أسامة مهدي: فيما سجل العراق اليوم العدد الأكبر من الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في البلاد، حذر وزير الصحة من آثار كارثية للتصاعد الحالي للوفيات والاصابات مشدداً على أن الوضع الصحي سيكون حرجاً خلال الايام المقبلة، ومشيراً إلى اكتشاف بؤر وبائية في العاصمة بغداد.

وأعلنت وزارة الصحة العراقية الثلاثاء عن تسجيل 519 إصابة بفيروس كورونا ووفاة 20 شخصاً وهي الأعلى التي تسجل في يوم واحد منذ ظهور الوباء في البلاد في 24 فبراير الماضي.

وقالت الوزارة في بيان عن الموقف الوبائي للإصابات والوفيات وحالات الشفاء المسجلة بفيروس كورونا المستجد في العراق الثلاثاء تابعته "إيلاف" انها قد انجزت فحص 13463 نموذجا في جميع المختبرات المختصة في البلاد لهذا اليوم، وبذلك يكون المجموع الكلي للنماذج المفحوصة منذ بداية تسجيل المرض في العراق 251714 نموذجا، فيما سجلت المختبرات اليوم 519 إصابة بالفيروس في عموم البلاد معظمها في العاصمة بغداد موضحة شفاء 233 حالة في حين تسجل 20 حالة وفاة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية.

واضافت الوزارة انه بذلك فقد ارتفع عدد الاصابات بكورونا الى 7387 وحالات الشفاء الى 3508 والراقدين في المستشفيات الى 3644 مريضا بينهن 46 في العناية المركزة بينما ازدادت حالات الوفيات الى 235 حالة .

وضع وبائي صعب

ووجه وزير الصحة العراقي حسن التميمي نداءً الى العراقيين الثلاثاء تابعته "إيلاف" شدد عليهم فيه بضرورة الالتزام بالحظر الشامل لمكافحة وباء كورونا المستجد الخطيرالمفروض حاليا حتى الخميس المقبل، والمكوث في بيوتهم .. محذرا من ان الايام المقبلة ستشهد وضعاً وبائياً حرجاً.

فحص حرارة أحد السكان بمدخل مدينة الناصرية في جنوب العراق

وأوضح أن "الفرق الصحية والخدمية مستمرة في خطتها لزيارة المناطق المشمولة بالخطط الصحية لاجراء فحوصات المسح الميداني للمواطنين في المناطق السكنية وتعفيرها".

وأشار الى أن القوات الامنية بجميع صنوفها مستمرة في مواصلة جهودها الكبيرة لفرض حظر التجوال الشامل في بغداد والمحافظات على الرغم من وجود خروقات متعددة كوجود تجمعات داخل المناطق السكنية وازدحام العجلات والدراجات عند السيطرات الرئيسية.

وطالب الوزير المواطنين "بالالتزام بتعليمات الحظر الشامل لتجنب الاثار الكارثية التي يمكن ان تنشأ عن عدم تطبيقها".

وخاطب المواطنين قائلا إن "اجراءات الحظر الشامل لحركة الافراد و العجلات ومنع التجمعات هي ليست أمنية واإنما لحمايتكم ومنع انتشار الوباء الخطير وخاصة بعد تزايد اعداد الاصابات في اغلب محافظات العراق والمخاطر التي ستهدد حياة كبار السن والمصابين بالامراض المزمنة والاعتلالات المناعية وما سيتولد عنها من انتشار خطير للوباء".

وأضاف الوزير أن هناك بؤراً وبائية قد اكتشفت في العاصمة بغداد وشهدت تسجيل اعداد متصاعدة من الاصابات و تستدعي اتخاذ اجراءات وقائية سريعة وحاسمة لتطويق واحتواء انتشار الوباء فيها.

وفي وقت سابق اليوم كُشف النقاب في بغداد عن اصابة عدد من النواب العراقيين وأفراد عائلاتهم وحماياتهم بفيروس كورونا وخضوعهم للحجر الصحي حاليا.

والسبت الماضي دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لدى ترؤسه المجلس الاعلى للامن الوطني معاملة فيروس كورونا كتهديد أمني.

وشددت السلطات العراقية إجراءات حظر التجوال وغلق المناطق لكن شهود عيان يؤكدون استمرارالتجمعات داخل المناطق، كما أن الأسواق الصغيرة والمحلات التجارية التي تقدم خدمات لا تزال مفتوحة.

وإزاء ذلك فقد حذر مسؤولون صحيون عراقيون من أن المستشفيات المخصصة لعزل المصابين قد امتلأت بهم واذا استمرت الزيادة الحالية سيحدث انهيار في النظام الصحي خاصة وأن بعض المراجعين مصابون وينقلون العدوى للملاكات الطبية لانهم لا يصرحون بوضعهم الصحي.