أسامة مهدي: فيما دعا الكاظمي دول الاتحاد الاوروبي الى دعم بلاده في مواجهة التحديات الامنية والاقتصادية والصحية، فقد تعهد بحماية المتظاهرين ومحاسبة المتورطين بالإعتداء عليهم وإجراء إنتخابات حرة نزيهة. بينما حذره روحاني مما اسماها أعمال متآمرين يستهدفون مصالح العراق وشعوب المنطقة.

وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع سفراء دول الإتحاد الأوروبي أن الإتحاد صديق وشريك للعراق "ونأمل أن تواصل دول الاتحاد دعمها للعراق في حربه ضد داعش وللظروف الإقتصادية التي يواجهها إثر جائحة كورونا وإنخفاض أسعار النفط العالمية"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "إيلاف".

وقال "نتطلع لمساعدة الدول الأوروبية للعراق في بناء إقتصاده، داعيا الشركات الأوروبية للعمل والإستثمار في العراق"ووعد بتذليل العقبات التي قد تواجه عملها. وشدد بالقول".

إننا ملتزمون بما وعدنا به شعبنا في احترام حقوق الإنسان وحق التظاهر السلمي وحماية المتظاهرين ومحاسبة المتورطين بالإعتداء عليهم ، والقيام بعملية الإصلاح وإجراء إنتخابات حرة نزيهة".

ومن جانبهم، أكد رئيس وأعضاء وفد الإتحاد الأوربي دعم السيادة العراقية والإهتمام الأوروبي بإستقرار العراق والإلتزام بدعم جهوده ضد داعش والتعاون لمواجهة الأزمة الإقتصادية والصحية، معربين عن إرتياحهم لما تضمّنه البرنامج الحكومي من إصلاحات وإلتزامات وحوار وتواصل مع المجتمع الدولي.

ويرتبط العراق بعلاقة مع الاتحاد الأوروبي من خلال اتفاقيتين ثنائيتين هما: مذكرة التعاون بشأت التعاون في مجال الطاقة المُوقّعة في عام 2010، واتفاقية الشراكة والتعاون الموقعة في عام 2012. وتمثل الاتفاقية الأولى إطارًا للتعاون في مجال الطاقة، بينما تتناول الاتفاقية الثانية مجموعةً واسعةً من القضايا التي تشمل مكافحة الإرهاب والتجارة.

الكاظمي مجتمعا مع سفراء دول الاتحاد الاوروبي

ويقدم الاتحاد الأوروبي الى العراق من خلال بعثته الدائمة في بغداد المساعدات الإنسانية وتطوير العمليات السياسية والانتخابية وتعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون وتطوير منظمات المجتمع المدني وتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والصحة والتعليم.

روحاني يحذر العراق من "مؤامرات" تستهدف مصالحه

في مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الايراني حسن روحاني اليوم مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فقد اعرب عن تفاؤله بقدرته على قيادة البلد متمنيا النجاح للحكومة الجديدة.

واكد روحاني أن بلاده تسعى دوما لتطوير العلاقات بين البلدين الجارين في جميع المجالات، وأنها تتطلع لفتح المنافذ الحدودية للحركة التجارية وفق ما تسمح به الإجراءات الوقائية.. بينما تمنى الكاظمي لايران وشعبها الخير والإزدهار.

وقد بحث الجانبان ملف التعاون الاقتصادي بشكل عام وموضوع المناطق الصناعية المشتركة على وجه الخصوص، كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية.

ومن جهتها، قالت الرئاسة الايرانية في بيان صحافي اطلعت عليه "إيلاف" ان الكاظمي و روحاني بحثا في اتصال هاتفي الإثنين مسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون في مواجهة أزمة جائحة كورونا.

واشارت الى ان روحاني أبلغ الكاظمي بأن "ایران تقف الی جانب العراق حكومة و شعبا علی الدوام وأکد علی تنمیة العلاقات الثنائیة بین البلدین وتنفیذ مذکرات الشراکة المبرمة بین الجانبین و شدد علی ضرورة الشراکة الثنائیة لارساء الأمن و الاستقرار فی المنطقة".

وشدد روحاني على ان "ایران تدعم الحكومة العراقیة لانجازاتها لمصلحة الشعب العراقی بشکل کامل" معرباً عن "تهانیه للكاظمي لانتخابه رئیسا للوزراء الجدید، قائلا "نفرح لان یتولی رجل خبیر و مضطلع بتطورات الأعوام الأخیرة في العراق المهام في هذا البلد".

وشدد روحاني على ان "استقلال العراق والاستقرار السیاسي والسیادة الوطنیة ووحدة العراق أمور مهمة بالنسبة لنا معربا عن أمله ان تتطور العلاقات الودیة و المناسبات الثنائیة بین طهران و بغداد أکثر مما مضی".

وأکد روحاني قائلا "اننا نقف الی جانب العراق حكومة وشعبا علی الدوام قائلا:"یجب ان نحذر لأعمال المؤامرین الذین يستهدفون مصالح العراق و شعوب المنطقة".. مشددا على ضرورة الشراکة الثنائیة لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة قائلا "کما أثبتنا في مكافحة داعش الارهابي نقف الی جانب الشعب العراقي والیوم أیضا نقف الی جانب الحكومة العراقیة لارساء الاستقرار والتقدم العراقي".

من جانبه، وصف الكاظمي ايران بالدولة الصدیقة والشقیقة للعراق، وقال "لا ننسی مساعدات ایران کدولة محوریة في الاقلیم في إرساء السلام والاستقرار في العراق وخاصة داعش ونرید تطویر العلاقات مع ایران في جميع المجالات".

وشدد الكاظمی على ان العالم والمنطقة یمران بالظروف الحساسة، وقال "ستتم تسویة أیة مشكلة عبر العقلانیة والمنطق وأرجو ان نتغلب علی المشاکل القائمة بفضل التعاون الوثیق والمتقارب بین البلدین".

وأکد علی ضرورة تنمیة العلاقات التجاریة و الاقتصادیة بین البلدین، واصفا استئناف التبادل التجاري في الحدود المشترکة سببا لانتعاش العلاقات الاقتصادیة".

وكان الكاظمي قد اكد لسفيري واشنطن وطهران في بغداد السبت الماضي على ضرورة ابعاد بلاده عن صراعاتهما، وذلك خلال اجتماعين منفصلين مع سفير الولايات المتحدة الأميركية ماثيو تولر والسفير الايراني في بغداد إيرج مسجدي.