أسامة مهدي: فيما تم الاعلان في بغداد عن صدور أوامر قبض بتهم فساد ضد 70 مسؤولا عراقيا، فقد هاجم زعيمان دينيان مسلم ومسيحي تصارع السياسيين على المغانم والمكاسب معتبرين ان العراق لايمثل لهم قضية وانما جغرافية ومصالح خاصة وحزبية.

وقال الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريك الكلدان الكاثوليك في رسالة الى المسيحين العراقيين في الداخل والخارج وتابعته "إيلاف" الخميس: "يبدو أن العراق ليس قضية في خطة القوى السياسية عموماً! وان المواطنين ليسوا موضوع اهتمام ومتابعة فالعراق مجرد جغرافية وليس قضية شعب منكوب".. وتساءل قائلا "أليس هذا ما دفع بآلاف العراقيين للتظاهر مطالبين بوطنٍ وكرامة؟".

واشار الى ان العراق سيصلح أمره عندما تأتي حكومة وطنية باشخاص وصفهم بالفرسان "لهم خبرة واخلاص .. اشخاص مشهود بنزاهتهم ووطنيتهم وتجردهم وولائهم .. اشخاص ليست لهم طموحات شخصية او فئوية أو اجندات مشبوهة .. اشخاص يبذلون جهودهم من اجل انهاض وطن وخدمة ابنائه وعندما تنتهي العقلية الطائفية وثقافة المحاصصة هذا الوباء الذي نخر جسم العراق. هذا حلم، نأمل ان يتحقق".

وشدد ساكو على انه "على العراقيين جميعاً في هذا الظرف المصيري والتاريخي ان يتركوا صراعاتهم ومصالحهم للّم الشمل والتضامن لصد العدو المشترك فيروس كورونا الذي يهدد حياتهم واقتصادهم وعلاقاتهم الاجتماعية والدينية وليشكِّلوا حكومة وطنية تبني وطناً سيد نفسه وقراره وممسكاً بثروته..حكومة تلبي طلبات الشعب من توفير فرص عمل وخدمات". وعبر عن الامل في ان يؤخذ نداؤه هذا على محمل الجد باعتباره سكة انقاذ لبلد على حافة الانهيار بحسب قوله.

وانتقد معاملة مسيحيي العراق الذين قال انهم يعانون الاضطهاد والاقصاء والتهجير والهجرة ومن التطرف والتكفير والارهاب اذ هُجِّر أكثر من مليون مسيحي وفُجِّرت واُحرِقت كنائسهم وأديرتهم واستوليَ على بيوتهم وممتلكاتهم "والخوف كل الخوف من ان يفقدوا مستقبلاً ارضهم وجذورهم التاريخية وهويتهم ويتيهوا في أربع جهات المعمورة".

وبين ساكو ان من امثلة تهميش مسيحيي البلاد ان "من يُرَشَّح لمجلس النواب او للوزارة انما يتم ترشيحه من قِبل كتلة سياسية ينتمي اليها لذا نسأل لماذا لا يُرشَّح صراحة باسم كتلته فيُحترم أكثر؟ ولماذا يرشَّح باسم المكوَّن المسيحي وهي اكذوبة وبالنتيجة سيكون اهتمامه ومتابعته لمصالح من دعَمَه وليس للعراق ولا للمسيحيين ولن يتركوه يقدم شيئاً لهم .. اننا نشعر بمرارة ازاء ذلك".

يشار الى ان هجرة مسيحيي العراق من البلاد قد تسارعت بشكل كبير في أعقاب غزو العراق عام 2003 وما رافقه من انتشار لمنظمات متطرفة شيعية وسنيّة فانخفض عدد الطوائف المسيحية في العراق إلى النصف في السنوات الأخيرة حيث قُدِر عددهم بحوالي مليون نسمة في عام 2013 لكن انخفضت هذه النسبة بسبب استهداف الكنائس والمجتمعات المسيحية والتي شملت أعمال اختطاف وتعذيب وتفجيرات وقتل في جميع أنحاء البلاد منذ سقوط النظام السابق عام 2003 حيث تضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 250 ألفا فقط برغم ان الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم.

