أعلن الهلال الأحمر الكردي الإثنين افتتاح مستشفى خاص باستقبال مرضى وباء كوفيد-19هو الأول في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا.

وتواجه مناطق سيطرة الأكراد، التي تعاني أساساً من نقص طبي حاد ومن توقّف المساعدات عبر الحدود، تهديداً جديداً يفرضه فيروس كورونا المستجد. وقد حذّرت منظمات إنسانية ومسؤولون أكراد من عجز عن احتواء انتشار المرض.

ويقع المستشفى الذي جرى إنشاؤه خلال فترة زمنية قصيرة قرب مدينة الحسكة، ويضم 120 سريراً، ومن المفترض أن يستقبل الحالات المؤكدة أو المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد في محافظة الحسكة.

وقال الهلال الأحمر الكردي في بيان إن الهدف هو "منع تفشي الفيروس ضمن مراكز صحية أخرى قد لا تكون مستعدة لاستقبال حالات كوفيد -19".

وأوضح الرئيس المشترك للهلال الأحمر الكردي شيروان بري لوكالة فرانس برس خلال الافتتاح أن "أي مستشفى آخر لن يستقبل تلك الحالات بل سيرسلها مباشرة إلى هنا".

وأوضح "نجهز أنفسنا لاستقبال الحالات المتوسطة"، مشيراً إلى أنهم يعملون من أجل الحصول على أجهزة تنفس اصطناعي ويدرسون إنشاء قسم مخصص للعناية الفائقة.

وأشار الهلال الاحمر الكردي إلى إمكان "توسيع" المستشفى في حال الضرورة، لافتاً إلى أن غالبية الطاقم الطبي من المتطوعين وموظفين سابقين لدى المنظمة، وقد خضعوا لتدريبات.

وأوضح بري أنه يجري العمل حالياً على إنشاء مستشفيات مشابهة في كل من منبج والرقة (شمال).

وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة تسجيل أول وفاة بفيروس كورونا المستجد في شمال شرق سوريا بعد نحو أسبوعين من وفاة المريض وإرسال العينة المأخوذة منه إلى دمشق لإجراء التحليلات اللازمة.

واتهمت الإدارة الذاتية منظمة الصحة العالمية بـ"التكتم على وجود حالة مشتبه بها" وبعدم إبلاغها بالنتيجة، وحملتها مسؤولية "وجود أو انتشار فيروس كورونا" في مناطقها.

كما سجلت دمشق في مناطق سيطرتها 39 إصابة بفيروس كورونا المستجد بينها ثلاث وفيات.

واستنزفت تسع سنوات من الحرب المنظومة الصحية في سوريا، مع دمار المستشفيات ونقص الكوادر الطبية، إلا أن الوضع يبدو أكثر هشاشة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.

وبخلاف إدلب (شمال غرب) التي تدخلها مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود من تركيا المجاورة، بات إيصال المساعدات، وغالبيتها طبية، إلى مناطق سيطرة الأكراد يتطلب موافقة مسبقة من دمشق.

وبحسب منظمة "سايف ذي شيلدرن" فإنه لا يوجد في مناطق سيطرة الأكراد سوى "30 سريراً على الأقل في غرف العناية الفائقة"، فضلاً عن "عشرة أجهزة تنفس اصطناعي للبالغين وجهاز واحد للأطفال".

وتنتشر في مناطق سيطرة الأكراد أيضاً مخيمات عدة للنازحين، أبرزها مخيم الهول الذي يقيم فيه نحو 70 ألف شخص، بينهم أفراد من عائلات المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة الإسلامية.

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فإنه يجري إنشاء "منطقة عزل" تضم 80 سريراً في مخيم الهول.