أسامة مهدي: بدأت عملية عسكرية عراقية واسعة بعد ساعات من انطلاقها بأسناد جوي بتدمير مرتكزات وقواعد وأسلحة تنظيم داعش في غرب وشمال البلاد وصولاً إلى الحدود السورية عبر احد عشر محوراً قتالياً بينما قال الكاظمي إنه ينتظر اكتمال تشكيل الحكومة بموقف سياسي موحد متفهم للتحديات لتحقيق النصر النهائي على التنظيم.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية الأحد انطلاق عملية عسكرية تحمل اسم "أسود الجزيرة" لملاحقة عناصر تنظيم " داعش في محافظتي الانبار وصلاح الدين (غرب) ونينوى (شمال) مؤكدة تدمير "4 أوكار للإرهابيين ونفق ومعالجة وتفجر ثلاث عبوات ناسفة مزروعة على محور تقدم القوات"، كما قالت في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

وأشارت إلى أنّه "بإشراف قيادة العمليات المشتركة انطلقت على بركة الله صباح اليوم الأحد عمليات أسود الجزيرة لتفتيش صحراء الجزيرة شمال محافظة الانبار وجنوب محافظة نينوى وغرب محافظة صلاح الدين وصولاً إلى الحدود الدولية مع الجمهورية العربية السورية".

وأوضحت الخلية ان العملية تشمل "وادي الثرثار، مطار جنيف، سنيسله، جبل المنايف سحول راوه، الشعباني، طريفاوي، وادي العجيج، تلول الطيارات".. مشيرة إلى أنّ قيادات "عمليات الجزيرة وصلاح الدين وغرب نينوى والحشد الشعبي والعشائري" تشترك في العملية من خلال أحد عشر محوراً بإسناد من طيران الجيش والقوه الجوية.

وأضافت أن "هذه العملية تأتي لتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المناطق وملاحقة العناصر الإرهابية والقاء القبض على المطلوبين".

انطلاق القوات العراقية لتطهير مناطق الغرب من داعش

وعمليات ضد التنظيم بشرق البلاد

وبالتزامن مع ذلك، قالت خلية الاعلام الامني ان قطعات فرقة المشاة الخامسة مع قوة من شرطة محافظة ديإلى (شمال شرق بغداد) وبإسناد مباشر من قبل طيران الجيش ووحدات المدفعية والطبابة والاتصالات وهندسة الميدان بدأت بتنفذ عملية عسكرية لملاحقة عناصر تنظيم داعش في بساتين المخيسة بناحية ابي صيدا، حيث تم العثور على وكر لهم في بساتين الهورة وتفجير عبوتين ناسفتين خلال البحث والتفتيش في هذه البساتين المكتظة كما تم تدمير الوكر ومحتوياته وتفجير العبوتين.

ومن جانبها أعلنت هيئة الحشد الشعبي إسقاط طائرة مسيرة لتنظيم داعش في مدينة خانقين بمحافظة ديإلى نفسها. وقال اعلام الهيئة إن "الحشد الشعبي أحبط محاولة تسلل وأسقط طائرة مسيرة لداعش في خانقين".

وحول نشاط داعش المتصاعد في العراق، كشف اللواء قارمان كمال نائب رئيس اركان قوات البيشمركة الكردية في مقابلة متلفزة امس أن" مجاميع داعش الارهابية نفذت نحو 90 عملية ارهابية خلال الاشهر الاربعة الماضية من العام الحالي".

وأضاف أن هذه العمليات استهدفت المواطنين الابرياء في مناطق خانقين وجلولاء وقرجوغ وجنوب محافظة كركوك .. موضحا ان تلك العمليات الارهابية اسفرت عن مصرع واصابة وخطف أكثر من 300 مدني.

الكاظمي ينتظر إكمال حكومته للانقضاض على داعش

ومن جهته اكد رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" الاحد أن "العراقُ ثابتٌ بقوة في مواجهة الإرهاب، وهذا الثبات والتصميم لمستُهُ لدى مقاتلينا الأشدّاء في المؤسسات العسكرية والأمنية ولا قلق على العراق بوجود حماته الغيارى".

وأضاف "أنتظرُ اكتمال تشكيل الحكومة بموقف سياسي موحد ومسؤول ومتفهم للتحديات لتكون وقفتنا في ساحات النصر" في إشارة إلى القضاء على نشاط داعش الذي اتسع منذ بداية العام الحالي.

داعش يعمل لإعادة بناء مجموعاته القتالية

يشار إلى أنّ تنظيم داعش وكجزء من استراتيجياته فإنه يعمل منذ اشهر على إعادة بناء مجموعاته القتالية في المناطق الصحراوية والجبلية في غرب وشمال غرب العراق فيما تحاول القوات العراقية فرض السيطرة الأمنية على جانبي الحدود العراقية السورية لحرمان التنظيم من التسلل بالاتجاهين ومنع تواصل مجموعاته القتالية بين العراق وسوريا.

وقد تركزت معظم نشاطات التنظيم خلال الأشهر الأولى من العام الحالي في محافظات ديإلى وكركوك والأنبار ونينوى وصلاح الدين العراقية حيث يلاحظ انه لا يزال يمتلك ما يكفي من الإمكانيات القتالية لتهديد الأمن والاستقرارفي العراق.

ورغم الخسائر الكبيرة في صفوف مقاتليه وقياداته المتقدمة إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرات بشرية تشكل تهديدًا جديًا بشنّ هجمات أو نصب كمائن للقوات الأمنية العراقية وفصائل الحشد الشعبي والتسلل إلى المراكز الحضرية من دون التفكير بالسيطرة عليها.

وكان العراق قد اعلن رسميا في كانون الاول ديسمبر عام 2017 هزيمة داعش واستعادة السيطرة بشكل كامل على الحدود العراقية السورية باستعادة كامل أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014 إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق من العراق ويشن هجمات بين فترة وأخرى.