إيلاف: عبرت غالبية من قراء "إيلاف" شاركت في استفتائها الأسبوعي عن اعتقادها بأن الدعم الخارجي الواسع لحكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي جاء بسبب الرغبة في دعم تطلعات العراقيين واختيارهم لحكومة تنقذهم من الأزمات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تتخبط بها البلاد.

فقد اعتبر 47 بالمائة من مجموع المشاركين في الاستفتاء الذي طرح سؤالًا عن سبب الدعم الدولي الواسع لحكومة العراق الجديدة أن الدافع إلى ذلك هو مساندة ودعم رغبة العراقيين في حكومة تنقذهم من أزمات بلدهم.

جاء موقف القراء هذا متأثرًا على ما يبدو بالحملة الخارجية الرسمية الواسعة التي تواصلت مع رئيس الحكومة الجديدة مؤكدة الدعم والرغبة في التعاون. فقد تلقى الكاظمي فور فوز حكومته بثقة البرلمان في السابع من الشهر الحالي مكالمات هاتفية من زعماء العالم للتهنئة بتشكيلها وتأكيد دعمهم للعراق وشعبه، حيث أحصت "إيلاف" أكثر من 30 مكالمة هاتفية لزعماء عرب وأجانب وخاصة من اللاعبين الرئيسيين في العراق، الولايات المتحدة وإيران، حيث أكدوا دعم الحكومة الجديدة في سعيها إلى مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه العراق ومكافحة الإرهاب والتصدي لجائحة كوفيد-19. فيما عبّر رئيس الوزراء من جهته عن رغبة حكومته في بناء علاقات قوية مع جميع الدول على أسس المصالح المشتركة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

عدم سيطرة إيران على التشكيلة الحكومية
من جهتهم، عبر عدد كبير من المشاركين في الاستفاء، بلغت نسبتهم 42 بالمائة، عن اعتقادهم بأن الدعم الخارجي لحكومة بلدهم جاء بسبب عدم سيطرة الأحزاب الموالية لإيران على تشكيلتها.

الكاظمي ووزراء حكومته يؤدون اليمين الدستورية في البرلمان

فالعراقيون يرون أن إيران هي أحد أسباب الأزمات التي يعيشونها من خلال هيمنتها على أوضاع بلدهم وقراراتها الرسمية وانصياع قوى وزعامات عراقية لرغباتها على حساب مصالح بلدها، إضافة إلى الدعم الذي تقدمه إلى الميليشيات المسلحة المسؤولة عن عمليات القتل والاختطاف والتغييب التي يتعرّض لها أي معارض للسياسات الإيرانية من السياسيين والناشطين والإعلاميين.

فقد عبّر العراقيون خلال الأشهر الأخيرة عن رفضهم لهذه الهيمنة من خلال التظاهرات الشعبية التي انطلقت في العاصمة و9 محافظات وسطى وجنوبية في الأول من أكتوبر عام 2019 وحرقهم للقنصليات الإيرانية في عدد من مدن البلاد احتجاجًا أيضًا على دور تلك الميليشيات في المشاركة بقتل أكثر من 600 متظاهر وإصابة 23 ألفًا آخرين، حيث رفع المحتجون شعار "أريد وطنًا" على نطاق واسع، ولذلك فقد كان تشكيل حكومة الكاظمي بعيدًا عن سيطرة الأحزاب الموالية لإيران مبعث ارتياح للمواطنين.

استقلالية وكفاءة رئيس الحكومة
أما الفئة الثالثة المشاركة في الاستفتاء فقد اعتبرت أن الدعم الدولي للحكومة الجديدة قد جاء بسبب استقلالية وكفاءة رئيسها مصطفى الكاظمي، حيث بلغت نسبة المستفتين المشاركين المعبّرين عن هذا الرأي 11 بالمائة من المجموع الكلي للمصوّتين.

ومن الواضح أن العراقيين الذين سئموا فشل وفساد الأحزاب التي حكمت بلدهم منذ عام 2003 قد أصبحوا نتيجة لذلك يتطلعون إلى رئيس حكومة يقود بلدهم يتمتع بالاستقلالية والكفاءة. فالكاظمي الذي عرف بعدم انتمائه إلى أي من الأحزاب العراقية على الرغم من مناهضته للنظام السابق على مدى عقدين من الزمن، إضافة إلى عدم ضلوعه في أي من عمليات الفساد التي أنهكت البلاد وكذلك قيادته لجهاز المخابرات رئيسًا له بتوجّه وطني بعيد عن أي هيمنة سياسية أو حزبية، الأمر الذي رحب به العراقيون، ورأوا أنه أثبت خلال ممارساته لسلطاته خلال الأيام العشرة الأولى الماضية على رئاسته للحكومه قدرته على اتخاذ القرارات والإجراءات، التي تضع البلاد على الطريق الصحيح لتلبية تطلعات العراقيين وطمأنة الداعمين الدوليين.

وكان البرلمان العراقي قد منح في السابع من الشهر الحالي الكاظمي الثقة و15 وزيرًا من أصل 20 ضمتهم قائمة قدمها إلى البرلمان، فيما تم تأجيل ترشيح وزيرين للخارجية والمالية.