أضرم محتجون بمدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأميركية، النار في مبنى للشرطة، مساء الخميس، احتجاجاً على وفاة الشاب الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد خلال اعتقاله، في ثالث يوم من الاحتجاجات العارمة التي تشهدها المنطقة.

وإضافة إلى منيابوليس، شهدت كل من كنتاكي ولوس أنجليس، احتجاجات خرج خلالها مئات المتظاهرين ليعبروا عن غضبهم لمقتل الرجل.

ففي لوس أنجلس، التي تشهد باستمرار توتراً بين قوات إنفاذ القانون والسكان السود، أغلق متظاهرون لفترة قصيرة طريقاً سريعاً، وقام بعضهم بتحطيم نوافذ سيارات الشرطة والصعود على سطحها. وجرح متظاهر الأربعاء عندما سقط من على سطح واحدة من هذه السيارات عند انطلاقها.

وفي مينيابوليس أخلت الشرطة جميع الموظفين في مبنى المنطقة الثالثة بعد الساعة العاشرة مساء بقليل بالتوقيت المحلي، "لضمان سلامة موظفينا" بعد أن اشتعلت النيران في المبنى، وفقاً لبيان مدير مكتب الإعلام التابع لشرطة مينيابوليس، جون إلدر.

وقال إلدر إن "متظاهرين دخلوا بالقوة إلى المبنى وأشعلوا عدة حرائق". وأعلن امس الخميس، الحرس الوطني في مينيسوتا أنه تم نشر 500 جندي في سانت بول ومينيابوليس والأحياء المحيطة".

وتظهر لقطات فيديو شرطياً يثبت جورج فلويد على الأرض لدقائق واضعا ركبته فوق رقبته. ويظهر الرجل الأسود في التسجيل وهو يئن ويقول "لست قادرا على التنفس"، وتوفي الرجل الاسود لاحقا في المستشفى التي نقل إليها.

وطلبت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي، والتي يهيمن عليها الديمقراطيون، من وزارة العدل التحقيق في سوء سلوك ممنهج من جانب الشرطة، وذلك عقب موت عدد من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية على أيديها.

وطلبت الرسالة أيضاً من الإدارة الأميركية التحقيق مع سلطات إنفاذ القانون المحلية التي كانت مسؤولة عن التحقيق في وفاة أحمد آربري، وهو رجل من أصل أفريقي أعزل آخر قتل برصاص ضابط شرطة سابق وابنه، أثناء ركضه في الحي الذي يقطنه بولاية جورجيا، حسبما ذكرت "رويترز".

وفتح مكتب التحقيقات الاتحادي بالفعل تحقيقات في الحوادث الثلاثة الأخيرة، وقالت الوزارة إنها تدرس ما إذا كانت ستوجه تهم ارتكاب جرائم كراهية ضد قتلة آربري.

وكتب نادلر "ثقة الجمهور في إدارة العدالة العمياء أصبحت محل اختبار حقيقي بعد حوادث قتل تعرض لها أميركيون من أصل أفريقي".

إلى ذلك، نددت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه الخميس بمقتل رجل أسود بعد توقيفه في الولايات المتحدة، داعية السلطات الأميركية إلى اتخاذ "خطوات جادة" لوضع حد لحوادث قتل أميركيين من أصول إفريقية.

وقالت باشليه في بيان إنّ ما جرى هو آخر حدث في "سلسلة عمليات قتل طويلة لأميركيين من اصول إفريقية على يد أفراد الشرطة ومن يلجأون إلى تطبيق القانون بأيديهم (...) يتوجب على السلطات الأميركية وضع حد لعمليات القتل هذه".

وتابعت "أنني أشعر بالفزع لأنني اضطررت إلى إضافة اسم جورج فلويد إلى اسم برونا تايلور وإريك غارنر ومايكل براون والعديد من الأميركيين الأفارقة غير المسلحين الذين ماتوا على مر السنين على أيدي الشرطة".

وأشارت إلى "أشخاص مثل أحمد أربيري وترافيون مارتن قتلوا على أيدي أفراد مسلحين من الجمهور". وأضافت "يجب على السلطات الأميركية اتخاذ إجراءات جادة لوقف عمليات القتل هذه وضمان تحقيق العدالة".