أعلنت كوريا الجنوبية الاثنين عن تسجيل أعلى عدد إصابات بفيروس كورونا المستجد منذ أكثر من شهر بسبب ظهور بؤرة جديدة للعدوى في حي يضج بالحياة الليلية في سيول بعدما بدأت البلاد تخفيف القيود.

وتعد كوريا الجنوبية نموذجا في مكافحة الوباء لكن خلال نهاية الأسبوع أمرت العاصمة وإقليم جيونغجي المحيط بها وبلدة اينشيون القريبة بإغلاق كل الملاهي الليلية والحانات بعدما أثار ارتفاع عدد الحالات مخاوف من موجة ثانية من الوباء.

وتأتي عودة ظهور الإصابات هذه في وقت بدأت فيه العديد من الدول الأوروبية رفعاً تدريجيا للإغلاق فيما يحذر خبراء الصحة من أن رفع اجراءات العزل بسرعة سيؤدي الى ارتفاع في الأرقام.

وأعلن مسؤولون كوريون جنوبيون عن 35 حالة إصابة جديدة الاثنين، وبذلك يصل إجمالي الاصابات بالفيروس إلى 10909 حالات بعدما كانت سجلت تراجعا كبيرا في عدد الحالات على مدى الأيام ال 12 الماضية ومعظمهم كانوا من الوافدين من الخارج.

لكن اعتبارا من صباح الاثنين، تبينت صلة إصابة 85 شخصا برجل يبلغ من العمر 29 عاما وأظهرت الفحوصات إصابته بالفيروس، زار خمسة ملاه ليلية وحانات في حي إيتايوان الراقي المزدحم في مطلع أيار/مايو، حسبما ذكر رئيس بلدية سيول بارك وون سون في تغريدة.

إلا أن المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها قالت إنه يبدو أن هناك منشأ آخر لهذه البؤرة الجديدة. وأوضح مدير المراكز جيونغ اون-كيونغ للصحافيين أن عددا من الأشخاص زاروا "أندية ليلية مختلفة في مواعيد مختلفة".

وأعلن رئيس الوزراء تشونغ سيه كيون أن مسؤولي الصحة يحاولون تتبع "آلاف الأشخاص" الذين ارتادوا الملاهي الليلية والحانات في إيتايوان.

وقال "غالبية الزوار لا يمكن تتبعهم" داعيا هؤلاء الأشخاص الى الاتصال بأقرب عيادة أو مركز صحي على الفور. ودعت سلطات المدينة كل من زار الحي في الأسبوعين الماضيين إلى إجراء الفحص.

ارجاء العودة الى المدارس

كما أمرت دايجو رابع أكبر مدينة في كوريا الجنوبية والتي كانت في أحد الأوقات بؤرة للوباء، الاثنين بإغلاق كل الحانات والملاهي الليلية.

ويأتي الارتفاع في عدد الإصابات الجديدة فيما استأنفت الحياة مسارها الطبيعي الأسبوع الماضي في كوريا الجنوبية وتخفيف قواعد التباعد الاجتماعي.

وظهور هذه البؤرة الجديدة دفع بمسؤولين الى ارجاء إعادة فتح المدارس فيما كان يرتقب أن يعود الطلاب على مراحل اعتبارا من الاربعاء. وقال نائب وزير التعليم بارك بايغ-بيوم إن التأخير "حتمي" من أجل ضمان سلامة الطلاب.

وكانت كوريا الجنوبية في فبراير البلد الثاني الأكثر تضررا بالفيروس بعد الصين حيث ظهر للمرة الأولى. وانتشر الوباء بعدما نقلت سيدة من أتباع منظمة دينية يعتبرها البعض طائفة سرية لعدوى إلى عدد من أتباع هذه المنظمة.

لكن السلطات تمكنت من السيطرة على الوضع عبر تطبيق استراتيجية مركزة ل"المتابعة والفحص والعلاج" لقيت إشادات واسعة. وهي تعتبر دوليا نموذجا في إدارتها الأزمة الصحية.

وأعيد فتح الأماكن العامة مثل المتاحف والمعارض الفنية، كما استؤنف بطولات بعض الرياضات الأكثر شعبية في البلاد، مثل البيسبول وكرة القدم، بعد أسابيع من الموعد المحدد بسبب الوباء. كما من المتوقع إعادة فتح المدارس خلال أسبوع.