أظهرت بيانات صادرة عن وكالة ألمانية اتحادية أن كل مصاب بكوفيد-19 في البلاد بات ولأول مرّة ينقل العدوى إلى أقل من شخص، في وقت تستعد أكبر قوة اقتصادية في أوروبا للتخفيف من إجراءات الإغلاق.

وأشارت البيانات الصادرة في وقت متأخر الخميس عن "معهد روبرت كوخ"، وهي وكالة اتحادية معنية بمراقبة الأمراض، أن معدّل العدوى بفيروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد-19 بين شخص وآخر تراجع إلى 0,7.

ويعد معدل انتقال العدوى مؤشرا غاية في الأهمية بالنسبة للسياسيين في وقت يدرسون خطوات ألمانيا للرفع التدريجي للعزل التام الذي شهد إغلاق المدارس ومعظم الأعمال التجارية لمنع تفشي كورونا المستجد.

وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأربعاء أنه سيسمح للمتاجر التي تبلغ مساحتها ما يقارب من 800 متر مربّع إعادة فتح أبوابها اعتبارا من الاثنين شرط التزامها بقواعد الصحة العامة.

ومن المقرر كذلك أن تبدأ المدارس بإعادة فتح أبوابها اعتبارا من الرابع من أيار/مايو، مع أولولية للطلبة الذين سيجرون امتحاناتهم قريبا.

في الأثناء، سيتواصل تطبيق قواعد تحظر تجمّع أكثر من شخصين في الأماكن العامة باستثناء العائلات التي يعيش أفرادها في منزل واحد، بينما ستبقى المناسبات العامة الكبيرة محظورة حتى 31 آب/اغسطس.

وقالت ميركل الأربعاء أثناء إعلانها عن تخفيف القيود إن "منحنى (الإصابات) أصبح مسطّحا أكثر لكن لا يزال عليه أن يتخّذ شكل لا يتسبب بعبئ كبير على منظومتنا الصحية".

وتتفق ميركل مع كبار مسؤولي المناطق في ألمانيا على أن الوقت المناسب لتخفيف القيود يكون عند بلوغ معدل العدوى حوالى 1,0.

لكنها حذّرت من أنه "حتى إذا افترضنا أن كل شخص يعدي 1,1 آخرين، فسنصل إلى الحد الأقصى للقدرة الاستيعابية لمنظومتنا الصحية وأسرّة أقسام العناية الفائقة لدينا بحلول تشرين الأول/أكتوبر".

وتابعت "إذا افترضنا أن المعدّل 1,2 (...) فسنبلغ الحد الأقصى في تموز/يوليو. ومع معدّل 1,3 -- رغم أنه لا يبدو كرقم كبير -- فسنبلغ الحد الأقصى في حزيران/يونيو".

وقالت "يوضح ذلك مدى ضيق هامش الخطأ الذي نملكه" عند اتّخاذ إجراءات رفع القيود التدريجية، مضيفة أن "الشعار يجب أن يكون الحذر، لا الثقة الزائدة بالنفس".