جنيف: حذّرت الأمم المتحدة الجمعة من وقف مجموعة من برامج المساعدات في اليمن خلال الأسابيع المقبلة بينها ما هو مخصص لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وذلك بسبب نقص التمويل.

وتعتزم الأمم المتحدة والسعودية استضافة مؤتمر للمانحين في الثاني من يونيو في محاولة لتعزيز الدعم لليمن، الذي كان حتى ما قبل ظهور فيروس كورونا يواجه أسوأ أزمة انسانية في العالم.

وقال ينس ليركي المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في مؤتمر صحافي "نحن نحض المانحين على تقديم تعهدات سخية، وعلى هؤلاء الذين أعطوا إشارات بذلك سابقا أن يبادروا الى تقديم الأموال بشكل مبكر لأن العمليات في اليمن تعاني من نقص فادح في التمويل". اضاف "نتجه الى تدهور مالي حاد".

وحذر "اذا لم نتمكن من الحصول على أموال، فإن البرامج التي تحافظ على حياة الناس والتي تعد ضرورية للغاية لمكافحة وباء كوفيد-19 سيتحتم وقفها".

وأشار ليركي الى أن الامم المتحدة تقدّر أنها تحتاج الى نحو 2 مليار دولار لإبقاء عمل البرامج الضرورية في اليمن حتى نهاية العام.

وقال إنه تم تقديم 677 مليون دولار حتى الآن هذا العام مقابل 4 مليارات دولار عام 2019، معيدا التذكير بأن "اليمن على حافة الهاوية الآن، والوضع ينذر بالخطر".

- "انتشار" الفيروس

ولفت ليركي الى أن أكثر من 30 برنامجا رئيسيا للأمم المتحدة معرضة لخطر التوقف في الأسابيع المقبلة بسبب نقص التمويل.

وتشمل هذه البرامج "فرق الإغاثة السريعة لكوفيد-19" التي تملك بحسب ما ذكر ليركي تمويلا يكفيها لمواصلة عملها ستة اسابيع فقط.

وسجل اليمن رسميا 184 إصابة بفيروس كورونا و30 حالة وفاة حتى الآن، لكن منظمة "أطباء بلا حدود" قالت هذا الأسبوع إن 68 مصابا على الأقل توفوا في مقرها في عدن جراء الفيروس في النصف الأول من مايو وحده، محذرة من أن ذلك يمثل "قمة جبل الجليد".

وقال ليركي للصحافيين إن الأمم المتحدة "تعمل على افتراض أن هناك بالفعل انتشارا مجتمعيا للعدوى على نطاق واسع". وأضاف أن خبراء الأوبئة يعتقدون أن الفيروس يمكن ان ينتشر بسرعة أكبر وبنتائج مميتة في هذا البلد.

- "خيار طبيعي"

ويعاني نظام الرعاية الصحية في اليمن من الترهل بسبب النزاع العسكري المستمر منذ سنوات هناك والذي دفع ملايين الى النزوح من منازلهم.

وتصاعد الصراع بين القوات اليمنية الحكومية والحوثيين المدعومين من إيران في مارس 2015، عندما تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية ضد الحوثيين بعد سيطرتهم على جزء كبير من البلاد.

هذه الحرب خلفت عشرات آلاف القتلى ومعظمهم من المدنيين، وتقول الأمم المتحدة إن نحو 24 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، يعتمدون على المساعدات بشكل أو بآخر.

وأثيرت تساؤلات حول مشاركة السعودية في مؤتمر المانحين، بالنظر إلى أنها واجهت اتهامات بارتكاب جرائم حرب في اليمن.

وقال ليركي إن الأمم المتحدة أعربت عن قلقها "بقوة وبصوت عال" بشأن الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها جميع الأطراف، لكنه شدد على أن السعودية كانت الى حد بعيد أكبر جهة مانحة للمساعدات الانسانية في اليمن في السنوات الأخيرة.

وقال "لقد قدموا مبالغ كبيرة جدا بدون شروط او قيود"، مضيفا أن التبرعات السعودية التي بلغت المليارات ساعدت على مكافحة تفشي الكوليرا والمجاعات التي تلقي بظلالها. وقال ان مشاركة السعودية في استضافة المؤتمر "خيار طبيعي يستند الى هذه الخلفية".