إيلاف: تصرّ "هيئة تحرير الشام" التي كانت تسمى (جبهة النصرة) قبل سنوات، على فتح معبر تجاريّ مع نظام الأسد في ريف حلب، وتبرّر موقفها ذلك، بحجة أن عدم فتح معبر تجاري "يتسبب بحصار الشمال السوري".

وتنقل "شبكة إباء" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على أبرز المدن في ما تبقى من محافظة إدلب السورية، عن سعيد الأحمد المسؤول في "الإدارة العامة للمعابر" قوله: "إنه لولا التصدير إلى مناطق النظام لعاش سكان المناطق المُحَررة على الإغاثة والمساعدات فقط".

وهذه من الاعترافات القليلة للجماعة المتشددة باقامة علاقات تجارية مع النظام السوري الذي تسعى بمعية جماعات أخرى اقل تطرفا لاسقاطه منذ العام 2011.

وادعى الأحمد أن نظام الأسد "لن يتضرر من إقفال المعابر مع الشمال السوري"، مضيفاً: "بل وعلى العكس فإن عدم فتح المعبر سيوقع المُحَرر في الحصار".

وحسب تقارير لوكالة "قاسيون" الاخبارية المعارضة، اطلعت عليها "إيلاف"، فقد قلَّلت هيئة "تحرير الشام" من شأن خطورة انتقال فيروس كورونا إلى المنطقة عبر المعبر، معتبرةً أن التعقيم كافٍ للوقاية.

وختم الأحمد بقوله: "إن مسألة دين ودماء وأرزاق الناس هي مسؤولية أيّ سلطة تهتم بشأن الناس، وهذا يُعتبر من الشأن العام؛ ولذلك عند الحديث عنه سلباً أو إيجاباً لا بد أن يدعم الحديث بحقائق علمية وخاصة عند ذكر التحليل والتحريم، والمعبر لا يعيق أيّ تقدم عسكري لنا، فسيغلق عند أيّ عمل عسكري ولا يعتبر تثبيتاً لمنطقةٍ ما دون غيرها، فالمعابر كانت موجودة ولم تتوقف الأعمال العسكرية البتة".

إلى ذلك، رصد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في بلاغ نشره على موقع الالكتروني، انتشار الجيش التركي بالقرب من مفرق بلدة كتيان، لقطع الطريق على شاحنات "هيئة تحرير الشام" المعدة لدخول مناطق قوات النظام بالقرب من بلدة معارة النعسان.

وتتدخل تركيا عسكريا في الشمال السوري وشنت عددا من العمليات تارة لمواجهة التمدد الكردي العسكري على حدودها، وطورا لمواجهة "داعش"، كما تقيم نقاط مراقبة في محافظة ادلب بموجب اتفاق مع روسيا.

وبذلك تصبح الطرقات مقطعة باتجاه معارة النعسان مع ريف حلب، كما انتشرت عدة آليات تركية في كل من معارة النعسان وشلخ لمنع مرور السيارات الكبيرة، وقطع الطريق أمام الجماعات المتشددة لاقامة معبر تجاري مع النظام السوري.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كذلك، "استياء شعبيا كبيرا"، على خلفية قرار هيئة تحرير الشام بافتتاح معبر تجاري مع قوات النظام بريف حلب الغربي، حيث خرج أهالي بلدة معارة النعسان والبلدات والقرى المجاورة بمظاهرة منددة بالقرار، معبرين عن رفضهم لافتتاح معبر تجاري مع قوات النظام ولاسيما مع تفشي وباء "كورونا".

وذكر المرصد في وقت سابق، أنّ "هيئة تحرير الشام"، أزالت السواتر الترابية وفككت الألغام ضمن المنطقة الفاصلة بين معارة النعسان وميزناز بريف حلب الغربي، وذلك بغية فتح ممر تجاري جديد يربط مناطق نفوذها مع مناطق نفوذ النظام السوري.

وأغلقت "هيئة تحرير الشام" الطرق التي تصل إدلب بعفرين أمام حركة المدنيين موقتاً بداية شهر أبريل الجاري بذريعة الوقاية من انتشار فيروس كورونا رغم عدم تسجيل أي إصابات في تلك المناطق، فيما تصر على فتح معبر مع نظام الأسد الذي أقر بوصول الفيروس إلى مناطقه.