حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أن تنفيذ إسرائيل لقرار ضم أجزاء من الضفة الغربية بالفعل في يوليو المقبل سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية.

وقال ردا على سؤال ما إذا سيعلّق العمل بمعاهدة السلام مع إسرائيل إنه لا يريد أن يطلق التهديدات أو أن يهيئ جواً للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات. ونحن نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط.

وفي مقابلة مع مجلة (دير شبيغل) الألمانية، لفت الملك الأردني إلى أنه إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية سنشهد مزيدا من الفوضى والتطرف في المنطقة.

وردا على سؤال ما الذي قد يترتّب على الأردن إن تم تنفيذ خطة ترمب للشرق الأوسط، تساءل ما إذا كان التوقيت مناسبا فعلاً لمناقشة ما إذا أردنا حلّ الدولة الواحدة أو حل الدولتين لفلسطين وإسرائيل، ونحن في خضمّ المعركة ضد جائحة كورونا؟ أم هل ينبغي علينا أن نناقش كيف بإمكاننا مكافحة هذا الوباء؟ حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيمكننا من المضي قدما.

الخليج، إيران وفلسطين

وحين سئل العاهل الأردني، ما إذا يشعر بالخذلان، حيث تشكل الحرب على إيران الآن أكثر أهمية لقادة الخليج من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، قال: لقد واجه الأردن التحديات من قبل، لكن دعوني أكون منصفاً بحق أخي العزيز سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي وآخرين؛ فإن حلّ الدولة الواحدة ما زال مرفوضاً بشدة في اجتماعات جامعة الدول العربية. وعندما طُرٍحَت خطة حل الدولة الواحدة قبل ستة أو سبعة أشهر، رفضها أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأكدّ وقوف السعودية مع الدولة الفلسطينية.

وحول رؤيته لتداعيات انتشار فيروس (كورونا) على السياسة العالمية، قال الملك عبدالله الثاني: التداعيات تجلبُ واقعاَ جديداَ يتسم بعدم اليقين، الصحة والأمن الغذائي أصبحا على رأس الأولويات، فمثلا؛ أوروبا لديها أراض زراعية خصبة، وستعمل على تخزين المؤن الغذائية لديها، وهذا قرار مفهوم، ونحن أيضاً بدأنا بالاستثمار بشكل كبير في تخزين القمح، ولدينا مخزون يكفي لعام ونصف العام بشكل مريح، ولكن ماذا بعد؟ في مناطق كثيرة حول العالم، سيكون خطر الموت جوعاً أكبر من خطر الفيروس نفسه.

ضغوطات اقتصادية

وعن خشيته من احتمال حدوث احتجاجات ناجمة عن الإغلاق بسبب كورونا خصوصا وان هناك مليوني لاجئ في الأردن، كما كان العديد من المواطنين يواجهون الفقر قبل الأزمة، رد العاهل الأردني بالقول: نحن جميعاً في العالم تحت ضغوطات اقتصادية، وفي الأردن يتلقى اللاجئون نفس الخدمات التعليمية والصحية التي يتلقاها المواطنون، وهذا بالطبع تحدٍ.

وأضاف: عمال المياومة هم الأكثر تضرراً، فكيف يمكننا تأمين دخل لهؤلاء الأشخاص إذا ما كان علينا إبقاء الشركات مغلقة في الوقت نفسه؟ الجيش والشرطة يقومان بإيصال الغذاء والدواء للمناطق السكنية، ولكن سيكون لدينا ركود اقتصادي لمدة عامين، إذن، سرعة تعافينا في 2020 و2021 تعتمد على إعادة فتح القطاعات بطريقة ذكية.

وفي الأخير، أجاب الملك عبدالله الثاني عن كيفية الخروج من أزمة كورونا بالقول: العالم الآن ليس مثلما كان عليه قبل جائحة كورونا، علينا جميعاً أن ننظر إلى بعضنا البعض بنظرة مختلفة، فمثلا، هناك اتفاقيات للتكامل التجاري بين الساحلين الغربي والشرقي في الولايات المتحدة حتى تمكّن الولايات من تغطية احتياجاتها من السلع، فما نحتاجه هو ترتيب مماثل على المستوى العالمي.