يبدو أن التراخي اليوم في تطبيق تدابير السلامة العامة حيال جائحة كورونا تشي بأن الموجة الثانية الحتمية ستكون عاتية. المطلوب العودة إلى التباعد الاجتماعي.

إيلاف من بيروت: في أواخر أبريل الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من موجة ثانية لا مفر منها لجائحة فيروس كورونا المستجد، مشددة على أن العالم لن يتمكن من تفادي هذه الموجة قبل تطوير اللقاح، إلا أن ثمة ما قد يحد من خطورتها.

فنلنديون متجمعون في إحدى حدائق هلسنكي

وقالت ميليتا فوسنوفيتش، ممثلة المنظمة في روسيا، في مقابلة صحفية: "هذا الفيروس جديد تمامًا، والمناعة منه متوافرة لدى عدد قليل من الناس، لهذا السبب لن يكون بإمكاننا القول إننا قادرون على إحباط موجة ثانية منه حتى تطوير الوقاية الخاصة واللقاح".

باريسيون يخرقون مبادئ التباعد الاجتماعي

توقع لوتار فيلر، رئيس معهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الأمراض المعدية والفيروسات، أن تكون هناك موجات أخرى من وباء فيروس كورونا. قال: "هذه جائحة. وفي الجائحة يتسبب الفيروس في مزيد من الإصابات حتى يُصاب ما يتراوح بين 60 و 70 في المئة من السكان"، مرجحًا حصول موجات ثانية وثالثة ورابعة من فيروس كورونا.

أضاف الخبير الألماني: "اعتمادًا على مدى قوة الموجة الثانية، سيتعين اتخاذ إجراءات معينة مرة أخرى إذا أردنا إبطاء الموجة".

ألمان يمارسون الرياضة في أحد النوادي من دون تشدد في تدابير السلامة

هذا الكلام ليس مبالغًا فيه، خصوصًا أن الكثير من الدول تشهد تراخيًا في إجراءات الوقاية من العدوى. فالصور الأولى من الدول التي خففت قيود العزل الاجتماعي تظهر واقعية هذه المخاوف، بل ربما هناك مؤشرات إلى أن العالم يسير نحو موجة ثانية حتمية إذا تخلى الناس عن قواعد التباعد الاجتماعي من دون وعي.

ازدحام غير مبرر في إحدى طائرات السفر الداخلي في الولايات المتحدة

فقد أظهرت صور من عواصم عالمية عدة نال منها الفيروس بشدة خروقات واضحة لمبدأ التباعد الاجتماعي، فنرى المتنزهين متجاورين في الحدائق وعلى الأرصفة مطلة على البحار وفي الساحات العامة، ومنهم من لم يغط وجهه بكمامة، ولم يلتزم مسافة الأمان الكافية... وهذا ما لا يبشّر بالخير.

إيطاليون لم يتعظوا مما جرى لهم في الموجة الأولى من الوباء