نصر المجالي: أعربت بريطانيا، في أول رد فعل على مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد، على لسان وزير خارجيتها دومينيك راب عن املها أن تتوحد الولايات المتحدة وأن تعود معا ولا تمزق نفسها بشأن هذا "وبالطبع هذه حالة مزعجة ومزعجة للغاية".

وقال راب في تصريحات بدت عليها لهجة التحفظ الدبلوماسي الشديدة، لقناتي (سكاي نيوز وبي بي سي): "لقد التزمت منذ فترة طويلة بالتوجيهات المفروضة ذاتيًا بعدم التعليق على ما يقوله الرئيس ترمب أو قادة العالم الآخرون عن الاحتجاجات الراهنة، إنه ليس عملي حقًا".

وأضاف وزير الخارجية البريطاني: "لقطات ما حدث لجورج فلويد كانت محزنة للغاية، وسواء بسواء المشاهد عبر أميركا من أعمال الشغب وبعض أعمال العنف".

وقال: "وما نعرفه هو أن المشتبه فيه الرئيسي بات الآن متهماً بالقتل، وهناك مراجعة اتحادية ولا نريد أن نرى تصعيداً لكل تلك التوترات ونريد للأميركيين أن يظلوا موحدين".

حياة السود مهمة

وسار الآلاف لليوم الثاني في لندن ومدن بريطانية، في مظاهر احتجاجية، تلبية لنداء من حركة "حياة السود مهمة"، اليوم الأحد، ووعدوا بأن تشهد بريطانيا المزيد من المظاهرات احتجاجات على مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة.

واحتشد الالاف من المتظاهرين في ميدان ترافلغار (الطرف الأغر) في قلب لندن، يوم الاحد وهم يهتفون "لا استطيع التنفس" وهي الكلمات التي سُمع فلويد يلهث بها بينما كان ضابط شرطة ابيض يضغط بعنف بركبته على عنقه بعنف لمدة ثماني دقائق مما ادى الى وفاته في مدينة مينيابوليس الأميركية.

وقالت حركة "حياة السود مهمة BLM" عن احتجاجها في لندن: "نحن نفعل ذلك للضغط على الحكومة الأميركية وإظهار أن هذه قضية عالمية." كانت احتجاجات مماثلة جرت أيضًا في بوابة براندنبورغ في برلين، وأمام السفارة الأميركية في عاصمة الدنمارك كوبنهاغن.

وكانت احتجاجات الحركة سارت يوم أمس في شوارع ضاحية بيكهام بجنوب شرق لندن للمطالبة بالعدالة. واضطرت الحافلات والسيارات إلى طريق مسدود حيث صاحت الجماعات "لا عدالة ولا سلام" و "توقفوا عن قتل المندوب". كما حمل المتظاهرون لافتات "بريطانيا ليست بريئة".

وتم التخطيط لمزيد من الاحتجاجات من قبل حركة BLM في برمنغهام، مانشستر، كارديف وغلاسكو، وكذلك أمام السفارة الأميركية في لندن.

وأظهرت لقطات لاحتجاج آخر في شمال لندن يوم السبت مجموعة أصغر من المتظاهرين يسيرون ويحملون لافتة كتب عليها "ألغوا الشرطة".

وشوهد معظم الذين حضروا الاحتجاجات واقفين بالقرب من المترين اللذين أوصيا بمنع انتشار الفيروس التاجي. ويمكن رؤية الكثير بدون أقنعة للوجه.

ويأتي ذلك في الوقت الذي اشتعلت فيه النيران في عشرات المدن الأميركية وسط أعمال شغب عنيفة واشتباكات عنيفة مع ضباط الشرطة حول وفاة فلويد.

وشهدت الولايات المتحدة ليلة جديدة من العنف والصدامات بين الشرطة والمحتجين فى عشرات المدن، ليل السبت- الأحد، واشتعلت التوترات من نيويورك إلى فيلادليفيا وثاوث كارولينا، حيث شارك عشرات الآلاف في الاحتجاجات على مصرع جورج فلويد، أسمر البشرة على يد الشرطة فى مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.

وأشعل المحتجون النيران بسيارات الشرطة وتم قطع الطرق الحرة، بينما تم تحطيم نوافذ المباني وقامت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، بل ولجأت أحيانا إلى الرصاص المطاطي.