تنفق وزارة الدفاع الأميركية مئات ملايين الدولارات على الأقنعة الواقية ومعدّات الفحص والمنتجات الدوائية في وقت تسعى لإعادة إحياء قطاع صناعي خسرته الولايات المتحدة على مدى سنوات لصالح الصين.

وفي إطار جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، حصلت وزارة الدفاع (بنتاغون) على مليار دولار بموجب قانون الإنتاج الدفاعي الذي يسمح للحكومة الفدرالية بتعبئة صناعات القطاع الخاص لسد احتياجات الأمن القومي.

وقالت مساعدة وزير الدفاع للتملّك والاكتفاء الذاتي إلين لورد إن "زيادة الإنتاج ستضمن حصول الحكومة الأميركية على إمكانات صناعية مخصصة طويلة الأمد للمساعدة على سد احتياجات البلاد".

وأفادت الصحافيين خلال مؤتمر الخميس "ما أود رؤيته هو امتلاك الولايات المتحدة الطاقة والإنتاجية للاهتمام بأنفسنا في أوقات الحاجة".

وأقرّت في الوقت ذاته بأن الولايات المتحدة تعتمد بشكل مبالغ فيه على الصين.

وقالت "لدينا في هذه المرحلة بعض الخلافات المرتبطة بالأمن القومي مع الصين. أعتقد أننا توصلنا إلى قناعة أن اعتمادنا على الصين هو أكثر مما ينبغي".

وتم منح عدة عقود أحدها بقيمة 133 مليون دولار لشركات "3إم" و"هانيويل" و"أوينز أند ماينر" لتصنيع أقنعة من نوع "إن95" التي تنقّي نحو 95 بالمئة من الجسيمات المعلّقة التي تنتقل في الجو.

ومن شأن هذه العقود التي أعلن عنها في 20 أبريل أن ترفع إنتاجية الولايات المتحدة لأقنعة "إن95" -- التي تعد غاية في الأهمية كمعدات وقاية في مجال الرعاية الصحية -- إلى نحو 13 مليونا كل شهر.

وقبل أزمة كورونا المستجد، كانت الصين تنتج نحو نصف الأقنعة التي تستوردها الولايات المتحدة.

على صعيد متصّل، حصلت شركة "بيوريتان ميديكال" في مين والتي تصنّع الأعواد التي يتم من خلالها إجراء اختبارات مسح الأنف خلال فحص كوفيد-19 على عقد هذا الأسبوع بقيمة 75,5 مليون دولار.

وقالت لورد إن الشركة ستضاعف إنتاجها إلى 40 مليون وحدة في الشهر اعتبارا من مايو بينما ستوظّف 150 عاملا جديدا لينضموا إلى طاقمها الحالي المكون من 500 موظف.

"مكامن ضعف"

وبعيدا عن قانون الإنتاج الدفاعي، عمل البنتاغون كذلك على تزويد المستشفيات والعيادات بالأقنعة والقفّازات وأجهزة التنفّس.

ومنح البنتاغون عقدا بقيمة 450 مليون دولار إلى معهد "باتيل" غير الربحي للأبحاث في أوهايو لوحدات تستخدم لتعقيم أقنعة "إن95"، ما يسمح بإعادة استخدامها حتى 20 مرّة.

وقالت لورد إن الهدف هو الاستجابة للاحتياجات الفورية وإعادة بناء احتياطات استراتيجية وامتلاك ما يكفي من الإنتاج الوطني في نهاية المطاف ليتوقف اعتماد البلاد على الواردات.

وأكدت "أدركنا أن لدينا مكامن ضعف... على عدة جبهات. كنا نعتمد بشدّة على المصادر الخارجية".

ومثلا، لا تزال الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الصين والهند للحصول على الكثير من المكوّنات اللازمة لإنتاج الأدوية.

وأوضحت لورد "لا يزال لدينا جسر جوّي لجلب جميع أنواع الموارد الطبية إلى الولايات المتحدة. علينا التأكّد من أمن وثبات قاعدتنا الصناعية الطبية".

وشددت على أن تدخل البنتاغون في هذه المسألة سيكون موقتا.

وقالت "نحن هنا لتقديم الدعم وخبرتنا في الشراء. لكننا سنتخلى عن هذا الدور فور امتلاكنا الطاقة والإمكانية والقدرة الإنتاجية من هذا الأساس الصناعي للموارد الطبية الذي نريده أن يكون قويا ويحقق الاكتفاء الذاتي".