إيلاف: واجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أول ضربة لحكومته باستقالة أحد الوزير احتجاجًا على رحلة المستشار دومينيك كامينغز إلى مدينة دورهام مخترقًا قرارات الإغلاق بسبب الفيروس التاجي.

وأعلن دوغلاس روس، الوزير في وزارة شؤون اسكوتلندا استقالته من الحكومة ومن حزب المحافظين ومجلس العموم، اليوم الثلاثاء، وقال إنه سيترك مقعده لأنه لم يقتنع بدفاع السيد كامينغز عن الرحلة التي امتدت لمسافة 260 ميلًا.

تأتي استقالة روس، وهو حكم كرة قدم مؤهل سبق له إدارة الخط في مباريات دوري أبطال أوروبا، يأتي في أسوأ وقت ممكن لرئيس الوزراء جونسون ومستشاره المقرب كامينغز، حيث تحاول الحكومة المضي قدمًا من الخلاف المدمر على وقع تداعيات أزمة كورونا.

للوزير أسبابه
قال روس، النائب عن منطقة موراي الانتخابية في اسكوتلندا، في خطاب استقالته: "لديّ ناخبون لم يتمكنوا من وداع أحبائهم، هناك العائلات التي لم تستطع الحداد معًا، هناك الأشخاص الذين لم يزوروا الأقارب المرضى، لأنهم اتبعوا توجيهات الحكومة، لهذا لا أستطيع بحسن نية أن أقول لهم إنهم كانوا على خطأ، وكان مستشار كبير للحكومة على حق".

أضاف النائب، الذي دعم بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي في عام 2016، أن "تفسير السيد كامينغز لنصيحة الحكومة لم تشاركه الغالبية العظمى من الأشخاص الذين قاموا بذلك كما طلبت الحكومة".

أسف
وفي رد فعله على استقالة روس، قال متحدث باسم 10 داونينغ ستريت إن بوريس جونسون شكر السيد روس على "خدمته للحكومة ويأسف لقراره بالتنحي".

تعقيبًا على الاستقالة، قال النائب عن حزب المحافظين آدم تومكينز إن خسارة السيد روس كانت "كارثة" و"تظهر بالضبط لماذا يجب إقالة كامينغز" كما تنبأ بأن "الآخرين سيتبعونه".

النائب روس (صورة من مجلس العموم)

من جهته، رحب حزب العمال المعارض بالاستقالة. وقال إن روس "فعل الشيء اللائق" بالاستقالة من "حكومة خارجة عن السيطرة" في حين زعم ​الحزب الوطني الأسكتلندي أن الأمر "مذهل" لقد استقال وزير "قبل المستشار غير المنتخب".

وفي وقت سابق دافع وزير مكتب مجلس الوزراء مايكل غوف عن كامينغز كبير مساعدي رئيس الوزراء بصفته "رجل الشرف والنزاهة". وقال إن "الناس سيقررون" بشأن الرحلة إلى دورهام بعدما رفض كامينغز أمس الاعتذار.

وقال وزير مكتب مجلس الوزراء إن السيد كامينغز قدم وصفًا "شاملًا ومفصلًا وقابلًا للتحقق" عن سبب عزله مع عائلته في منزل ريفي على أرض والديه.

تكثيف الضغوط
يشار إلى أن 10 داونينغ ستريت كان يأمل أن يكون المؤتمر الصحافي الاستثنائي للسيد كامينغز في حديقة (روز غاردن) كافيًا لإخماد حزب المحافظين والغضب العام.

لكن استقالة روس ستعمل على تكثيف الضغط على جونسون بشأن قراره بالوقوف إلى جانب كامينغز، حيث يعتقد بعض نواب المحافظين أن الخلاف قد يصبح "لحظة ضريبة اقتراع" جديدة للحزب المحافظ يمكن أن تضر به لسنوات مقبلة.

ويواجه كامينغز أيضًا أسئلة جديدة بعدما قال إنه قاد سيارته إلى قلعة بارنارد، على بعد 30 ميلًا من دورهام، بعد انتهاء فترة عزله من أجل التحقق من أنه قادر على العودة إلى لندن بعدما واجه مشكلة في بصره.

لكن قائد شرطة مانشستر الكبرى السابق، السير بيتر فاهي، قال اليوم إن القيادة في مثل هذه الظروف "يبدو أنها تتعارض مع مدونة السير".