تستعد الحكومة البريطانية اليوم الخميس لإعلان تمديد تدابير العزل المطبقة منذ 23 مارس لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة 13 ألف شخص في البلاد.

وأعلن وزير الصحة مات هانكوك لبي بي سي أنه "لن أصدر أحكاماً مسبقة على القرار الرسمي الذي سيتخذ لكننا كنا في غاية الوضوح بأنه من المبكر التغيير".

وأضاف "رغم أنّ الخط البياني لعدد الإصابات والوفيات يتسطح، لم يسجل بعد تراجع، واعتبر أن الأعداد لا تزال مرتفعة جداً".

وبريطانيا بين الدول الأوروبية الأكثر تضرراً بالوباء الذي أودى بحياة 12868 مصاباً فيها في المستشفيات وحدها، بينما يسود قلق حول الأعداد في دور المسنين التي لا تحتسب في الحصيلة اليومية التي تنشرها السلطات.

وبين هؤلاء الضحايا هناك 27 "وفاة محققة" مرتبطة بالفيروس بين العاملين في نظام الرعاية الصحية بحسب هانكوك. ومن الحالات الأكثر مأساوية ممرضة حامل في الـ 28 توفيت وأنقذ رضيعها.

وللتصدي لانتشار الوباء تؤيد المعارضة العمالية تمديد تدابير العزل لكنها تطلب تفاصيل من الحكومة عن الطريقة التي تنوي اتباعها لرفعها.

ووصف جوناثان آشوورث المكلف الشؤون الصحية في الحزب العمالي تمديد العزل ثلاثة أسابيع إضافية ب"المنطقي". وقال للبي بي سي "نتوقع تمديد العزل وندعمه (...) لكننا نريد أيضا تفاصيل أكبر من الحكومة عما سيحصل لاحقا".

ورد هانكوك بالقول "من المبكر جدا" التحدث عن خطة للخروج من العزل.

وصباح الخميس ستستعرض الحكومة أزمة تفشي الوباء خلال اجتماع يتولى رئاسته وزير الخارجية دومينيك راب الذي حل مكان رئيس الحكومة بوريس جونسون الذي يمضي فترة نقاهة بعد خروجه من المستشفى إثر إصابته بكوفيد-19.

وسيعلن القرار المتعلق بالعزل بعد الظهر إثر اجتماع لخلية أزمة. ورفعت مبادرة معنويات البريطانيين هي قيام توم مور أحد المحاربين القدامى يبلغ من العمر 99 عاماً بجمع أكثر من 12 مليون جنيه إسترليني

(14 مليون يورو) لصالح النظام الرعاية الصحي البريطاني (أن أتش أس).

من جهته، رأى الخبير البريطاني نيل فيرغسون، الذي كان له الكلمة الفصل في توجهات الحكومة في حربها ضد الوباء، الخميس أنه ربما يتعين على بريطانيا الحفاظ على قدر من التباعد الاجتماعي حتى العثور على لقاح للفيروس التاجي الجديد.

وقال لإذاعة الهيئة البريطانية: "يجب أن نحافظ على مستوى معين من التباعد الاجتماعي، لا بل مستوى كبير منه، ربما إلى أجل غير مسمى "حتى يتوفر لقاح".

ويرجح بعض الخبراء أن تتغير عادات بعض المجتمعات بشكل جذري بعد انحسار الوباء، وأن يبقي جزء منها على التباعد الاجتماعي أو غير من الإجراءات التي فرضها الفيروس على مدى أشهر.