قدمت هبة القواس حوارًا ممتعًا ومميزًا مع رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الوزيرة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، تناولت فيه موضوعات شائقة وشائكة في الزمن المختلف.

إيلاف من دبي: تستكمل المؤلفة الموسيقية ومغنية الأوبرا هبة القواس مشروعها الحضاري الذي بدأته مع بداية الحجر الصحي الذي تعيشه البشرية نتيجة وباء كورونا، والذي أجبر المثقفين والفنانين والمبدعين على البحث عن بدائل.

يواكب المشروع الحداثة والزمن الجديد على المستوى الرقمي التكنولوجي من خلال البث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الجديدة، باستضافة شخصيات ثقافية كانت للقواس معها مشروعات فنية مشتركة، قدمت في خلالها غناءً حيًّا مباشرًا ونقاشات ثقافية غنية، كما أطلقت أخيرًا عملًا فنيًا بالتعاون مع مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون عبر المنصات الرقمية والشاشات هو ابتهالات للإنسانية في ختام شهر رمضان المبارك.

اللقاء الأخير في هذا السياق حمل الكثير من الطروحات للنهوض بالثقافة في العالم العربي، في حوار ممتع ومميز ومضمون راقي المستوى قدمته القواس مع ضيفة استثنائية؛ رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الوزيرة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.

شائقة وشائكة
على امتداد ساعة ونصف ساعة، أبحرت المبدعتان في موضوعات شائقة وشائكة في "الزمن المختلف" كما وصفته القواس، في حلقة تكريمية لسيدة صنعت معجزات ثقافية انطلاقًا من وطنها البحرين، فطوّرت هذا القطاع بالاستثمار في الثقافة في خطوة لم يجرؤ غيرها على خوضها. آمنت بالقدرات الإبداعية العربية وأنشأت شراكة مع المؤسسات المالية لدعم القطاع الثقافي والسياحي، ما أثمر عن تأسيس مجموعات من المراكز الثقافية ومجموعة متنوعة من البيوت التراثية الفنية والقلاع والمتاحف التي وضعت البحرين على خريطة السياحة العالمية.

كما يضاف إلى إنجازاتها إدراج موقعَي "قلعة البحرين" و"طريق اللؤلؤ" ضمن لائحة مواقع التراث العالمي.

اللقاء الثري الذي تابعه الآلاف عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تخلله أعمال للقواس منها ما عُرض للمرة الأولى، كما عُرضت مقتطفات من أعمال سابقة منها العرض الفني الكبير الذي قدمته لمناسبة العيد الوطني العاشر لمملكة البحرين في العام 2009.

منحى تكريمي
في المنحى التكريمي للقاء، شاركت مجموعة كبيرة من الوجوه الثقافية الفنية الإعلامية والسياسية، وبعض المقربين والأصدقاء والعارفين في تحية خاصة للضيفة المميزة، للإضاءة على إنجازاتها ومسيرتها المشرقة. وأجمعت الرسائل المسجلة والآراء على الدور الكبير الذي أدّته هذه السيدة التي اختيرت يومًا من قبل مجلة فوربس "من بين أقوى 50 شخصية عربية". ومن هذه الوجوه تحدثت الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود، والوزير السعودي السفير والشاعر عبد العزيز خوجة ووزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني.

تناولت الحلقة العديد من المفاصل الثقافية في الماضي القريب، وكانت منطلقًا للبحث في المستقبل الثقافي للمنطقة من خلال البحث عن الحلول العملية التي فرضها إيقاع الزمن الجديد، ومحاولة إرساء منظومة ثقافية جديدة تقوم على تضافر الجهود وتكافل الهمم ومد اليد في اتجاه الآخر الباحث أيضًا عن فسحة ضوء وأمل.

خطة بناء
تطرقت القواس وآل خليفة إلى وضع خطة بناء تقوم على التعاون المشترك بين المؤسسات الثقافية في العالم العربي من أجل النهوض بالقطاع، خصوصًا أن تجربة الشيخة تخطت الحدود العربية، ونجحت في تحقيق أصعب المشروعات الثقافية والسياحية التاريخية، ولا سيّما أنها شغلت منصب رئيسة لجنة التراث العالمي في اليونيسكو في دورتها الخامسة والثلاثين.

كما لتجربة القواس الرائدة من أهمية في نشر الوعي الموسيقي عبر خلق جسر موسيقي معرفي بين الشرق والغرب في ابتداع الأوبرا العربية وتقديمها على أعرق مسارح العالم.

لقاء عابر للمعرفة والثقافة والسياحة والفنون، تابعه روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في انتظار باقي السلسلة من المشروع الذي تقدمه هبة القواس والذي سوف يستضيف أبرز الوجوه العربية في حلقات عفوية ومحترفة يتوّجها دائمًا شغف المؤلفة الموسيقية بالموسيقى الراقية والنهوض بالثقافة العربية.