إيلاف: في اجراء سيثير أزمة جديدة بين بغداد وأربيل فقد اوقفت الحكومة العراقية المركزية صرف مرتبات موظفي اقليم كردستان وبينهم افراد القوات الامنية لعدم تنفيذ حكومته اتفاقا سابقا بين الطرفين على تسليم بغداد ربع مليون برميل من النفط يوميا.

وفي وثيقة صادرة من الامانة العامة لرئاسة الوزراء العراقية حصلت "إيلاف" على نسخة منها وموقعة من الامين العام لمجلس الوزراء العراقي حميد نعيم الغزي وموجّهة الى وزارة المالية التي يشغلها فؤاد حسين القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني فإنه يعلمه بوقف تمويل اطلاق الحكومة المركزية لمرتبات الاقليم لعدم ايفائه بالتزاماته النفطية المنصوص عليها في موازنة البلاد العامة لعام 2019.

تشير الوثيقة الى ان رئاسة مجلس الوزراء العراقي أمرت بوقف صرف الرواتب بسبب عدم إيفاء اقليم كوردستان بالتزاماته في ميزانية البلاد المالية لعام 2019 والمتمثلة في تسليم 250 ألف برميل من نفط الاقليم يوميا الى شركة تسويق النفط العراقية "سومو".

كما نصت الوثيقة على الزام وزارة المالية باسترجاع المبالغ المصروفة خلافاً للقانون خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام الحالي 2020.

الصفحة الاولى من وثيقة الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي بوقف صرف مرتبات اقليم كردستان

واتفقت الحكومة المركزية في بغداد مع حكومة اقليم كردستان في اربيل في أواخر العام الماضي على تسليم الإقليم نفطه إلى شركة "سومو" الحكومية اعتبارا من بداية عام 2020 بواقع 250 ألف برميل يوميا من أصل 450 ألفا منتجة حاليا في الاقليم مقابل تفاهمات تسمح بوضع حصة للإقليم في موازنة البلاد.

ووفقا للوثيقة فإنه سيتم استرجاع ما تم صرفه لإقليم كردستان منذ يناير الماضي وحتى الآن وفقا لقانون الموازنة العامة 2019 حيث تدفع بغداد الى اربيل شهريا 453 مليار دينار عراقي (حوالي 380 مليون دولار) كرواتب لموظفي إقليم كردستان.

وكان رئيس اللجنة المالية النيابية العراقية هيثم الجبوري قد اشار أخيرا الى أن عدد موظفي الاقليم يبلغ 682 الف موظف من بينهم افراد قوات البيشمركة التي اوضح انها تتشكل من جزئين جزء يسمى باب 70 وهو تابع للاتحاد الوطني الكردستاني والآخر يسمى باب 80 وهو تابع للديمقراطي الكردستاني مشيرا الى ان الاعداد الحقيقية لعناصر البيشمركة غير مكشوفة.

الاقليم يرد: قرار سياسي
وردا على القرار فقد اعتبرت النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ميادة النجار قرار وقف بغداد صرف مرتبات موظفي الاقليم بأنه سياسي وورقة ضغط على الاقليم.

وقالت النجار في حديث مع وكالة (بغداد اليوم) الاحد وتابعته "أيلاف" إن "هذه القرارات سياسية وأن البعض من الجهات الحزبية السياسية تعتاش على الأزمات ويحاولون استخدام قطع الرواتب كورقة ضغط".

وأضافت أن "هذه التجربة سبق وإن عمل بها في الأعوام السابقة ونتائجها كانت زيادة إيمان الجمهور بالقيادة الكردية والحزب الديمقراطي وعلى رأسها مسعود برزاني". وأشارت إلى أن "قطع رواتب الإقليم لن يثني موظفي كردستان والقوى الأمنية عن أداء واجبهم تجاه شعبهم وهذا ما حصل خلال السنوات الماضية عندما قررت بغداد قطع رواتب الإقليم".

الصفحة الثانية من وثيقة الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي بوقف صرف مرتبات اقليم كردستان

وقالت "سبق وأن استخدمت القوى السياسية الحاكمة موضوع الرواتب لأغراض سياسية وذلك لتسقيط الحزب الديمقراطي الكردستاني ودعم معارضيه في الإقليم".

وفي وقت سابق قالت اللجنة المالية النيابية العراقية ان وزير المالية فؤاد حسين دفع رواتب موظفي الاقليم لمدة ثلاثة أشهر ولم تستلم بغداد نفط كردستان ولا واردات منافذ الاقليم الحدودية الى الحكومة الاتحادية.