توصل كل من المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، الخميس، إلى اتفاق سياسي، وفق أنباء أولية، ومن المقرر أن يتم التباحث خلال الأيام المقبلة حول القضايا العسكرية والإدارية العالقة.

إيلاف: أوضح السياسي السوري الكردي وليد حاج عبد القادر في تصريح لـ"إيلاف" أن الاتفاق ليس الأول، إذ سبق ذلك اتفاق أربيل 1 و2 واتفاقية دهوك".

واعتبر أن المعضلة هي أن "الاتحاد الديمقراطي لديه كامل الإستعداد للتوقيع على أية وثيقة ورقية، لأن من يوقع من قبل الاتحاد الديمقراطي يدرك بأن قادة الاتحاد، عمليًا، لن ينفذوا أي شيء على أرض الواقع، وذلك برغم اختلاف الواقع الحالي عن الواقع الذي مرت به الاتفاقات السابقة بين الطرفين". أضاف عبد القادر أن "المجلس الوطني الكردي يدرك بأنه يسير مع هؤلاء في حقل ألغام"

اعتبر عبد القادر أن بعض الأكراد يعتقدون أن المجلس الوطني الكردي مهد "في الاتفاقات الأولى بشكل أو بآخر الهيمنة العسكرية للاتحاد الديمقراطي، ويحذّرون هذه المرة إن لم يلعبها المجلس الكردي بدقة وبشكل صحيح فسيمهدوا لحزب الاتحاد الديمقراطي، ليقدم إليهم معبرًا إلى المعارضة والمفاوضات والهيئات الرسمية".

وأشار أيضًا في السياق نفسه إلى أن بعضًا من أوساط المجلس يقولون إن "ضمانات أميركا وبعض الدول الأوروبية قوية، ولكن مع هذا هناك حقول ألغام: عسكرية، وخاصة في موضوع البيشمركة روچ، وكذلك مسألة آلية الإدارة، سيما أن ب ي د تجرجر معها قطارًا من الأحزاب، ناهيك عن التيارات الموجودة داخلها أيضًا...".

قال أنا شخصيًا لا أثق بهم من خلال تجربة تعود إلى بداياتهم، ولكن على هدي تجربة كردستان العراق وأولبرايت من الممكن أن تفعل أميركا شيئًا، خاصة أن بعضًا من عقلاء الاتحاد الديمقراطي يدركون أن الوضع السوري قارب الوصول إلى محطات محددة وقد تكون المرحلة الانتقالية، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومن معها من تيارات، تدرك قبل الجميع بأن لا أميركا ولا روسيا أو النظام سيقبلوهم منفردين كممثلين عن الشعب الكردي".

واعتبر أن "الاتفاق هذا يتشابه تمامًا مع آخر اتفاق بينهم في دهوك". هذا وقالت مصادر خاصة لشبكة رووداو الإعلامية إن "المجلس الوطني الكردي في سوريا وحزب الاتحاد الديمقراطي يواصلان محادثاتهما المباشرة بإشراف الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفةً إنهما "توصلا إلى اتفاق سياسي".

وأوضحت أن "الاتفاق يشمل المسائل المتعلقة بمستقبل كردستان سوريا، ومنها الموقف من الحكومة السورية والمعارضة، والعلاقات مع دول الجوار والعديد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك". أشار الخبر إلى أن فرنسا أيضًا تدعم مشروع الولايات المتحدة لتحقيق التقارب بين الأطراف السياسية الكردية.

من جهته قال عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، عبدالكريم ساروخان، للشبكة عينها إن "الوقت حان لتوحيد الصف، فلا بد من التوحيد من دون وضع خيار عدم التوافق أمام أعيننا"، لافتًا إلى أنه "يجب العمل من أجل إنهاء الأزمات، ولدينا أمل بتمكن جميع الأطراف من أجل إيجاد الحلول للمشاكل العالقة".

زار المبعوث الأميركي لشمال شرق سوريا، وليام روباك، في 26 إبريل مع مساعديه والتقى مع 22 حزبًا كرديًا. بينما تساءل السياسي الكردي المخضرم صلاح بدر الدين على صفحته في فايسبوك "هل كان هناك خلاف سياسي عميق يومًا بين أحزاب الطرفين حول قضايا الأكراد السوريين الجوهرية ؟".

أشار إلى "أن الطرفين يسعيان إلى تعزيز قواهما في الداخل السوري، ومن خلال تحالفاتهما بالجوار لتجميع أوراق القوة للتفاهم مع نظام دمشق، وليس لهما عمق وطني سوري واضح. الطرفان غير آبهين بنداءات الغالبية الوطنية في إعادة بناء الحركة الكردية واستعادة شرعيتها عبر المؤتمر الجامع، ويرفضان العودة إلى الشعب، والرضوخ لإرادة الوطنيين المستقلين، وهم الغالبية".

وأضاف بدر الدين "نعم تركزت خلافاتهما منذ اتفاقيات أربيل ودهوك (غير المنفّذة) حول المحاصصة وتوزيع مواقع النفوذ، وهي أساس الخلافات".

لكنه أكد أخيرًا أنه بالرغم من هذه الحقيقة "أتمنى حقًا اتفاق الأحزاب حتى يتضح الاصطفاف في الساحة الكردية، الأحزاب من جهة والغالبية الشعبية الوطنية المستقلة من الجهة الأخرى".