أسامة مهدي: بعد أيام من تأكيدات سعودية وكويتية بمساعدة العراق في ملف الكهرباء فقد سارعت ايران إلى ارسال وزيرها للطاقة إلى بغداد ليعقد اتفاقا مع المسؤولين العراقيين لتزويد بلدهم بالطاقة الكهربائية لمدة عامين واستلامه منهم 400 مليون دولار وسط شكوك في امكانية تنفيذ الاتفاق بعد انتهاء السماح الاميركي للعراق باستيراد الكهرباء الايرانية بنهاية الشهر الحالي.

وقال وزير الطاقة الايراني رضا اردكانيان الذي عبر عن ارتياحه لنتائج زيارته إلى بغداد التي اختتمت خلال الساعات الاخيرة ان التوقيع على اتفاق لتصدير الكهرباء الايراني إلى العراق سيكون لفترة عامي 2020 و2021.. منوهاً إلى أن جميع اتفاقيات صادرات الكهرباء إلى العراق سابقا كانت لفترة عام واحد الا انه تم خلال هذه الزيارة التوقيع على اتفاق بهذا الصدد لفترة عامين.

وأشار الوزير في تصريحات نقلتها وسائل اعلام ايرانية وتابعتها "إيلاف" الخميس إلى انه تم خلال زيارته الى بغداد استيفاء نصف المستحقات الايرانية لتصدير الكهرباء إلى العراق والبالغة 400 مليون دولار.

وأوضح أنه بحث خلال الزيارة مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير المالية علي علاوي بالاضافة إلى نظيره العراقي ماجد مهدي حنتوش ومسؤولين عراقيين آخرين تطوير علاقات البلدين في مجالات الطاقة، مؤكداً أن المحادثات تمخضت عن نتائج جيدة.

وأشار إلى انه تقرر ان تقوم فرق فنية وتخصصية من القطاع الخاص الايراني بزيارة العراق الاسبوع المقبل لتوقيع اتفاقين مهمين في مجال خفض هدر الطاقة في شبكة توزيع الكهرباء العراقية، وكذلك تصليح واعادة تأهيل معدات واجهزة الكهرباء العراقية.

الرئيس صالح خلال لقائه مع وزير الطاقة الايراني اردكانيان

ولاحظ مراقبون أن طهران قد سارعت إلى ارسال وزيرها للطاقة إلى بغداد بعد عشرة ايام من زيارة قام بها إلى الرياض والكويت وزير المالية وزير النفط العراقي وكالة علي علاوي مبعوثا من الكاظمي، حيث حصل من قادة البلدين على تأكيدات بدعم بلاده بشكل عاجل لتأمين دفع مرتبات موظفيها إثر انهيار أسعار النفط ومساعدتها في ملف الكهرباء تحديداً.

مباحثات مع القادة العراقيين

وخلال وجوده في بغداد، فقد بحث وزير الطاقة الايراني مع الكاظمي "آخر المستجدات وفرص التعاون في مجال الطاقة وبالأخص الكهرباء وتنمية العلاقات والتعاون الثنائي بين العراق وايران.

وأشار الكاظمي إلى أن العالم بأسره يواجه ظروفا صعبة بسبب جائحة كورونا وتداعياتها على المشهد الاقتصادي.. مؤكدا على ضرورة بذل أقصى الجهود للتصدي للمشاكل المعقّدة التي تمرّ بها دول المنطقة.

وشدد الكاظمي على حرص بلاده على إقامة أفضل العلاقات مع جيرانه وتطوير نطاق التعاون الخارجي وزيادة تبادل الخبرات.

كما اكد الرئيس العراقي برهم صالح خلال استقباله لاردكانيان ضرورة التنسيق المشترك وتوسيع آفاق التعاون بين العراق وايران في قطاعي الكهرباء والمياه بما يحقق التطور والرفاهية لشعبيهما الجارين. وأشار إلى "أهمية تضافر الجهود بين الجميع للتصدي للأوضاع المعقدة التي تشهدها المنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار لشعوبها.

اتفاق بانتظار قرارات واشنطن بشأن عقوباتها على إيران

ويأتي الاتفاق العراقي الايراني في ظل عقوبات أميركية ضد طهران تحظر تعامل الدول معها اقتصاديا، حيث قد تعيق تنفيذه.

ومنحت الولايات المتحدة العراق في اوقات سابقة استثناءات من عقوباتها على طهران لاستيراد الكهرباء من إيران كان آخرها في نهاية مارس الماضي شرط أن تتخذ بغداد إجراءات لتقليص اعتمادها على طهران من خلال إعادة عمل أنظمة الإمداد بالكهرباء أو من خلال إيجاد موردين آخرين.

ففي السابع من الشهر الماضي، قررت الولايات المتحدة السماح للعراق بمواصلة استيراد الكهرباء من إيران لمدة 120 يوما، وذلك لمساعدة الحكومة الجديدة بقيادة مصطفى الكاظمي على النجاح. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان عقب اتصال هاتفي بين الوزير مايك بومبيو والكاظمي إنه "دعما للحكومة الجديدة ستتحرك الولايات المتحدة قدما بإرجاء مدته 120 يوما لإظهار رغبتنا بالمساعدة في توفير الظروف المناسبة للنجاح".

وكررت واشنطن تمديدها لإعفاء العراق سابقا بشأن استخدام إمدادات الطاقة الإيرانية لفترات تراوحت ما بين 90 و120 يوما لكنها لم تمنح الشهر الماضي سوى تمديدا مدته 30 يوما للبلاد التي كانت تكافح لتشكيل حكومة جديدة.

يشار إلى أن الإعفاء الأميركي للعراق يتيح له مواصلة استيراد حوالي 1400 ميغاواط من الكهرباء و28 مليون متر مكعب (988 مليون قدم مكعب) من الغاز الإيراني.