إيلاف من أمستردام: في خطوة على غير ما درجت عليها حكومات العراق ما بعد عام 2003 بتدشين زياراتها الأولى إلى إيران ذات النفوذ الأكبر في العراق وصل نائب رئيس الوزراء العراقي وزير المالية علي عبد الأمير علاوي إلى الرياض صباح اليوم حاملًا رسالة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وشرع الوزير العراقي بعقد مباحثات عميقة شهدت تسليم رسالة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي موجّهة إلى ولي العهد محمد بن سلمان. حسب ما ذكر بيان صدر اليوم من السفارة العراقية في الرياض التي أوضحت أن علاوي وصل الرياض مبعوثا من رئيس الوزراء، وكان في استقباله محمد عبد الله الجدعان وزير المالية السعودي، وماجد بن عبد الله بن عثمان القصبي وزير التجارة السعودي رئيس الجانب السعودي في المجلس التنسيقي العراقي - السعودي، وعبدالرحمن الحربي رئيس الهيئة العامة للتجارة الخارجية، والسفير العراق لدى السعودية قحطان طه خلف.

أضاف بيان السفارة، الذي اطلعت عليه إيلاف، إن جلسة مباحثات عقدت بين الجانبين تم خلالها تسليم رسالة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي موجّهة إلى ولي العهد محمد بن سلمان، كما تم استعراض التعاون بين البلدين وآليات تفعيله.

وأشار إلى أن الجانب العراقي أكد أن الحكومة جادة في تطوير العلاقات الثنائية مع المملكة، وأن هناك حرصًا من رئيس الوزراء على تفعيل التعاون في جميع المجالات بين البلدين وبوتيرة أسرع لضمان تحقيق عوائد اقتصادية.

أضاف بيان السفارة أن الجانبين أكدا أن فتح معبر عرعر بين البلدين يُعد عاملًا أساسيًا في تحقيق طفرة في مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

من جانبه، أكد وزيرا المالية والتجارة السعوديين، أن قيادة المملكة ممثلة بالملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لديهما توجهًا ثابتًا بتطوير العلاقات في المجالات كافة مع العراق، وأعربا عن استعداد المملكة للانفتاح على العراق وفتح أفق التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي بين البلدين، مشيرين إلى أن القطاع الخاص السعودي بما لديه من إمكانيات لديه الرغبة في دخول السوق العراقية والاستثمار في العراق بما يحقق فائدة للبلدين. وتم الاتفاق على استمرار عقد اللقاءات الثنائية بهدف تقييم مراحل التعاون وتطورها بين البلدين.

وأشار البيان إلى أن وزير المالية التقى بوزير الطاقة السعودي عبدالعزيز بن سلمان، إذ ناقش الجانبان التعاون النفطي بين البلدين وإمكانية الاستفادة من الخيرات السعودية، والموقف العالمي لأسعار النفط في ظل هبوط الأسعار بسبب جائحة كورونا، وأهمية الالتزام باتفاق دول أوبك + روسيا، وتخفيض الإنتاج لضمان تحقيق التوازن بين العرض، والطلب في سوق النفط والوصول إلى أسعار عادلة للمنتجين.

وشدد الجانبان على أهمية استمرار التواصل الإيجابي بين البلدين في توحيد السياسة النفطية لضمان استقرار السوق وتشجيع بقية الدول المنتجة على الالتزام بتخفيض الإنتاج لضمان رفع أسعار النفط وبما يحقق استقرارًا في أسعار النفط.

والتقى علاوي وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وعدد من مسؤولي الوزارة، إذ أكد الجانبان عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، واستعداد الحكومة العراقية لتوثيق العلاقات مع المملكة وتنسيق المواقف في القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

يذكر أن العلاقة بين بغداد والرياض شهدت تباعدًا في الحكومات العراقية السابقة بسبب اقتراب بغداد من طهران التي تسعى إلى بسط نفوذها على القرار العراقي، كما يرى متابعون عراقيون، لكن موجة التظاهرات في بغداد ومحافظات الجنوب الشيعي التي انطلقت في نهاية العام الماضي أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي، ودعت إلى نهاية النفوذ الإيراني في العراق.