب منا عملاً جاداً في هذا الاتجاه".

إجراءات حازمة لعبور الازمة الاقتصادية

وقال الكاظمي إن من أولوياته هي معالجة الأزمة الاقتصادية التي تمثلت بانخفاض حاد لأسعار النفط وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة وقوية من أجل عبور هذه الأزمة واحتواء تداعيات فيروس كورونا وإجراء الانتخابات المبكرة في أسرع وقت ممكن.

وشدد رئيس الحكومة المكلف على انه رئيس حكومة ازمة ولا يمتلك لا هو ولا غيره عصا سحرية لحل الازمات التي يمر بها العراق.

الكاظمي في لقاء سابق مع بومبيو

ودعا الكتل السياسية إلى التعاون معه لكي يعبر الأزمة الحالية طالما أن "حكومتي لها هدف محدد وهو التهيئة للانتخابات المبكرة بالإضافة إلى التصدي بحزم إلى التحديات الطارئة التي لم تكن متوقعة حتى قبل شهرين وهي فيروس كورونا وما بات يشكله من تهديد حقيقي لكل شعوب العالم والأزمة الاقتصادية التي تمثلت بانخفاض حاد لأسعار النفط، وهو ما يتطلب منا اتخاذ إجراءات حازمة وقوية من أجل عبور هذه الأزمة".

تأسيس خاطئ للعملية السياسية

وأوضح الكاظمي أن ما وصل إليه العراق الآن من مشاكل وأزمات يعود بالأساس إلى التأسيس الخاطئ للعملية السياسية بعد عام 2003.. مشيراً إلى أن الاحتلال الأميركي للبلاد نجح في تدمير بنية الدولة العراقية دون أن تحصل عملية إعادة تأسيس صحيحة لها.

وبين انه ليس منتخباً ولم يأتِ إلى هذا المنصب نتيجة لصناديق الاقتراع بل هي "مسؤولية انتدبتني إليها الكتل السياسية وهو ما يضاعف مسؤوليتي حيال ما نتعرض له من تهديدات وتحديات وبالتالي أستطيع القول إنني رئيس وزراء أزمة ولا أملك لا أنا ولا غيري عصا سحرية لما نواجهه من تحديات تحتاج إلى تضافر جهود الجميع".

حوار مع واشنطن وانفتاح عربي وإسلامي

وحول طبيعة الموقف من الولايات المتحدة وإيران وتحويل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات، أوضح الكاظمي انه سيكون لديه حوار جاد مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن طبيعة وجودهم في العراق.

وقال إن "الأهم أن ما يجب أن أتعامل معه بحزم هو ألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات مع التأكيد على أنني سوف أعمل على الانفتاح بشكل جاد على المحيطين العربي والإسلامي وطبقاً لمبدأ المصالح المشتركة وهو ما يتطلب منا عملاً جاداً في هذا الاتجاه خصوصاً لجهة الاقتصاد والاستثمار وتهيئة الأرضية المناسبة لذلك لأننا لا يمكننا الاستمرار في الاعتماد على النفط بوصفه مصدراً وحيداً للدخل الوطني.

حوار داخلي حقيقي

وأوضح الكاظمي أن الأمر المهم الذي سوف يوليه اهتماماً كبيراً هو فتح حوار وطني حقيقي داخلي .. وقال "أننا افتقدنا خلال السنوات الماضية إلى مثل هذا الحوار الجاد على كل الأصعدة والذي يمكن أن يؤسس لرؤية وطنية نستطيع من خلالها بناء مؤسسات الدولة بناء سليماً إذ لا خيار أمامنا سوى المشروع الوطني العراقي الشامل والعابر للهويات الفرعية سواء العرقية أو المذهبية".

حصر السلاح بيد الدولة أولوية ضاغطة

وعن موضوع حصر السلاح بيد الدولة، قال الكاظمي إن هذا الموضوع بات من الأولويات الضاغطة التي تتطلب بالفعل حلولاً حقيقية وهو ما سوف نعمل عليه بطريقة سليمة وجادة سواء كان هذا السلاح بيد الأفراد أو العشائر أو بيد الفصائل المسلحة التي تعتقد أن هذا السلاح مرتبط بالوجود العسكري الأجنبي في البلاد وهو ما يحتاج هو الآخر إلى حوار جاد معها بهذا الشأن خصوصاً أننا جادون في إنهاء أي مظاهر للوجود الأجنبي غير المبرر في البلاد".

لست منتخبا عبر صناديق الاقتراع

واعتبر الكاظمي انه ليس منتخباً ولم آتِ إلى هذا المنصب نتيجة لصناديق الاقتراع بل هي مسؤولية انتدبتني إليها الكتل السياسية، وهو ما يضاعف مسؤوليتي حيال ما نتعرض له من تهديدات وتحديات، وبالتالي أستطيع القول إنني رئيس وزراء أزمة ولا أملك لا أنا ولا غيري عصا سحرية لما نواجهه من تحديات تحتاج إلى تضافر جهود الجميع".

ومنذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في كانون الأول ديسمبر الماضي يعيش العراق ركوداً سياسياً وأصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لتشكيل حكومة جديدة منذ بداية عام 2020 بعد اعتذار عدنان الزرفي وقبله محمد علاوي.

وأمام الكاظمي عدة تحديات منها عقبة المطالبة بالانسحاب الأميركي من البلاد ومواجهة أزمة وباء كورونا إضافة إلى تراجع إيرادات النفط العراقي إلى نحو النصف في شهر مارس الماضي.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف في التاسع من الشهر الحالي الكاظمي مدير المخابرات العراقية بتشكيل الحكومة الجديدة عقب اعتذار عدنان الزرفي وأمامه 30 يوما لتقديم برنامجه الحكومي وتشكيلته الوزارية الى البرلمان للتصويت عليها بالثقة من عدمها.