إسماعيل دبارة من تونس: أعلنت تونس موافقتها الجمعة على هبوط طائرة تركية تحمل مساعدات طبيّة لليبيا على أراضيها بشرط أن تتحقّق من طبيعة الشحنة وأن تتولى تسليمها بنفسها إلى السلطات الليبية، في ما يبدو تشددا مستجدا من تونس حيال أنقرة التي تتدخل عسكريا في ليبيا لصالح حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس.

وقالت رئاسة الجمهورية التونسية في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه: "سمحت (تونس) بنزول طائرة تركية محملة بمساعدات طبية بمطار جربة جرجيس الدولي شرط أن يتم تسليم ما بها من مساعدات موجهة إلى الأشقاء في ليبيا إلى السلطات التونسية (أمن و ديوانة) وشرط أن تتولى السلطات التونسية وحدها دون غيرها إيصالها إلى معبر راس جدير ليتسلمها الجانب الليبي".

ولم تحدد تونس تاريخ وصول الطائرة وإن كان تسليم الشحنة قد تمّ بالفعل أم سيتم في وقت لاحق، لكن موقع "ترك برس" الاخباري قال إن الطائرة حطت فعلا في تونس.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول تونسي قوله إن تركيا تفادت الهبوط في ليبيا لأن مطاراتها غير آمنة.

وتتدحّل تركيا عسكريا في ليبيا منذ مطلع العام إلى جانب حكومة الوفاق الوطني في مواجهة قوات المشير خليفة حفتر الذي يهمن على مساحات شاسعة من شرق وجنوب البلاد.

ومؤخرا، اتهمت المعارضة التونسية رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي بـ"التحرك خلافا للأعراف الديبلوماسية وبشكل غامض حيال الملف الليبي"، واتهمه كذلك بـ"التنسيق مع تركيا للتدخل في البلد المجاور لنصرة طرف على حساب آخر".

نهاية يناير، التزمت الدول الأطراف في النزاع باحترام حظر الأسلحة على ليبيا القائم منذ 2011 ودعم وقف لإطلاق النار في إطار مخرجات مؤتمر برلين للسلام، لكن استمر طرفا النزاع في تلقي الأسلحة والمرتزقة من حلفائهما، وفق الأمم المتحدة.

ووفق وسائل إعلام تونسية، لم تُعلم السلطات التركية نظيرتها التونسية بإرسال طائرة المساعدة إلى ليبيا، وبالتالي "وضعتها أمام الأمر الواقع".

ونهاية أبريل الماضي، نفت وزارة الدفاع التونسية أي وجود لعمليات عسكرية أجنبية انطلاقا من الأراضي التونسية، بعد ورود تقارير عن هجمات ترتبط بالنزاع في الجارة ليبيا.

وقالت وزارة الدفاع في بيان سابق لها إن "ما روجته بعض المواقع الإلكترونية غير الرسمية من إشاعات حول استعمال قوى أجنبية للأراضي التونسية منطلقا لعمليات عسكرية، لا أساس له من الصحة"، وأضافت الوزارة أن تلك التقارير "ادعاءات غير مسؤولة تحاول النيل من سيادة تونس وأمنها القومي".

وأوضحت أن "تونس تمارس سيادتها المطلقة على كافة أراضيها برا وبحرا وجوا ولا تسمح لأي قوات أجنبية باستعمال أراضيها للقيام بعمليات عسكرية، وأن قواتها المسلحة المنتشرة على الحدود تضطلع بواجب الذود عن الوطن والمحافظة على سلامة ترابه".

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن استخدام تركيا سرا لقواعد عسكرية في تونس كمنطلق لدعم حكومة الوفاق في ليبيا في نزاعها ضد قوات المشير حفتر، وهو ما تنفيه تونس بشدة.