بكين: أرسلت الصين فريقا لكوريا الشمالية يضم خبراء طبيين لتقديم المشورة بشأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، حسبما قال ثلاثة أشخاص مطلعون على الوضع لوكالة "رويترز".

وتأتي زيارة الأطباء والمسؤولين الصينيين وسط تقارير متضاربة عن صحة كيم.

وقال اثنان من الأشخاص الثلاثة إن وفدا برئاسة عضو كبير في إدارة الاتصال الدولي بالحزب الشيوعي الصيني غادر بكين إلى كوريا الشمالية يوم الخميس. وهذه الإدارة هي الهيئة الصينية الرئيسية التي تتعامل مع كوريا الشمالية المجاورة.

وامتنعت المصادر عن كشف هويتها نظراً لحساسية الموضوع.

إلى ذلك، قال دوغ باندو مساعد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان إن صنّاع القرار في الولايات المتحدة والدول الآسيوية يدرسون معلومات استخباراتية تفيد بأن حالة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الصحية في "خطر شديد"، بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب.

وأشار باندو -في مقال نشرته صحيفة ناشونال إنترست تحت عنوان "ماذا لو مات كيم جونغ أون؟"- إلى أن غياب الزعيم الكوري الشمالي عن الاحتفال بعيد ميلاد جده الأسبوع الماضي، كان الدليل الأساسي الذي استندت إليه التكهنات بشأن حالته الصحية.

وكان آخر ظهور علني لكيم جونغ أون سبق المناسبة بأربعة أيام، حيث ترأس اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال الحاكم.

وورد في بيان صادر عن مكتب الرئيس في كوريا الجنوبية، أن المكتب ليست لديه معلومات حول الشائعات التي وردت في بعض وسائل الإعلام بشأن صحة كيم.

وكان موقع ديلي إن.كيه الإلكتروني الذي يقع مقره في سول قد ذكر الأسبوع الماضي أن كيم يتعافى بعدما أجريت له عملية في القلب في 12 أبريل. ونشر الموقع النبأ نقلا عن مصدر بكوريا الشمالية لم يفصح عن هويته.

وشكك مسؤولو الحكومة الكورية الجنوبية ومسؤول صيني في إدارة الاتصال في تقارير تالية أشارت إلى أن كيم في حالة خطيرة بعد الجراحة. وقال المسؤولون الكوريون الجنوبيون إنهم لم يرصدوا أي نشاط غير عادي في كوريا الشمالية.

مازال مسيطرا

قال نائب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة يوم الأربعاء الماضي إنه ليس لديه أي معلومات مخابراتية "تؤكد أو تنفي" ما أوردته تقارير إعلامية بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يعاني من مرض خطير وأضاف أنه يعتقد أن كيم "لا يزال يسيطر على جيشه".

وأضاف نائب رئيس هيئة الأركان الجنرال جون هيتن "بالنسبة لمعلومات المخابرات ليس لدي أي شيء يؤكد أو ينفي تلك الأنباء. لذا أعتقد أن كيم جونج أون لا يزال يسيطر بشكل تام على القوى النووية الكورية (الشمالية) وقوات الجيش الكوري".

حديث عن "خلافته"

يحاول دوغ باندو مساعد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان أن يستشرف في مقاله مستقبل كوريا الشمالية في حال وفاة كيم أو عجزه صحيا عن قيادة البلاد، واستبعد باندو أن يكون خليفة الزعيم من أفراد عائلته، فأطفاله ما زالوا صغار السن وغير معروفين للجمهور، وزوجته لا تمارس أي سلطة سياسية، أما شقيقه فيشغل منصبا متواضعا في الحزب ولا يبدي أي اهتمام بتولي سدة الحكم في البلاد.

كما استبعد أن تكون شقيقة الزعيم الكوري الخيار الأنسب لتولي مقاليد السلطة من بعده، بالرغم من أنها تلعب دورا سياسيا مهما وتمت ترقيتها مؤخرا، لكنها تستمد قوتها من شقيقها الزعيم، وليس هناك ما يرجح قدرتها على خلافته بعد موته في ظل التمييز ضد النساء السائد في مجال السياسة هناك.

وفي ظل غياب خليفة للزعيم الكوري من أفراد العائلة الحاكمة، يقول الكاتب إن المرجح أن تكون المعركة للفوز بكرسي الزعيم "شرسة ويصعب التنبؤ بنتائجها".

فقد دأب كيم جونغ أون على استبدال المسؤولين الحزبيين والعسكريين وتغيير الوظائف المسندة إليهم بانتظام، للتقليل من احتمال وجود منافس له، حتى بات ظهور أي شخصية على أنها الشخصية الثانية بعده شرفا يجعل صاحبه موضع شك.

وأشار الكاتب إلى أن "غياب وريث واضح لكرسي الزعيم يمنح قادة الأجهزة الأمنية اليد العليا، بيد أنه تمت إدارة عملهم بطريقة تمكن من متابعة بعضهم بعضا، وذلك للحد من أي تهديد قد يشكلونه للقيادة السياسية، مما يعني أن الاستفراد بقيادة البلد لن يتسنى حتى لأكثر اللاعبين نفوذا".