أسامة مهدي: مع قرب انطلاق الحوار العراقي الأميركي الاستراتيجي في بغداد الاربعاء المقبل وفي محاولة للتأثير على المفاوض العراقي في الإصرار على انسحاب القوات الأميركية فقد حل في بغداد اليوم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قاآني في وقت بدأت القوى العراقية الموالية لطهران التأكيد على اصرارها بجدولة هذا الانسحاب.

وبحسب مصادر عراقية، فقد حل في العاصمة العراقية الأربعاء قائد فيلق القدس الإيراني اسماعيل قاآني مع وفد إيراني بدأ زيارة إلى العراق اليوم برئاسة وزير الطاقة رضا أردكانيان بعد حصوله على تأشيرة دخول من الخارجية العراقية.

وقالت وسائل إعلام محلية تابعتها "إيلاف" إن وصول قاآني جاء إثر إصرار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بأن يكون دخول جميع الشخصيات السياسية والعسكرية ومن جميع الدول إلى بلاده بشكل وفود رسمية حصراً".

ضغط إيراني للإصرار على إخراج الأميركيين

وأبلغ مصدر عراقي تحدث مع "إيلاف" أن قاآني سيلتقي قادة القوى العراقية المؤيدة للبلاد، والتي سيشارك ممثلون عنها في الوفد العراقي المفاوض لحثها على الإصرار على جدولة الانسحاب الأميركي من العراق في الحوار الذي ستشهده بغداد في العاشر والحادي عشر من الشهر الحالي.

واشار إلى أن هذه القوى وخاصة تحالف الفتح بزعامة رجل إيران القوي في العراق هادي العامري قد استبقت فعلاً وصول قاآني بالتأكيد على ضرورة الاتفاق خلال المفاوضات على تنفيذ قرار البرلمان العراقي الصادر في الرابع من يناير الماضي بإخراج القوات الأميركية من البلاد.

وأوضح المصدر أنه تم تقسيم فرق التفاوض العراقية الأميركية إلى ثلاث فئات فريق تفاوض سياسي وفريق تفاوض عسكري وفريق تفاوض اقتصادي حيث تهدف المفاوضات إلى تحقيق توازن بين قوتين المتنافستين الولايات المتحدة وإيران وابعاد جعل العراق ساحة للنزاع بينهما.

مفاوضات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية

ومن جهتها، كشفت واشنطن عن اهم ملفات حوارها الاستراتيجي المنتظر مع بغداد منوهة إلى انها تشمل قضايا سياسية وإقتصادية وثقافية وتعليمية والعلمية وأمنية بهدف التغلب على التحديات التي تواجهها علاقات البلدين وتفعيل بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي بينهما.

وقال السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر في شريط مسجل وزعته سفارة بلاده أن هذا الحوار الذي سيجري عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يهدف إلى التغلب على التحديات التي تواجهها علاقات البلدين وتفعيل بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين العراق والولايات المتحدة عام 2008.

الكاظمي مجتمعاً مع السفير الاميركي في العراق ماثيو تولر

وقال "لدينا جميع جوانب علاقتنا الثنائية السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والعلمية وليس الاقتصار فقط على المساعدة الأمنية". وشدد على أن "شراكتنا تمتد أبعد من مجرد تقديم الدعم المقدم للقوات الأمنية العراقية.

وأوضح أن الحوار يستهدف الدعم الانساني الذي تقدمه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتحقيق الاستقرار لملايين العراقيين المعرضين للخطر فيما سيسلط القسم الاقتصادي الضوء على عمله الدؤوب لجلب الوفود التجارية والاستثمارات الأميركية وأصحاب الامتياز الأميركيين والمساعدة للعراق بغية أن يكون مستقلاً في مجال الطاقة".

وأضاف أن "القسم السياسي، سيتحدث عن برامجه التي تعزز حقوق الانسان والعدالة والمساءلة بالإضافة إلى إزالة الألغام عن المئات من المواقع الحساسة للبنى التحتية".

وزاد قائلا "لدينا أيضاً مكتب للاجئين والنازحين والذي حسن من حياة الملايين من العراقيين من خلال إعادة تأهيل المساكن والمزارع والشركات والمدارس والبنى التحتية الأساسية في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد".

وأكد أن "الجيل المقبل من العراقيين سيستفيد من عمل القسم الثقافي لدينا من خلال إرسال مئات الطلبة العراقيين كل عام إلى الولايات المتحدة، بموجب برنامج التبادل، فضلاً عن عملهم المهم في المساعدة بالحفاظ على التراث الثقافي العراقي الثري".

وبين "إن شراكتنا تعتمد أبعد من مجرد تقديم الدعم المقدم للقوات الأمنية العراقية. نتطلع قدماً إلى لقاءات الحوار الاستراتيجي المقبلة التي تهدف إلى التعاون في كيفية تعزيز هذه الروابط بغية التغلب على التحديات العديدة التي ما زال العراق يواجهها".

مستقبل العلاقة بين البلدين

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد دعا في السابع من ابريل الماضي إلى "حوار استراتيجي" بين الولايات المتحدة والعراق للبحث في مستقبل العلاقة بين البلدين.

ومن جهته كشف رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي في التاسع من ابريل الماضي عن تلقيه مذكرة رسمية من الادارة الأميركية تتعلق بقرار بناء علاقات استراتيجية واعادة انتشار القوات الأميركية في العراق وإجراء حوار بين وفدين رسميين اقترحت واشنطن اجراءه في بغداد يومي 10 و11 من الشهر الحالي بهدف التوصل إلى تفاهم متبادل بشأن مستقبل التعاون الأمني والاقتصادي الذي يشكل أساس العلاقة الاستثنائية الثنائية.. وكجزء من حوار البلدين حول التعاون الأمني فستتم مناقشة اعادة انتشار القوات الأميركية في العراق ووضع جداول زمنية لانسحابها من البلاد، اضافة إلى استمرار العلاقة الامنية بين البلدين في أطار عمليات التدريب وتبادل الخبرات.

وشهدت العلاقات العراقية الأميركية توترا بعد تنفيذ واشنطن عملية اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس بقصف جوي قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير الماضي والتي تبعها تصويت مجلس النواب العراقي على إلغاء الاتفاقية الأمنية بين البلدين ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من البلاد ثم تطور الامر إلى قصف متبادل بين القوات الأميركية والمليشيات العراقية الموالية لإيران.