أسامة مهدي: فيما سجل العراق اليوم أعلى معدل للاصابات والوفيات بفيروس كورونا فقد كشفت بعثة الامم المتحدة في العراق عن وقوع 123 محاولة انتحار لعراقيات خلال الحجر الصحي المفروض بسبب انتشار الفيروس، محذرة من تعرض العديد من النساء والأطفال للاعتداء الجسدي والجنسي من قبل الشريك أو أحد أفراد الأسرة أو مقرب لهم.

وأشارت بعثة الامم المتحدة في العراق في تقرير تسلمت "إيلاف" نسخة منه الى انه على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني للقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي "فإن ما رأيناه ولاحظناه في الآونة الأخيرة هو تصاعد في العدد والطبيعة المروعة لهذا النوع من الجرائم وتأثيرها الفتاك على المجتمع إذ لم يُشرّع قانون مكافحة العنف الأسري حتى الآن في البرلمان العراقي".

ونوهت الى انه في ظل جائحة الكوفيد-19، "فقد وردت إلينا تقارير بشأن زيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي في جميع أنحاء العراق مع عدم وجود إمكانية لإيواء جميع النساء اللواتي يتعرضن للاعتداء وذلك بسبب عدم وجود قانون يحمي الناجيات من العنف.

وأوضحت ان مجموعة التنسيق التي تترأسها الأمم المتحدة مع شركائها من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني قد أجرت تقييماً سريعاً لانتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي خلال الجائحة، حيث أظهرت البيانات الواردة أن 94٪ من الحوادث المبلغ عنها في الشهرين المنصرمين هي حوادث عنف منزلي.

محتجات كرديات ضد تزايد العنف الموجه لنساء العراق

كما أشارت البيانات الى أن أربعين في المائة من مقدمي الخدمات الصحية سجّلوا ارتفاعا في عدد النساء الناجيات من العنف اللواتي يطلبن المساعدة كما وقعت أكثر من 123 محاولة انتحار بسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي، وذلك خلال شهرين فقط".

وشددت البعثة على ان "هذا غير مقبول وعلينا وضع حدّ للعنف".. مشيرة الى ان "العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف المنزلي على وجه الخصوص جريمة لا تغتفر وهي مناهضة لحقوق الإنسان إذ إن العنف المنزلي لا يضر المجتمعات فحسب، بل يضعف أساس الأسرة ويقضي على الثقة بين أفرادها".

وقالت ان الناجين من العنف القائم على نوع الاجتماعي وخاصة أولئك الذين يتعرضون للاعتداء الجسدي يميلون إلى عزل أنفسهم عن الناس وغالبًا ما تؤدي هذه العزلة إلى الاكتئاب والتوتر والخوف وفقدان الثقة بالنفس والمشاكل العاطفية والنفسية، كما تؤدي أيضاً الى الانتحار.

وحذرت من ان الأطفال الذين يشهدون أو يتعرضون للعنف المنزلي هم في خطر متزايد، فيشعرون بالقلق والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس، مما يؤثر على ضعف الأداء المدرسي، إضافة الى المشاكل الأخرى.

وأشارت إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يقوم بزيادة تدخلاته التوعوية، وتلك الخاصة بالدعم النفسي الاجتماعي وإدارة الحالات عن بعد والجهود البديلة لتسوية الخلافات ويعمل مع المجتمع لزيادة الوعي والتخفيف من حالات العنف المتزايدة.

وأضافت بعثة الامم المتحدة انه "على الرغم من جميع الآثار الضارة على المجتمع والعمل الجاري لمنع العنف القائم على نوع الاجتماعي والتصدي له لم يقر البرلمان العراقي حتى الآن قانون العنف الاسري الذي يمنع المجرمين من الإفلات من العقاب والتسبب بالأذى لمزيد من الأشخاص".. وشددت بالقول "نعم لإقرار القانون الآن؛ نعم لإنقاذ الأرواح اليوم".

العراق في حالة حرب وبائية

وسجل العراق اليوم أعلى أرقام بالاصابة بفيروس كورونا والوفيات الناتجة عنه، ما دفع وزير الصحة الى القول إن البلاد في حالة حرب وبائية.

عمليات تعقيم مدن العراق ضد فيروس كورونا

فقد أعلنت وزارة الصحة العراقية انها سجلت الاربعاء اعلى اعداد الاصابات بفيروس كورونا ليوم واحد منذ ظهور الوباء في البلاد في 24 فبراير الماضي، حيث تم تسجل 781 اصابة و21 وفاة في عمود البلاد.

وقالت وزارة الصحة في بيان تابعته "إيلاف" إنه "تم فحص 8585 نموذجاً في جميع مختبراتها المختصة في عموم البلاد، وبذلك يكون المجموع الكلي للنماذج المفحوصة منذ بداية تسجيل المرض في العراق 260299 فحصا وسجلت 781 اصابة معظمها في العاصمة بغداد وحالات الشفاء 587 حالة و21 وفاة، موضحة انه بذلك فقد ازداد مجموع الإصابات الى 8168 اصابة ومجموع حالات الشفاء الى 4095 والراقدين في المستشفيات الى 3817 مريضا 46 منهم في العناية المركزة، بينما ارتفع مجموع الوفيات الى 256 وفاة.

وقد دفعت هذه الزيادات في الاصابات والوفيات اليومية بوزير الصحة حسن التميمي الى القول إن البلاد في حالة حرب، متوقعا "زﻳﺎدة ﺤﺎﻻت الاصابة بالفيروس الى اكثر من 800 اﺻﺎﺑﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ.. مشيرا الى ان مشكلة انتشار الوباء ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺔ اﻟﻮﻋﻲ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ المواطنين.

وشدد وزير الصحة على أن "وﻋﻲ المواطنين ﻫﻮ اﻟﺴﻼح اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻛﻮروﻧﺎ ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة ﻟﺪى اﻟﺒﻌﺾ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ المناطق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺣﺠﻢ اﻹﺻﺎﺑﺎت ﺗﺴﺠﻞ ارﻗﺎﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮة ﺟﺪا ﻓﻴﻬﺎ، ووﺟﻮد ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻬﺎون وﻣﺠﺎﻣﻠﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ إﺟﺮاءات اﻟﺤﻈﺮ وﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت".

وأضاف أن الايام المقبلة ستشهد وضعا وبائيا حرجا مؤكدة اكتشاف بؤر وبائية في العاصمة بغداد شهدت تسجيل اعداد متصاعدة من الاصابات و تستدعي اتخاذ اجراءات وقائية سريعة وحاسمة لتطويق واحتواء انتشار الوباء فيها.

وشددت السلطات العراقية إجراءات حظر التجوال وغلق المناطق، لكن شهود عيان يؤكدون استمرارالتجمعات داخل المناطق، كما أن الأسواق الصغيرة والمحلات التجارية التي تقدم خدمات لا تزال مفتوحة.

وأزاء ذلك، فقد حذر مسؤولون صحيون عراقيون من أن المستشفيات المخصصة لعزل المصابين قد امتلأت بهم واذا استمرت الزيادة الحالية سيحدث انهيار في النظام الصحي، خاصة وأن بعض المراجعين مصابون وينقلون العدوى للملاكات الطبية لانهم لا يصرحون بوضعهم الصحي.