يواجه مصرفيان روسيان، عاشا في رفاهية وبذخ من خلال عمليات مالية مشبوهة لسنوات في بريطانيا، حكما قضائيا بمصادرة أصولهما والمطالبة بتسليمهما من جانب روسيا، من قبل محققين ماليين بعد إعلان إفلاسهما ليكونا ثاني أكبر مفلسين في التاريخ البريطاني الحديث.

وقال تقرير لصحيفة (التايمز) اللندنية إن المحققين الماليين يستعدون لمطاردة صاحبا الأسهم السابقين في بنك (National Bank Trust (NBT نيكولاي فيستوف وايليا يوروف قضائيا لتورطهما في بمطالبات مالية ضخمة وذلك بعد اتهماهما بسحب بسحب مدخرات العملاء من خلال شبكة من الشركات الوهمية.

وأشار التقرير إلى أن على يوروف (48 عاما) وفيتيسوف (49 عانا)، اللذين كانا اشتريا بنك NBT في العام 2003، ديونا مشتركة بقيمة 730 مليون جنيه إسترليني، وكان المالك السابق للبنك هو الملياردير الروسي المقيم في المنفى في لندن ميخائيل خودوركوفسكي، أغنى رجل في روسيا.

وقال التقرير إن الروسيين المفلسين استخدما ثرواتهما من تحويلات البنك لشراء القصور الفاخرة والطائرات الخاصة باهظة الثمن واستئجارها.

واجهة اعلانية

ونوه تقرير (التايمز) إلى أن المصرفيين كانا استأجرا الممثل الأميركي المعروف بروس ويليس كوجه لبنكهما مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني سنويًا. وقد ظهر في إعلان إلى جانب عبارة "عندما أحتاج إلى المال، فأنا أحصل عليه ببساطة".

الممثل ويليس ودعاية للبنك المنهار

ومع إعلان إفلاس المصرفيين فيتيسوف ويوروف من جانب المحكمة العليا في لندن، فإن الإعلان هو ثاني أكبر إفلاس في بريطانيا، بعد إعلان إفلاس فلاديمير كيخمان الذي يصف نفسه بأنه "إمبراطور الموز لروسيا" العام 2012 بديون قدرت بنحو 1.05 مليار جنيه استرليني.

وكانت المحكمة العليا في لندن أعلنت إفلاس المصرفيين بعد أن اكتشفت أنهما استخدما 1.5 مليون جنيه من ودائع المدخرين لتمويل عشرات الشركات الأمامية التي يمتلكونها.
وكان بنك NBT انهار في العام 2014، وتم إنقاذه بمساعدة قيمتها مليار دولار (826 مليون جنيه استرليني) من جيوب دافعي الضرائب، حتى تم الاستيلاء عليه لاحقا من قبل Otkritie Financial Corp.Bank في عملية استرداد.

وكان البنك يعتبر السابع والعشرين في روسيا بأكثر من 1.5 مليون مودع و400 فرع. وبحلول الوقت الذي انهار فيه البنك في العام 2014، كان المصرفيين يوروف وفيستوف هربا مع أسرتيهما من بريطانيا إلى روسيا حيث يعيشون في رفاهية وبذخ.

أصول مالية

ورغم فرارهما، فإنه يمكن الاستيلاء على أصولهما حيث تم تعيين شركة المحاسبة (مزارز) لتتبع أموال المصرفيين والشبكة الخارجية التي يدريرانها، وكانت زوجة يوروف، ناتاليا يوروفا ، 50 عامًا ، اشترت مبنى (Oxney Court) في مقاطعة كينت بمبلغ 4.1 مليون جنيه إسترليني بدون قرض عقاري.

وذكرت (التايمز) أن الزوجين يملكان أيضًا عقارين في قبرص وثلاث شقق في تشيلسي في لندن بقيمة إجمالية تزيد عن 6 ملايين جنيه إسترليني.

كما كان فيستوف وزوجته ايلينا بيتشولينا (47 عاما) اشتريا قصرا في منطقة اكسشوت في مقاطعة ساري مقابل 4.25 مليون جنيه إسترليني في عام 2012.

ويقال أن قيمة العقار ارتفعت إلى 5.51 مليون جنيه إسترليني منذ أن اشترى الزوجان المنزل، وفقًا لشركة العقارات (Zoopla). ويحتوي القصر الفاخر على مسبح داخلي يطل على الحديقة وسينما فخمة.

كما أنهما يمتلكان شقة بقيمة 1.6 مليون جنيه إسترليني في منطقة تشيلسي الراقية في لندن وعقارات تقدر بـ3.45 مليون جنيه إسترليني في موسكو.

وكان البنك رفع دعوى ضد المساهمين السابقين وزوجاتهم عندما اتضح أن الرجال تورطوا في عملية احتيال خطيرة، حيث كانوا تسببوا في قيام البنك بإقراض المليارات لشركات خارجية، والتي كان يسيطر عليها سرا المصرفيان.

كما اتضح أن هناك مساهما ثالثا في البنك وشريكا لهما هو سيرغي بيلييف، شارك في مخطط الاحتيال وانهيار بنك NBT ويقال أنه يعيش في أميركا في الوقت الراهن.

وسيط بريطاني

وخلال النظر في قضيتهما، استمعت المحكمة العليا في لندن إلى أنه بدلاً من إعلان الوضع المالي للبنك من جانب المصرفيان، فإنهما استخدما "الوسيط" الإنكليزي بنديكت ورسلي لإدارة شبكة خارجية.

وكان هذا الوسيط البالغ من العمر 52 عامًا أنشأ شركات واجهة قبرصية للمصرفيين ورتب لهم استئجار اليخوت الفاخرة والطائرات الخاصة، والتي تم دفعها من أموال البنك، لكن المصرفيين نفيا خلال المداولات المحكمة ارتكاب أي مخالفات وقد يستأنفون الأحكام.

وتقول صحيفة التايمز إنه ربما كما يقال، هو إن غالبية أصول المصرفيين المطلوبين مخبأة في شبكة من الشركات، التي أخفت الأموال التي نقلتها من روسيا.

وقال بول روس، رئيس خدمات العملاء في شركة المحاسبة مازارز (Mazars Restructuring Services): "لقد جمع هؤلاء الأفراد ثروة وأصولًا كبيرة في جميع أنحاء العالم بينما كانوا على رأس NBT والآن ستبدأ عملية استرداد الأصول من أجل تعويض NBT والدائنين الآخرين ".

عقارات تملكها اسرتي المصرفيين في انكلترا