سيرجيو مورو
Reuters
يُعد مورو رمزا وطنيا في البرازيل لإشرافه على قضايا كشفت فسادا بمليارات الدولارت في الفترة الأخيرة

طلب النائب العام في البرازيل الإذن من المحكمة العليا لبدء التحقيق في مزاعم التدخل السياسي للرئيس جايير بولسونارو.

جاء ذلك عقب إعلان سيرجيو مورو، وزير العدل البرازيلي، استقالته يوم الجمعة متهما الرئيس بولسونارو برغبته في تعيين رئيس جديد للشرطة الفدرالية يمده بتقارير مخابراتية.

ونفى الرئيس البرازيلي كل ما تردد من اتهامات في هذا الشأن.

وأثارت تلك المزاعم موجة من الغضب تسببت في اضطرابات لحكومة بولسونارو وسط جهود حثيثة تبذلها بشق الأنفس لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

وهناك حوالي 55 ألف حالة مؤكدة من الوباء العالمي مع وفاة 3700 شخص بسبب الفيروس، وفقا للبيانات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.

وأقال رئيس البرازيل هنريك لويس مانديتا، وزير الصحة، في وقت سابق من إبريل/ نيسان الجاري لعدم رضاه عن أدائه في التعامل مع الفيروس الوبائي. وكان الوزير يتمسك بقيود التباعد الاجتماعي التي يسخر منها بولسونارو.

كيف بدأت حالة الغضب؟

طلب النائب العام في البرازيل أغسطس أراس المحكمة العليا السماح له بفتح تحقيق في مزاعم وزير العدل المستقيل سيرجيو مورو ضد رئيس البلاد.

وأقال بولسونارو رئيس الشرطة الفدرالية ماورسيو فاليكسو، أحد حلفاء وزير العدل المستقيل، الجمعة الماضية دون إبداء أسباب الإقالة. كما اتخذ الرئيس قرارا بتعيين ألكسندر راماجيم رئيسا للشرطة خلفا لفاليكسو، وهو الرئيس السابق لوكالة المخابرات البرازيلية.

وهدد مورو الخميس الماضي بالاستقالة إذا أُعفي فاليكسو من منصبه، لكنه تراجع بعض الشيء عن موقفه مرجحا إمكانية الاستمرار في عمله إذا سُمح له باختيار من يخلف رئيس الشرطة الفيدرالية في منصبه.

رغم ذلك، استقال مورو بعد يوم واحد من إعلان موقفه النهائي، واصفا "إقالة فاليكسو من منصبه دون إبداء أسباب منطقية" بالتدخل السياسي الذي يضر بمصداقيته و"مصداقية الحكومة".

بولسونارو
AFP
أكد الرئيس البرازيلي على حقه في اختيار من يحتل منصب رئيس الشرطة الفيدرالية

ما هي المزاعم التي تردد حول بولسونارو؟

زعم وزير العدل المستقيل في البرازيل أن بولسونارو يتدخل في عمل المؤسسة الفدرالية لمكافحة الفساد.

وقال مورو إن الرئيس البرازيلي أخبره بأنه سوف يستبدل فاليكسو بشخص "على علاقة شخصية به يمكنه الاتصال به وطلب معلومات وتقارير مخابراتية".

وأضاف: "توفير هذا النوع من التقارير ليس من مهام الشرطة الفدرالية".

وأشار إلى أن بولسونارو ذكر سببا واحدا فقط لإقالة فاليكسو، وهو أنه (الرئيس البرازيلي) "قلق بشأن بعض التحقيقات المفتوحة في الوقت الحالي".

ورجح مورو أن فصل فاليكسو من منصبه "يُعد إشارة" إلى أن رئيس البلاد يريد إزاحة وزير العدل المستقيل من منصبه.

ويعتبر مورو من رموز البرازيل، إذ كان قاضيا بارزا نظر في دعاوى قضائية هامة كشفت عن رشاوى بمليارات الدولار وتضمنت توجيه اتهامات رسمية لعشرات من كبار رجال الأعمال والسياسيين في البرازيل.

ودوى صوت المحتجين الذين تظاهروا بالطرق على الأواني في عدد من المدن البرازيلية عقب إعلان سيرجيو مورو.

مظاهرات
EPA
خرجت مظاهرات الطرق على الأواني في عدة مدن برازيلية عقب إعلان استقالة مورو

كيف رد بولسونارو؟

في خطاب متلفز إلى الشعب البرازيلي، وصف رئيس البلاد جايير بولسونارو المزاعم التي تحاصره بأنها "واهية"، مؤكدا على حقه في اختيار رئيس الشرطة الفدرالية.

وقال بولسونارو: "تعيين شخص في هذا المنصب حقي، هذا الامتياز لي. وعندما يأتي اليوم الذي أخضع فيه لأحد المرؤوسين، فسوف أتنحى من منصبي كرئيس للجمهورية".

كما اتهم رئيس البلاد وزير العدل المستقيل من حكومته بأنه يطالب بتولي منصب رئيس المحكمة العليا مقابل الموافقة على إعفاء رئيس الشرطة الفدرالي فاليكسو من منصبه.

ونفى مورو تلك الاتهامات، قائلا: "لم أقايض بأي عملة على الارتقاء إلى منصب رئيس المحكمة العليا".

من هو مورو؟

يرى البرازيليون سيرجيو مورو محاربا للفساد، وكان اختياره لعضوية حكومة بولسونارو من أبرز الاختيارات الموفقة.

وحقق مورو في قضية فساد كشفت عن رشاوى بمليارات الدولارات وانتهت إلى أحكام بالسجن في حق العشرات من رجال الأعمال والسياسيين البارزين، من بينهم الرئيس اليساري السابق للبلاد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وتعهد مورو قبل ذلك بأنه لن يدخل "عالم السياسة"، لكنه وافق على الانضمام إلى حكومة بولسونارو بعد ذلك لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة.

كما تلقى مورو وعودا باستقلال كامل لوزارته، التي ضمن حقيبتي العدل والأمن العام فيما يُعرف "بالوزارة الخارقة".