طهران: يحيي قسم من الإيرانيين أول أيام عيد الفطر الأحد في حين يحييه قسم آخر الإثنين، وذلك في تباين نادر في البلاد التي تتحدد فيها الأعياد الدينية استنادا إلى مرجعيات قد لا تتوافق أحيانا على مواعيدها.

وأعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي السبت أن عيد الفطر يصادف هذا العام يوم الأحد.

في المقابل، أعلنت مرجعيات دينية أخرى في البلاد، بينها آية الله عبدالله الجوادي الآملي وناصر مكارم الشيرازي ولطف الله الصافي الكلبايكاني، في بيانات منفصلة أن العيد يصادف الإثنين.

وصرّح عضو لجنة الاستهلال التابعة لمكتب مرشد الثورة الاسلامية علي رضا موحد نجاد للتلفزيون الرسمي إنه خلافا لما "قد يعتقده البعض" لا "دوافع سياسية" لهذا الاختلاف حول موعد العيد.

لكن عملياً، ونظراً لطبيعة النظام السياسي في إيران، تحتفل الغالبية الساحقة من المساجد المفتوحة، التابعة للدولة، الأحد بعيد الفطر.

وتتّبع الدولة الإيرانية رسميا منذ القرن السادس عشر المذهب الشيعي.

وتحتفل الأقلية السنية في البلاد بالعيد يوم الأحد أسوة بغالبية دول العالم الإسلامي.

العفو عن 3721 مدانا

في طهران حيث لا تزال غالبية المساجد مغلقة في إطار تدابير مكافحة فيروس كورونا المستجد، شارك المصلون في صلاة العيد الجماعية لكن مع احترام قواعد التباعد، وفق ما شاهد صحافيون في فرانس برس.

والصلوات الجماعية محظورة بالمبدأ في العاصمة نظراً للظروف الصحية الراهنة، لكن استثناء خاصا منح لمناسبة العيد.

وتمكّنت معصومة من الحضور إلى مسجد شهرك غرب الواقع في غرب طهران.

وأكدت ربّة المنزل البالغة 55 عاما وقد وضعت على غرار غالبية الحاضرين كمامة للوقاية "نحن بغاية السعادة لمشاركتنا في الصلاة هنا".

وأقيمت الصلاة في الهواء الطلق في باحة المسجد حيث تم وضع معقمات اليدين والكمامات في تصرّف المصلّين.

وعلى الرغم من أن عيد الفطر هو عادة مناسبة لزيارة الأقارب، إلا أن كثرا من الإيرانيين فضّلوا عدم الاحتفال مع ذويهم المسنّين تفاديا للعدوى.

وتعد إيران أكثر دول الشرق الأوسط تضررا من كوفيد-19.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور تسجيل 58 وفاة اضافية بكوفيد-19 في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات على الأراضي الإيرانية إلى 7417 حالة من أصل 135 الفا و701 إصابة.

وأصدر خامنئي عفوا عن آلاف المدانين في البلاد لمناسبة العيد.

وذكرت وكالة "ميزان" الرسمية التابعة للسلطة القضائية في إيران أن العفو شمل 3721 مداناً، واستفاد منه خصوصاً "المتهمون بجرائم مرتبطة بأمن الدولة".

وفيما لم تعط الوكالة مزيداً من التفاصيل، أفادت وسائل إعلام إيرانية عدة أن اسماعيل بخشى ونشطاء آخرين من عمال مصنع هفت تبة للسكر في سوس في جنوب غرب إيران، هم بين المستفيدين من العفو.

وكان بخشى من الداعين لإضراب عن العمل في المصنع لعدة أسابيع أواخر عام 2018. وحكم عليه مع خمسة من زملائه بالسجن بين 5 و7 سنوات. وأطلق سراحه بكفالة في تشرين الأول/أكتوبر 2019 بانتظار استئناف الحكم الصادر بحقه.

وأكد أنه تعرض للتعذيب خلال الحجز الاحتياطي. وبدون الإشارة إلى حصول انتهاكات في عملية محاكمة بخشى وزملائه، أكدت السلطة القضائية في أيلول/سبتمبر أن بخشى ورفاقه سيحظون بمحاكمة "عادلة ومنصفة" بالاستئناف.