مقابل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي لديه 80 مليون متابع على "تويتر" فيما فريق حملته الانتخابية يركز منذ أربع سنوات على استخدام الإنترنت، يعمل المرشح الديموقراطي إلى البيت الأبيض جو بايدن على تعزيز حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي في حملته التي تواجه عقبات بسبب تفشي وباء كوفيد-19.

وأعربت شخصيات كبيرة من حزبه علناً عن قلقها بشأن هذا الموضوع إذ إنه سينبغي على بايدن المعزول في منزله منذ آذار/مارس، الذهاب أبعد من مداخلاته الجامدة التي يتمّ بثّها عبر الانترنت من الطابق السفلي في منزله والرسائل المنتشرة جداً على تويتر إذا أراد الفوز في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر.

بالإضافة إلى أنه يواجه صعوبات لإسماع صوته، مع متابعيه البالغ عددهم 5,3 مليون على تويتر، لاقى اتهامه بالاعتداء الجنسي من جانب تارا ريد في حادثة يعود تاريخها إلى التسعينات، صدى قوياً على الانترنت.

وأعلن فريق نائب الرئيس الأميركي السابق مؤخراً أنه سيضاعف عدد العاملين في الخلية الرقمية الذي كان يبلغ حوالى 25 شخصاً أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي. وقال مسؤول في فريقه لوكالة فرانس برس إن الهدف بات إغراق مختلف المنصات الإلكترونية بأخبار ومواقف بايدن.

وتشير لوري كولمان مديرة استراتيجية الانترنت لدى "ديمكاست" وهي منظمة تقدمية مستقلة إلى أنه "حتى الآن، يبدو أن حملته تُدار وفق الطريقة التقليدية، من دون التفكير بالانترنت على الإطلاق".

وتوضح لفرانس برس "قبل فيروس كورونا المستجدّ، كانت الطريقة التقليدية لقيادة الحملة مفيدة للغاية بالنسبة إلى جو". ويُعرف المرشح البالغ 77 عاماً بقدرته على التواصل المباشر مع الناس العاديين وتعاطفه مع همومهم وانشغالاتهم. وتضيف كولمان "لا أعتقد أنه تموضع جيداً للانتقال فوراً إلى حملة أكثر رقمية عندما انتشر الفيروس".

في المقابل، وفي إشارة قوية للأهمية التي يوليها فريق ترمب لمواقع التواصل الاجتماعي منذ أربع سنوات، يدير هذه المرة حملة الملياردير الانتخابية براد بارسكال الذي شغل منصب المسؤول عن استراتيجيته الرقمية عام 2016.

ومنذ الانتخابات البرلمانية والمحلية التي أُجريت في خريف العام 2018، أنفق فريقه حوالى 56 مليون دولار للدعايات على فيسبوك وغوغل، مقابل 19,6 مليون من جانب جو بايدن منذ بدء حملته قبل عام، بحسب المنظمة التقدمية "أكرونيم".

"لا يزال لديه الوقت"

لكن في مارس، أنفق المرشح الديموقراطي أكثر من ترمب على هاتين المنصتين. وشوهدت فيديوهاته على الانترنت أكثر من 110 ملايين مرة منذ بدء العزل، وفق فريقه.

ويقرّ أعضاء من فريق بايدن الرقمي بأن عدد العاملين في الفريق قليل ويأملون زيادة قوتهم من خلال توظيف المزيد من الأشخاص الذين عملوا في السابق لصالح مرشحين ديموقراطيين لديهم حضور قوي على الانترنت، مثل بيتو أورورك وكامالا هاريس وإليزابيث وارن...

وكتب روب فلاهيرتي، مدير الاستراتيجية الرقمية في فريق بايدن، أنه سينبغي على هذا الفريق "التحاور (وبناء) جماعات (من المناصرين) على الانترنت".

وأعلن عن ثلاث وظائف كبيرة شاغرة مكلفة بتطوير محتويات فيديوهات وصور لموقع جديد، في إشارة إلى نمط كلاسيكي بدلاً من الأسلوب المستخدم حالياً.

وأشار إلى أنه سينبغي حشد المتبرّعين. وفي نيسان/أبريل، جمع جو بايدن والحزب الديموقراطي 60 مليون دولار، وفق ما أعلن المرشح الاثنين، في وقت تضرب أزمة كورونا الولايات المتحدة وتطغى على حملته.

بعد دونالد ترمب، أكد بايدن أمام متبرعين الاثنين أن الناخبين سيكونون متعطشين "للأصالة والصدق" وهو ما يمكن أن يقدّمه لهم، واعداً بإعادة بناء اقتصاد تضرر كثيراً جراء تفشي الوباء العالمي.

وقال أحد المتحدثين باسم بايدن، مايك غوين، لفرانس برس إن المرشح الديموقراطي "مستعد للحكم في مثل هذا الوقت من الأزمة ولديه التعاطف الذي افتقر إليه ترمب خلال رئاسته".

في محيطه، يتمّ تسليط الضوء على استطلاعات الرأي التي تعطيه الأفضلية على ترمب، حتى لو أنه يتوجب رؤيتها بنظرة حذرة في هذه المرحلة.

وتعرب لوري كولمان عن أنها "قلقة جداً" حيال تقدّم ترمب على الانترنت، إلا أنها تعتبر أن بايدن "لا يزال لديه الوقت" لسدّ الفجوة. وتقول "أنا مسرورة لرؤية فريقه يعزز فعلاً وجوده الرقمي".