أعلنت السلطات في بنغلادش الخميس وفاة 32 من اللاجئين الروهينغا على متن قارب كان يقل مئات اللاجئين "الجوعى" في مياهها الإقليمية، بعد أن امضوا شهرين في عرض البحر.

وأوضح الملازم في شرطة السواحل شاه ضياء رحمن لوكالة فرانس برس أن شرطة السواحل أنقذت قاربا يقل 396 لاجئا، بينهم 182 امرأة و64 طفلا، "كانوا يتضورون جوعا" خلال الليل قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد.

ونقل رحمن عن الناجين أن "32 من الروهينغا لقوا حتفهم في سفينة الصيد المثقلة وتم رمي جثثهم في البحر".

ويعيش نحو مليون من الروهينغا في مخيمات عشوائية بالقرب من الحدود بين بنغلادش وبورما. وفرّ كثيرون منهم من بورما بعد انتهاكات اتهم بها عام 2017 الجيش البورمي. وترفض بورما هذه الاتهامات موضحة أنها شنت عملية عسكرية بعد هجمات لمتمردين من الروهينغا تصفهم ب"الإرهابيين".

ووقعت بنغلادش وبورما اتفاقا حول عودة اللاجئين، لكن قلة من هؤلاء قرروا العودة.

ويحاول، في كل عام، الآلاف من الروهينغا الموجودين في بنغلادش أو بورما، الفرار عن طريق البحر إلى بلدان في جنوب شرق آسيا على متن قوارب مزدحمة محفوفة بالمخاطر، على أمل الحصول على حياة أفضل.

وأوضح رحمن أن جزءا صغيرا فقط من الركاب يحملون بطاقة لاجئ بنغلادشي. ومعظم الركاب على متن القارب قادمون من ولاية راخين في بورما.

وأظهرت صور فيديو نشرها مراسل محلي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ناجين وأغلبهم من النساء والأطفال واقفين على الشاطئ.

وذكر قائد الشرطة المحلية مسعود حسين لوكالة فرانس برس أن "اجسادهم نحيلة جدا". وكان القارب يبحر منذ شهرين محاولا عبثا الرسو في ماليزيا، البلد الذي تقطنه غالبية مسلمة.

وقال مسؤول من الروهينغا فضل عدم الكشف عن هويته "لقد قاموا بمحاولات عدة للرسو في ماليزيا ولكن تم رفضهم"، مضيفا "نعتقد أن قوارب عدة تقل روهينغا لا تزال موجودة في عرض البحر".

ونقلت صحف في بنغلادش عن أحد الناجين أن ماليزيا رفضت زورق اللاجئين بسبب التدابير الصارمة التي تفرضها للوقاية من فيروس كورونا المسجد.

وقال الناجي محمد جبير "فشلنا في الرسو على الساحل الماليزي على الرغم من المحاولات المتكررة".

وقالت متحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها أوفدت فرق لمساعدة الناجين الذين يعانون "من سوء التغذية والجفاف".

وألقت قوات الأمن البنغالية منذ نهاية العام الماضي، القبض على نحو ألف من الروهينغا كانوا ينتظرون الصعود على متن قوارب متجهة إلى ماليزيا.

وحاول الآلاف من الروهينغا الوصول إلى ماليزيا في ظل نقص فرص العمل والتعليم في بورما أو في مخيمات المهاجرين في بنغلادش المجاورة.

والناجون من القارب هم رهن الاعتقال الآن نظرا لدخولهم أراضي بنغلادش بطريقة غير شرعية. وقال مسؤول في شرطة خفر السواحل حميدول اسلام "إنهم الآن محتجزون. نحن بانتظار قرار نهائي بشأنهم".