من المؤكد أن أخبار كورونا تطغى على غيرها من الأخبار في معظم دول العالم. فرغم الإجراءات الاحترازية يواصل الفيروس الغامض انتشاره في معظم الدول فارضاً العديد من القيود.

إلا أن هناك من لم يسمع بهذه الأخبار! الزوجان ريان أوزبورن وإيلينا مانيغيتي كانا يسافران عبر البحار خلال الاشهر الماضية عندما انتشر وباء "كورونا" في جميع أنحاء العالم دون علمهما، حسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وبعد 25 يوماً في البحر خطط الزوجان للرسوّ على جزيرة صغيرة في منتصف مارس ولكن عند تمكنهما من التقاط إشارة هاتفية اكتشفا إغلاق حدود الجزيرة وأن العالم يعاني من وباء عالمي لم يسمعوا عنه شيئاً.

تقول إيلينا: "سمعنا في فبراير أن هناك فيروساً في الصين، ولكن مع المعلومات المحدودة التي اكتشفناها في ذلك الوقت توقعنا أنه مع الوقت الذي سنقضيه في منطقة البحر الكاريبي (25 يوماً) سينتهي كل شيء".

ويضيف ريان: "لكن عندما وصلنا أدركنا أن الأمر لم ينته وأن العالم كله أُصيب".

كان الزوجان في البحر على الأغلب عندما بدأ تفشي الفيروس ومع وصول محدود إلى شبكة الإنترنت والاتصالات من العائلة والأصدقاء، لم يكن لدى الزوجين فكرة عن مدى جدية الأمر.

يقول ريان: "حاولنا أولاً الهبوط في إحدى الأراضي الفرنسية في منطقة البحر الكاريبي، لكن عندما وصلنا وجدنا أن جميع الحدود كانت مغلقة... حتى في تلك المرحلة افترضنا أنه مجرد إجراء وقائي، واعتقدنا أن الجزر لا تريد أن تخاطر بإصابة بضعة سياح من السكان المحليين".

وتقول إيلينا، التي تنتمي عائلتها إلى لومباردي، المنطقة الأكثر تضرراً من الوباء في إيطاليا: "واجهنا مشكلة في الرسو لأنني مواطنة إيطالية". لكنّ الزوجين تمكّنا من إثبات تاريخ سفرهما، والذي أظهر أنهما لم يذهبا إلى إيطاليا منذ أشهر، وكانا في عزلة لمدة 25 يوماً في البحر. فتمكنا أخيراً من الوقوف على أرض جافة.

وأضافت "مسقط رأسي في منطقة لومباردي كان من أسوأ المناطق تضرراً في العالم، لكن أبي أخبرني ألا أشعر بالذعر... إنها صورة مخيفة للغاية... عائلتي في أمان لحسن الحظ، لكن الأشخاص الذين عرفناهم لسنوات ماتوا".

وفي الوقت الحالي، إيلينا وريان موجودان في جزيرة سانت فينسنت في البحر الكاريبي ويستهدفان الخروج منها قبل بدء موسم الأعاصير في يونيو.