بهية مارديني: مازالت أجواء التوتر وحالة الهدوء الحذر تخيم على ريف حلب بعد مقتل 5 مدنيين جراء الاقتتال بين الفصائل المتناحرة التابعة للمعارضة السورية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الخميس الماضي، والذي أسفر أيضا عن سقوط قتلى وجرحى من الفصائل.

واعتبر النقبب عمار الواوي أمين سر الجيش السوري الحر في تصريح لـ"إيلاف" أن الاقتتال الدائم بين فصائل الجيش الوطني بين الحين والاخر سببه الرئيسي "ابعاد وتهميش الضباط الذين يعرفون كيف تكون قيادة الفصاىل العسكرية وكيفية التعامل معها".

وأشار الى أن الضباط المهمّشين "درسوا العلم العسكري وكيفية تطبيقه على الأرض وعلى الجنود".

وقال إن السبب الثاني هو "عدم وجود قانون يلزم جميع الفصائل وقادتهم بالانضباط وعدم التحرك من أي مكان الا بمهمة رسمية موقعة من المستوى الأعلى، وعدم وجود قيادة مركزية تعطي الأوامر للفصائل، ولذلك نجد دوما اقتتالا بين هذه الفصائل يذهب ضحيته المدنيون".

وعبّر عن أسفه كأمين سر للجيش السوري الحر أن يتحدث عن الاقتتال بين الفصائل "رغم أن الحلول موجودة ويعرفها الجميع والضباط المنشقون موجودون في المخيمات، ومن يقود الفصائل هم مدنيون لا يفقهون ألف باء العسكرية وقوانينها"، على حد تعبيره.

وكانت الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني" دخلت مقر فرقة "الحمزات" الرئيسي بعد اقتحام مسلحي مهجري غوطة دمشق له، لتعثر على نساء كن مختفيات منذ مدة وقيل إنهن خمسة ثم قيل إنهن احدى عشر فتاة وأغلبهن كرديات.

وكان مستهجنا على وسائل التواصل الاجتماعي وجود المحتجزات، وألا يقدمن الى القضاء في حال كنّ معتقلات على خلفية تهمة ما، الأمر الذي جعل الكثير من المعارضين يطالبون بضرورة الاشراف على السجون التي تملكها المعارضة من سلطة مركزية معترف بها وليس من سلطة الأمر الواقع، وتساءلوا عن دور الحكومة المؤقتة قي كل هذا.

وقالت مصادر مستقلة إن عناصر من فصيل "السلطان مراد"، وآخرين من فصيل "الحمزات"، استغلوا حالة الفوضى ليقدموا على سرقة بعض المحال التجارية الخميس، ولم تفلح جهود الشرطة العسكرية وفصيل "الجبهة الشامية" لحل الخلاف جذريا والوصول الى نتيجة.

من جهتها، أصدرت قيادة فرقة "الحمزات"، التابعة للفيلق الثاني بفصائل المعارضة، بيانًا عبرت فيه عن أسفها حيال اقتتال عفرين، وقالت إنها فتحت تحقيقاً في ما جرى، وأنها تعتزم تسليم المذنبين للشرطة العسكرية، لتتم محاكمتهم.

كما أصدر "اللواء 112" التابع للفيلق الأول بفصائل المعارضة، بيانًا قال فيه إنه سيخلي مقراته بمدينة عفرين.

وتوالت الادانات بعد الحادثة وأكد سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي على موضوع فوضى السلاح في المناطق، التي تعرف بالمحررة في شمال سوريا، ووجوب افراغ المناطق المدنية منه ووجوب عدم التغافل عن حقوقهم.

ولا يكاد يمر أسبوع الا وتحدث مواجهات بين مقاتلي الفصائل المنتشرة في شمال وشمال شرق سوريا مما يسفر عن سقوط ضحايا من العناصر ذاتها ومن المدنيين.

ورغم ما يقال عن وجود شرطة عسكرية تتبع للجيش الوطني، الا أن هذه المناطق تعاني أيضا من التفجيرات والاغتيالات اضافة الى موضوع اقتتال الفصائل ما يجعل معاناة المدنيين على أكثر من صعيد.