صدور 70 امر قبض لمسؤولين بتهم فساد

أعلنت هيئة النزاهة العراقية الاتحادية اليوم عن صدور أوامر قبض واستقدام بحق متهمين من الوزراء وأصحاب الدرجات العليا والخاصة خلال فبراير الماضي بتهم فساد.

وقالت دائرة التحقيقات في الهيئة في بيان اليوم اطلعت عليه "إيلاف" ان 70 أمر قبض واستقدام قد صدرت بحق وزراء، وأعضاء في مجلس النواب ومحافظين وأعضاء مجالس محافظات ومديرين عامين فضلاً عن وكيل وزير بناءً على قضايا حققت فيها وأحالتها إلى القضاء.

واشارت الى أن "أوامر القبض والاستقدام صدرت بحق خمسة وزراء، منهم وزير حالي، وخمسة من أعضاء مجلس النواب منهم ثلاثة حاليون، ووكيل وزير سابق ومحافظينِ سابقينِ وأربعة وعشرين مديراً عاماً، منهم تسعة حاليون، فضلاً عن 33 من أعضاء مجالس المحافظات للحكومات المحلية.

واحتل العراق العام الماضي المركز السادس عربيا و13 عالميا في قائمة الدول الأكثر فسادا من إجمالي 168 دولة، بحسب منظمة الشفافية الدوليةا اذ تجاوزالفساد في البلاد ثلاثمائة مليار دولار.

الصدر يهاجم صراع السياسيين على المغانم

هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم مظاهر سلبية ترافق اجراءات مكافحة فايروس كورونا قال إن في مقدمتها صراعات السياسيين على المغانم والعنف الأسري و الصدامات العشائرية.

وأشار الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" الى انه على الرغم من أن الوباء قد عمّ العالم كله والعراق على وجه الخصوص إلا أن المتعظين والمعتبرين منه قلة".

وقال الصدر في نص تغريدته :
هل من متعظ؟
فقد وردك ما أكثر العبر وأقل الاعتبار.
فعلى الرغم من ان الوباء قد عم العالم كله والعراق على وجه الخصوص الا ان المعتبرين والمتعظين منه قلة ولنا على ذلك عدة امثلة لعدم الاتعاظ منها:

أولاً: الدكات العشائرية والصدامات فيما بينهم ولا رادع.
ثانياً: الخلافات السياسية من أجل المناصب والمغانم.
ثالثا: الاشتباكات بين المندسين وبعض الأهالي وأصحاب المحال التجارية في ساحات الاحتجاج.
رابعاً: الرقص والفرح الماجن في حال الشفاء من الوباء.
خامساً: العنف الأسري وخصوصا مع (خليك ببيتك).
سادساً: التجمعات غير المشروعة في زمن الوباء.
سابعاً: استمرار الخلافات الاجتماعية والتسقيط.
ثامنا: الاستهزاء بالوباء بصورة مخزية عبر نشر المقاطع والصور.
تاسعا: عدم استغلال فرصة الحظر للإعمار والبناء (من قبل الحكومة).
عاشراً: ملء الفراغ بما لا يرضي الله تعالى والابتعاد عن الطاعة والعبادة والدعاء.
حادي عشر: الاشتياق والتمني لعودة الحياة كما كانت من غير الالتفات الى ما فاته من طاعات وتوبة لما كان من غفلة ومعصية.
ثاني عشر: البخل وعدم الانفاق على المحتاجين والمتضررين من جراء الحظر ولا سيما من ذوي المال واليسر الاقتصادي.
وغيرها.
الداعي لكم مقتدى الصدر

واليوم اعلن القضاء العراقي انه من اجل التقليل ‏من مخاطر انتشار فايروس كورونا فقد بلغ عدد المتهمين الذين تم إطلاق سراحهم لغاية ‏‏امس الاربعاء 20 الف و40 متهما.

واليوم الخميس أوضحت وزارة الصحة العراقية في بيان تسجيل 46 حالة اصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية ليرتفع عدد الإصابات الى 1677 بينما ظل عدد الوفيات برقم 83 مع عدم تسجيل اي وفاة خلال الفترة نفسها بينما شفي 25 شخصا لتبلغ و1171 حالة شفاء منذ ظهور الوباء في العراق في 24 شباط فبراير الماضي.

إحصائيات إنتشار فيروس كورونا في العراق