أكد الكاظمي على رئيس وقادة جهاز المخابرات بضرورة الابتعاد عن التدخل السياسي والحفاظ على استقلاليته والتفرغ لمحاربة الإرهاب وبقايا تنظيم داعش.

جاء ذلك خلال كلمة لرئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لدى زيارته الى مقر جهاز مكافحة الارهاب في بغداد الخميس حيث نوه "بجهود وتضحيات الجهاز وتصديه البطولي للارهاب وعصابات داعش والمساهمة بالنصر إلى جانب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

الكاظمي يتحدث الى مسؤولي جهاز مكافحة الارهاب والى جانبه الفريق الساعدي رئيس الجهاز

كما اكد الكاظمي خلال لقائه رئيس جهاز مكافحة الارهاب الفريق الاول الركن عبدالوهاب الساعدي وعددا من القادة والضباط والمنتسبين على "أهمية الحفاظ على استقلالية هذه المؤسسة الوطنية وتعزيز قوتها ودورها في حماية الدولة وضرورة إبعاد جهاز مكافحة الارهاب عن التدخل السياسي" .. مشيرا الى "التحدي الأمني وضرورة التصدي لبقايا تنظيم داعش بكل قوة وإحباط محاولاتها".

واستمع الكاظمي لشرح تفصيلي قدّمه الساعدي عن تطورات عمل جهاز مكافحة الارهاب وجهده الأمني والاستخباري".

يشار الى ان تنظيم داعش وكجزء من استراتيجيته فأنه يعمل منذ أشهر على إعادة بناء مجموعاته القتالية في المناطق الصحراوية والجبلية في غرب وشمال غرب العراق فيما تحاول القوات العراقية فرض السيطرة الأمنية على جانبي الحدود العراقية السورية لحرمان التنظيم من التسلل بالاتجاهين ومنع تواصل مجموعاته القتالية بين العراق وسوريا.

وقد تركزت معظم نشاطات التنظيم خلال الأشهر الأولى من العام الحالي في محافظات ديالى وكركوك والأنبار ونينوى وصلاح الدين العراقية حيث يلاحظ انه لا يزال يمتلك ما يكفي من الإمكانيات القتالية لتهديد الأمن والاستقرار في العراق.

ورغم الخسائر الكبيرة في صفوف مقاتليه وقياداته المتقدمة إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرات بشرية تشكل تهديدًا جديًا بشنّ هجمات أو نصب كمائن للقوات الأمنية العراقية وفصائل الحشد الشعبي والتسلل إلى المراكز الحضرية من دون التفكير بالسيطرة عليها.

وفي مقابل ذلك لا تبدو القوات الأمنية العراقية مؤهلة لمواجهة داعش وهزيمته بشكل نهائي في غياب الدعم والإسناد الجوي من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إضافة إلى حاجة القوات العراقية إلى مزيد من التدريب على أيدي مدربي التحالف.

وكان العراق قد اعلن رسميا في كانون الاول ديسمبر عام 2017 هزيمة داعش واستعادة السيطرة بشكل كامل على الحدود العراقية السورية.

الكاظمي اعاد الاعتبار للساعدي

وكان الفريق الساعدي قد باشر أمس مهامه رئيسا جديدا لجهاز مكافحة الارهاب بعد ان اعادة الكاظمي السيت الماضي الى الجهاز وعينه رئيسا له وترقيته.

وكانت مسألة اعادة الساعدي الى جهاز مكافحة الارهاب احدى مطالب متظاهري الاحتجاجات الشعبية بعد ان كان نائبا لرئيس الجهاز قبل ان يقصيه رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي من منصبه وينقله الى وظيفة ادارية في وزارة الدفاع بضغط من قيادات الحشد على الرغم من دوره الكبير في قيادة معارك تحرير محافظات العراق الغربية والشمالية من سيطرة تنظيم داعش.

الكاظمي مع رئيس جهاز مكافحة الارهاب وقادته

وقدم الساعدي في كلمة لدى مباشرته لمهامه "الشكر والعرفان الى متظاهري ساحات الاحتجاج العراقية والى رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي".

واضاف الساعدي في كلمته أن "البلد يمر حاليا بمرحلة حرجة من الناحيتين الامنية والاقتصادية مما يستدعي وضع حلول سريعة للخروج من هذه الازمات".. مبينا أن "الجهاز لديه مسؤوليات كبيرة اتجاه حماية امن الدولة والمواطن من اي تهديدات ارهابية".

واشارالى ان "جهاز مكافحة الارهاب بحاجة الى تضافر جهود جميع منتسبيه "لتحقيق هدفنا المنشود بالوصول الى عراق آمن مستقر".. وقال "لقد دخلنا بمرحلة تطوير الايجابيات ومعالجة السلبيات في كافة مفاصل جهاز مكافحة الإرهاب والتشكيلات المرتبطة به".

وتعهد الساعدي "بالعمل المتواصل الدؤوب على مدار الساعة لحين الوصول الى عراق آمن مستقر يرفل ابناءه بالعز والامان".

يذكر ان تاريخ تأسيس جهاز مكافحة الإرهاب يعود إلى 14 كانون الاول ديسمبر عام 2003 وهو عبارة عن وحدات عسكرية مسلحة خاصة وقد أُطلقت عليه تسمية جهاز مكافحة الإرهاب في تشرين الثاني نوفمبر عام 2009 من قبل رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي ربط الجهاز بمكتبه بشكل مباشر، من دون أية سلطة لوزارتي الدفاع والداخلية عليه.

ويتكوّن الجهاز من فرقة عسكرية لحفظ أمن العاصمة العراقية بغداد فضلاً عن فرقتين للعمليات الخاصة، هما الفرقة الثانية والفرقة الخامسة. ويملك الجهاز لواءً منتشراً في محافظة البصرة (جنوب العراق) والموصل (شمالاً) وديالى (شرقاً).

وشهد الجهاز تغييرات متكررة في التسميات والهيكلية والمرجعية وتم ربطه بوزارة الدفاع العراقية عام 2005 وأُطلقت عليه تسمية "قوات صقر الرافدين" ثم سُمّي "لواء العمليات الخاصة"، ثم "قيادة العمليات الخاصة". وفي آذار مارس عام 2007 فُكّ ارتباطه مع وزارة الدفاع وارتبط بقيادة "قوات مكافحة الإرهاب". وفي عام 2009 سُمّي جهاز مكافحة الإرهاب وأصبحت داخل الجهاز قوتان رئيسيتان هما: العمليات الخاصة والفرقة الذهبية".