أسامة مهدي: دعا الرئيس العراقي القوى السياسية الى حسم ملف تشكيل الحكومة الجديدة بترشيح وزراء كفوئين نزيهين قادرين على ادارة الدولة بمسؤولية.. فيما دقت منظمتان دوليتان ناقوس خطر تعرض أطفال العراق لمخاطر نتيجة عدم حصولهم على التلقيح الروتيني خلال جائحة كوفيد-19.

وخلال اجتماع للرئيس العراقي برهم صالح في القصر الرئاسي في بغداد الاحد مع رئيس الجبهة التركمانية العراقية رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية أرشد الصالحي فقد شدد على "أهمية توحيد الجهود بين القوى السياسية لحسم ملف تشكيل حكومة جديدة تراعي حقوق جميع مكونات الشعب العراقي وتلبي مطالبهم المشروعة في تحقيق الإصلاحات المنشودة" كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "إيلاف".

وأشار إلى "ضرورة ترشيح العناصر الكفوءة والنزيهة القادرة على إدارة مفاصل الدولة بكل نجاح ومسؤولية".. منوها بالتضحيات التي قدمها المكون التركماني الذي يشكل المكون الثالث في البلاد بعد العرب والاكراد في الحرب ضد الإرهاب ودوره البنّاء في ترسيخ التعايش السلمي في العراق.

فيديو اجتماع الرئيس العراقي مع رئيس الجبهة التركمانية العراقية:


بدوره، أكد الصالحي أن "التركمان حريصون على المساهمة الفعالة في بناء وتقدم البلاد ومتمسكون في دعم الجهود التي تبذل لتوحيد الصفوف والمواقف من أجل تعزيز الحالة الوطنية وبما يحقق المصلحة العليا لأبناء شعبنا العراقي".

وعلى الصعيد نفسه طالب القيادي في الجبهة التركمانية نياز معمار أوغلو المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة مصطفى الكاظمي بأخذ موافقة ممثلي المكون في البرلمان العراقي قبل تقديم اي مرشح تركماني لشغل منصب في حكومته.

وقال أوغلو في بيان تابعته "إيلاف" انه "حالنا حال الشيعة والسنة والكورد ولن نقبل بالإطلاق ترشيح أحد لأشغال المقعد التركماني في حكومة الكاظمي إلا بالعودة الى نواب التركمان التسعة". ورفض بشدة "الاستخفاف بحق مكون ثالث في العراق بقوام ثلاثة ملايين مواطن عراقي تركماني".

وكان النواب التركمان في البرلمان العراقي قد أعلنوا خلال اجتماعهم بالكاظمي منتصف الشهر الحالي أن الاخير تعهد بتمثيل المكون التركماني في حكومته المقبلة التي سيشكلها.

والجمعة الماضي وعقب اجتماع استمر ساعتين لقادة القوى الشيعية مع الكاظمي فقد رفض القادة معظم مرشحيه لوزراء تشكيلته وطالبوه بتغييرهم وترشيح بدلاء عنهم موضحين ان البعض منهم لايتمتعون بالكفاءة الكافية لادارة الوزارات المرشحين لها فيما تحوم شبهات فساد على آخرين.

ومن المنتظر ان يعقد اجتماع ثالث بين الكاظمي والقادة الشيعة اليوم او غدا للاتفاق على التشكيلة النهائية للحكومة قبل التصويت عليها في جلسة برلمانية استثنائية يدعو لها المكلف.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف في التاسع من الشهر الحالي الكاظمي مدير المخابرات العراقية بتشكيل الحكومة الجديدة عقب اعتذار عدنان الزرفي وأمامه 30 يوما لتقديم برنامجه الحكومي وتشكيلته الوزارية الى البرلمان للتصويت عليها بالثقة من عدمها.

تحذير أممي من تأثير كورونا على لقاحات أطفال العراق

دقت منظمتا اليونيسف والصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن ما يمكن أن يتعرض له أطفال العراق من مخاطر نتيجة عدم حصولهم على التلقيح الروتيني خلال جائحة كوفيد-19.

وقالتا في بيان مشترك تسلمت "إيلاف" نصه اليوم "لا يحصل إلا نصف أطفال العراق الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و23 شهرًا على التلقيح الكامل ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها ولا يحصل إلا ثُلثيّ الأطفال على الحماية من الحصبة".

تلقيح أطفال العراق

وأشارتا الى انه من المرجح أن ينحسر التلقيح ضدّ الحصبة بنسبة 20 في المائة إضافيّة بسبب تعطّل خدمات التلقيح نتيجة استمرار جائحة "كوفيد-19"، مما يعرّض الأطفال الأكثر هشاشة لخطر تفشي المرض.

وقالت حميدة لاسيكو ممثلة اليونيسف في العراق "علينا أن نشارك بشكل كليّ في حماية الأطفال العراقيين من "كوفيد-19"، مع ضمان استمرار عملنا في الوقت ذاته في حماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. رسالتنا إلى الآباء في هذه الأوقات غير المسبوقة هي التأكد من أن أطفالهم يتلقّون اللقاحات الروتينية بالتزامن مع اتباع الإرشادات الوطنية والمحلية بشأن التدابير الوقائية لمواجهة "كوفيد-19" بما في ذلك التباعد الجسدي وغسل اليدين واتّباع الأساليب الصحية عند السعال والعطس، حسب نصائح الحكومة والمسؤولين في مجال الصحّة".

وأشارت الى ان التلقيح هو المفتاح لإنهاء وفيات الأطفال من مجموعة أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال مما يمنح الأطفال الفرصة للنمو بصحة جيدة ووصولهم إلى كامل الإمكانات الكامنة فيهم.

وومن جانبه قال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل "لا يسعنا العودة بما سبق لنا وحققناه من إنجازات إلى الوراء. وبينما ننتظر التوصل إلى لقاح ضد "كوفيد-19" دعونا نستفيد بشكل كامل من اللقاحات المتوفرة لدينا وذلك من خلال ضمان حصول أطفال العراق على اللقاحات في الوقت المناسب".

ونوه الى ان معدل التلقيح في العراق قد انخفض في السنوات الأخيرة بسبب النزاع المستمر منذ عقود ونقص الاستثمار في الخدمات الصحية.

ودعت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية حكومة العراق إلى زيادة الاستثمار في الخدمات الصحية والبدء في التخطيط لأنشطة التلقيح المكثفة والتي تشمل القيام بحملات التلقيح وتحديد الأطفال الذين فاتتهم جرعات اللقاحات والوصول إليهم وذلك بمجرد أن تصبح الجائحة تحت السيطرة الكاملة.

وسجل العراق أمس السبت 55 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع مجموع الإصابات الكلي الى 1763 إصابة فيما لم يتم تسجيل وفيات جديدة ويبقى العدد عند 86 وفاة فيما بلغ مجموع حالات الشفاء 1224حالة وذلك منذ ظهور الوباء في العراق في 24 فبراير الماضي.