إيلاف: اتهمت جبهة سياسية عراقية السلطات بتعذيب محكومين في سجن في جنوب البلاد حتى القتل، مؤكدة وفاة العشرات منذ بداية هذه السنة، داعية الأحزاب والكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى التدخل لوقف هذه الانتهاكات ضد الانسانية.

قالت جبهة الانقاذ والتنمية العراقية السنية بزعامة نائب الرئيس العراقي سابقا أسامة النجيفي في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه اليوم أنه في العراق وفي أماكن أخرى من هذا العالم المتخم بالظلم نسمع عن عمليات تعذيب وسوء معاملة بحق متهمين الغرض من ذلك، كما يدعون، هو محاولة انتزاع اعترافات تخفق كفاءتهم في الوصول إليها".

تعذيب لدرجة القتل
واعتبرت ان ما يتعرّض له المحكومون في العراق "من تعذيب إلى درجة القتل أمر خارج قدرة أي مواطن ذي ضمير على تخيله ذلك أنه ينفي الغرض الذي يتشدق به بعض المحققين ويوشم منفذيه بإسقاط أية صفة إنسانية عنهم".

وأشارت الجبهة الى ان ما يحدث في سجن الحوت في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) ويضم حوالى 15 الف سجين من رموز النظام العراقي السابق وعناصر من تنظيم داعش جريمة بشعة "ضد محكومين مهما كانت عدالة أو ظروف الأحكام التي صدرت بحقهم".. منوهة بأنه "منذ بداية هذه السنة المشؤومة قتل العشرات من المحكومين بعد تعرضهم إلى التعذيب بطريقة لا تتفق مع عرف أو ضمير أو قانون".

دعوة إلى تحقيق فوري
قالت الجبهة انها "في الوقت الذي تدين وتستنكر هذه الجرائم الشنيعة فإنها تطالب الحكومة بإجراء تحقيق فوري وإعلان نتائجه".. داعية مفوضية حقوق الإنسان إلى القيام بواجباتها والتحقيق في هذه العمليات بما تقره برامجها ومقومات عملها.

وطالبت الجبهة "الأحزاب والكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى عدم السكوت أمام انتهاكات تصل إلى حد وصفها بانها جرائم ضد الإنسانية بحق مواطنين عراقيين". كما دعت الحكومة الى "إجراء تحقيق فوري في هذه الجرائم وإعلان نتائجها" والمفوضية العراقية لحقوق الانسان إلى "القيام بواجباتها والتحقيق في هذه العمليات بما تقره برامجها ومقومات عملها".

سجناء الحوت وكورونا.. وتشكيك بالإطلاق
من جهتها اعلنت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان عن توصلها إلى اتفاق بشأن زيارة نزلاء سجن الحوت من قبل عائلاتهم.
واشار عضو المفوضية علي البياتي في بيان تابعته "إيلاف" الى إنه "استجابة للمناشدات المتكررة التي تم استقبالها من قبل مكتب في محافظة ذي قار من ذوي النزلاء في سجن الناصرية المركزي، ولاسيما بعد منع المواجهات كخطوات احترازية للحد من انتشار وباء كورونا، ومن خلال التواصل المستمر مع إدارة السجن، تم استحصال موافقاتها الرسمية بإجراء المكالمات اليومية للنزلاء في هذا الاسبوع.

سجن الحوت في الناصرية

وأوضح البياتي أن "المجموعات المشمولة أولًا هم أصحاب المواجهات القريبة وتباعاً ولأكثر من ألف نزيل يومياً بعد تأمين أكثر من جهاز ووجود سجل لتوقيع النزلاء يثبت إجراء المكالمة اولا والمتلقي للمكالمة ثانيا ونسبة قرابته بالنزيل".

وامس قال المجلس الاعلى العراقي لقضاء إن المحاكم الجزائية اطلقت لحد الان 16 الفا و45 متهمًا بهدف التقليل من مخاطر انتشار فيروس كورونا.

لكنّ مصدرا عراقيا اكد لـ"إيلاف" ان عمليات الاطلاق هذه غير صحيحة، ولم تتم لحد الان، وان هذه المعلومات غير صادقة بتاتا على حد قوله.

سجن استراتيجي يضم آلاف الابرياء
ويعد سجن الحوت من السجون الاستراتيجية في العراق التي تخضع لتحصينات ورقابة مشددة من قِبل المئات من الجنود فضلاً عن تزويد المعتقل بأجهزة الإنذار والمراقبة.

معتقلو هذا السجن من كبار أعضاء حزب البعث وضباط الجيش العراقي السابق، إضافة إلى عدد كبير من المعتقلين والمتهمين بالإرهاب من قادة تنظيم داعش.

وكشف حقوقيون مطلعون على أوضاع السجون العراقية ومعتقلون سابقون عن وجود آلاف المعتقلين الأبرياء تتراوح مدة اعتقالهم الست سنوات لم يحاكموا حتى اللحظة وممّن حكم عليهم بالإعدام أو المؤبد بعدما انتزعت اعترافاتهم تحت التعذيب.

يشار الى ان وزارة العدل العراقية تمنع حالياً دخول أيّ فريق لرصد أو مراقبة الأوضاع الإنسانية للنزلاء كما تحظر على النواب العراقيين دخولها، وهو ما يخالف معايير حقوق الإنسان التي تخول فرق الرصد بزيارة السجون ومراكز الاحتجاز من دون إذن مسبق.