أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، اليوم الخميس، حظرا كاملا لنشاطات حزب الله اللبناني في جميع أنحاء البلاد، وصنفته إرهابياً.

وكتب ستيف ألتر أحد الناطقين باسم وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر، في تغريدة على تويتر، أن وزير الداخلية "منع اليوم نشاط المنظمة الإرهابية الشيعية حزب الله في ألمانيا".

وأضاف أن الشرطة نفذت مداهمات في الصباح الباكر في ألمانيا لاعتقال أشخاص يشتبه بكونهم أعضاء في المنظمة، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".

ويعتقد مسؤولون أمنيون أن ما يصل إلى 1050 شخصاً في ألمانيا أعضاء في جناح متطرف بحزب الله.

وبدأ البرلمان الألماني منذ أشهر بمناقشة عملية حظر حزب الله، بجناحيه العسكري والسياسي. وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للحزب وبين وحداته العسكرية.

مداهمات

طالت المداهمات على وجه الخصوص مسجد الإرشاد في برلين، كما شاهد صحافي في وكالة فرانس برس. وانتشرت 15 آلية للشرطة على مقربة من المكان، وكان ممكناً رؤية عناصر الشرطة الملثمين وهم يدخلون ويخرجون من المبنى.

وذكرت مجلة "دير شبيغل" وصحيفة "بيلد" الألمانيتان أن عمليات الشرطة شملت أيضاً منطقة بريمن في شمال ألمانيا ومونستر، بالإضافة إلى "مركز للمهاجرين اللبنانيين" في دورتموند بغرب ألمانيا.

وشارك مئات من رجال الشرطة في هذه العمليات.

وأوضح وزير الداخلية الألماني هذا القرار في حديث لصحيفة "بيلد" بالقول إن "حزب الله منظمة إرهابية ارتكبت عدداً من الهجمات وعمليات الخطف في العالم"، مضيفاً أن "أنشطته غير الشرعية وتحضيره لهجمات يجري أيضاً على الأراضي الألمانية".

وأضاف أن حزب الله "يشكك بحق إسرائيل في الوجود ويدعو غالباً إلى تدميرها"، في حين حددت ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الدفاع عن إسرائيل كأولوية.

وحزب الله لاعب سياسي أساسي في لبنان، وهو حليف لإيران والنظام السوري. وقد تأسس عام 1982 في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، بدعم من الحرس الثوري الإيراني.

ويحظى الحزب بشعبية في لبنان خصوصاً في أوساط الطائفة الشيعية بسبب قتاله لإسرائيل، وشبكته المتماسكة من المساعدات الاجتماعية.

ترحيب إسرائيلي

قدرت السلطات الألمانية بحوالى ألف عدد أعضاء حزب الله الذين تتهمهم الاستخبارات الداخلية بجمع تبرعات وتجنيد مؤيدين وتنظيم تظاهرات تدعو إلى تدمير اسرائيل.

ورحبت وزارة الخارجية الاسرائيلية الخميس بقرار ألمانيا حظر كل نشاط لحزب الله اللبناني على أراضيها. وأعرب وزير الخارجية يسرائيل كاتس عن "امتنانه العميق" للحكومة الألمانية على هذا الإجراء، معتبرا أنه "قرار مهم جدا وخطوة مهمة وكبيرة في الحرب ضد الإرهاب في العالم".

وأضاف كاتس أنه "متأكد من أن الكثير من الحكومات في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الآلاف من ضحايا إرهاب حزب الله يرحبون بهذا القرار".

ودعا الوزير الاسرائيلي "الدول الأوروبية الأخرى وكذلك الاتحاد الأوروبي" إلى أن يحذوا حذو المانيا "بمنع كافة نشاطات حزب الله الاجتماعية والسياسية والعسكرية لانها منظمات إرهابية ويجب التعامل معها على هذا النحو".

كما رحب سفير الولايات المتحدة السابق في ألمانيا والمدير العام بالوكالة للاستخبارات القومية الأميركية ريتشارد غرينيل بالقرار الألماني، معتبراً أنه "لا يجب السماح لحزب الله باستخدام أوروبا ملجأ لدعم الإرهاب في سوريا والشرق الأوسط كاملاً".

وفي تصريح لفرانس برس دعا غرينيل أيضاً "الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير مماثلة" و"حظر حزب الله بأكمله".

وكان غرينيل دعا ألمانيا في أيلول/سبتمبر إلى حظر النشاط السياسي للحزب على أراضيها، كما فعلت بريطانيا وهولندا.

وكتب في مقال نشرته صحيفة "دي فيلت" الألمانية حينذاك أن "هذا سيمنع حزب الله من جمع مؤيدين وتبرعات وسيسمح لألمانيا بتوجيه رسالة قوية تظهر أنها لا تتسامح مع العنف والكراهية المعادية للسامية والإرهاب في أوروبا".