لندن: دعا رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون سكان البلاد الخميس إلى التحلي بالصبر في مواجهة الحجر المفروض منذ نهاية آذار/مارس، وذلك قبل ثلاثة أيام من إلقاءه خطابا يفترض أن يعلن فيه عن تخفيف "محدود جدا" لبعض القيود المفروضة لمواجهة تفشي كوفيد-19.

وفي حين بدأت بعض الدول الأوروبية تخفيف قيود الحجر، اجتمع جونسون صباحا مع وزرائه الرئيسيين بعد أكثر من ستة أسابيع من إقرار الإغلاق الذي حمل تداعيات اقتصادية واجتماعية قاسية دفعت بنك انكلترا إلى توقّع تراجع إجمالي الناتج الداخلي 14 بالمئة هذه السنة.

وأكد رئيس الحكومة خلال الاجتماع أنه سيكون "شديد الحذر"، فوفق ما نقل المتحدث باسمه سيكون تخفيف القيود "محدودا جدا"، مؤكدا ضرورة عدم التفريط بـ"الجهود والتضحيات المبذولة".

وطالب جونسون عبر تويتر مواطنيه بـ"الصبر" مؤكدا "نحن على وشك بلوغ نهاية المرحلة الأولى من هذا الصراع".

وأدى كوفيد-19 إلى وفاة أكثر من 30615 شخصا في المملكة المتحدة، ثاني أكثر الدول تضررا في العالم بعد الولايات المتحدة، وقد سجلت 539 وفاة جديدة وفق ما أعلن وزير الخارجية دومينيك راب خلال المؤتمر الصحافي اليومي.

ويرتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 32 ألفا مع نهاية نيسان/ابريل، باحتساب الوفيات التي يمثل الفيروس سببها المرجح.

ويسجل عدد الوفيات والإصابات تراجعا، رغم أن الوضع في دور المسنين يطرح "مشكلة كبرى" بحسب راب الذي قال "لقد تجاوزنا الذروة لكننا في لحظة حرجة، خطيرة جدا، لذلك علينا التصرف بحذر".

وأقر الحجر في 23 آذار/مارس، وتم تمديده مرة تنتهي الخميس، لكن يجب الانتظار حتى يوم الأحد لتقييم الوضع. وقد شفي رئيس الحكومة من كوفيد-19، وينتظر أن يتحدث مباشرة للبريطانيين ليكشف عن استراتيجيته المستقبلية.

ووفق وسائل إعلام، سيسمح للبريطانيين قريبا بممارسة الرياضة خارج البيت والتجول وزيارة المنتزهات بشكل محدود وبشرط الإبقاء على مسافة مترين بين بعضهم البعض. ويتوقع أيضا اتخاذ اجراءات لاستئناف بعض الأنشطة.

وحاليا لا يسمح للسكان بالخروج سوى للتبضّع أو العلاج أو ممارسة الرياضة مرة في اليوم.

وفي إشارة إلى التداعيات الطويلة الأمد للجائحة، ألغي مهرجان نوتينغ هيل في لندن الذي ينظم سنويا للاحتفال بالثقافة الكاريبية.

- منعطف "حساس" -

وأجرى رئيس الحكومة محادثات مع ممثلين عن أحزاب المعارضة ومسؤولين من اسكتلندا وإيرلندا وويلز. ونقلت عنه السلطات الاسكتلندية قوله "لن نخاطر بحدوث موجة ثانية تغمر هيئة الخدمات الصحية الوطنية (جهاز الصحة العام) وسنتصرف بأقصى درجة من الحذر لإنقاذ الأرواح".

في اسكتلندا، حيث سجلت معدلات عدوى أعلى من بقية المناطق، أكدت رئيسة الحكومة نيكولا ستورجن أنه لن يتم تخفيف القيود إلا في حال سمحت المعطيات العلمية بذلك. وقالت خلال مؤتمر صحافي إنه يتم توخي "الحذر الشديد" في هذا المنعطف "الحساس".

ولم يستهدف نقاد الحكومة البريطانية التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحجر فقط، بل كذلك التأخر عدة أيام في تجاوز عتبة 100 ألف فحص في اليوم. ويفترض أن تجرى حملة فحوص مكثفة بالتوازي مع استراتيجية إنهاء الحجر وتبني تطبيق الكتروني صممته الأجهزة الصحية لتتبع مخالطي المرضى.

يوم الأربعاء، أجري 86583 فحصا، أي أكثر بنحو 15 ألفا مقارنة بعدد الفحوص التي أجريت في اليوم السابق (69463)، وفق ما أعلنت الحكومة الخميس.