الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرا في ديترويت
AFP

ظهرت عدة تسجيلات مصورة عن وحشية الشرطة خلال الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد، الأمريكي أسود البشرة.

ففي مدينة بوفالو، بولاية نيويورك، تم إيقاف شرطيين عن العمل بعدما شوهدا وهما يطرحان أرضا رجلا أبيض مسنا.

وفي مدينة نيويورك، سجلت عدسات الكاميرا أفرادا بالشرطة وهم يتعاملون بخشونة مع متظاهرين كانوا يركضون.

وجاءت التقارير عن مقاطع الفيديو بعد ساعات من إقامة مراسم تأبين لفلويد في مدينة مينيابوليس التي توفي فيها على يد الشرطة.

وأدى مقتل فلويد، الذي وثقته مقاطع الفيديو أيضا، إلى غضب واندلاع موجة احتجاجات في مدن الولايات المتحدة والعالم ضد التمييز العنصري ومعاملة الشرطة للأمريكيين السود.

و خلال الأيام الثمانية الماضية، جرت الأغلبية العظمى من المظاهرات في أجواء سلمية، لكن بعضها انزلق إلى عنف وأعمال شغب، الأمر الذي أدى إلى فرض حظر التجول في عدد من المدن.

ما الذي تُظهره مقاطع الفيديو؟

يظهر الفيديو الذي تم تسجيله في بوفالو رجلا عمره 75 عاما وهو يقترب من ضباط الشرطة المكلفين بفرض حظر التجول. ثم اندفع هؤلاء نحوه ودفعوه إلى الوراء بحيث تسببوا في سقوطه على الأرض وارتطام رأسه.

وعندما سقط على الأرض، شوهد الدم يتدفق من أذنه.

ونُقِل الرجل في سيارة إسعاف لتلقي العلاج، ثم اكتُشِف لاحقا أنه تعرض لجرح شديد في رأسه.

وجاء في بيان أولي لإدارة الشرطة في بوفالو أن الرجل "تعثر" وسقط خلال "مناوشة مع المحتجين"، الأمر الذي فاقم الغضب من الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي وقت لاحق، نسب المتحدث باسم الشرطة، جيف رينالدو، البيان إلى ضباط ليسوا على صلة مباشرة بالحادث، مضيفا أنه حينما ظهر الفيديو، كان الشرطيان اللذان دفعا المتظاهر قد أوقفا مؤقتا عن العمل بدون راتب.

وفي المساء ذاته، تم اعتقال سائق توصيل في مدينة نيويورك بعد مرور 27 دقيقة على بدء سريان حظر التجول، بالرغم من تصنيفه على أنه عامل أساسي معفي من الحظر.

وأظهرت لقطات فيديو في منطقة وليامزبورغ بالمدينة أفرادا بالشرطة وهم يهجمون على متظاهرين، حيث طرحوا أرضا شخصا على الأقل.

وأظهر فيديو آخر رجلا ملقى على ظهره وهو ينزف من رأسه قبل أن يتعرض للاعتقال.

كيف ردت السلطات؟

دافع حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، الخميس، عن الشرطة، قائلا إنهم لم يضربوا المواطنين "بدون سبب"، وإن كانوا قد قاموا بذلك "فهذا خطأ".

وقال رئيس بلدية نيويورك، بيل دي بلاسيو، إن السلطات "قامت بكل شيء في ما يتعلق بضبط النفس".

وأدان كلا الرجلين الحوادث التي جرت خلال الليل.

ووصف كومو في تغريدة بموقع تويتر حادث بوفالو بأنه "غير مبرر على الإطلاق ومخز بشكل كامل".

وقال "يجب أن تنفذ الشرطة القانون ولا تسيء استخدامه".

وفي غضون ذلك، قال دي بلاسيو إنه تقدم بشكوى إلى إدارة شرطة نيويورك بعدما شاهد فيديو اعتقال عامل التوصيل.

ما هي الخلفية؟

وقعت هذه الحوادث أثناء فرض الشرطة حظر التجول في عشرات المدن بالولايات المتحدة بعد موجة من الاحتجاجات التي فجرها موت جورج فلويد.

وأوقف أفراد بالشرطة، كانوا يحققون في شراء سجائر بنقود مزورة، فلويد الذي كان عمره 46 عاما، يوم 25 مايو/ أيار في مينيابوليس.

وأظهر مقطع فيديو تعرضه للاعتقال، حيث جثا ضابط شرطة أبيض بركبته على رقبة فلويد لعدة دقائق، حتى بعد أن ناشد الأخير الشرطي قائلا إنه لا يستطيع التنفس.

واندلعت الاضطرابات، التي لا تزال مستمرة، في عدة مدن أمريكية وأيضا في مناطق أخرى من العالم. وقد نظمت يوم الأربعاء تجمعات في أستراليا، وفرنسا، وهولندا، والمملكة المتحدة.

ورفضت محكمة في مدينة سيدني الأسترالية منح تصريح بخروج مسيرة وسط مخاوف من مخاطر صحية مرتبطة بفيروس كورونا. وكان من المتوقع أن يشارك في المسيرة آلاف الأشخاص.

ويأتي موت فلويد بعد حالات مماثلة مشهورة لمقتل أمريكيين سود البشرة، شملت مايكل براون في فيرغسون؛ وإيريك غارنر في نيويورك. وساهمت هذه الحوادث في نشأة حركة "حياة السود تهم" خلال السنوات القليلة الماضية.

وللكثير من الأشخاص، يعكس موت فلويد أيضا الغضب الذي انتاب الناس بسبب سنوات من الإحباط جراء التفاوت والتمييز على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.

واستمرت الاحتجاجات في عشرات المدن الخميس بالرغم من حظر التجول في العديد منها.

وأعقبت احتجاجات الخميس حفل تأبين حضره مئات من الأشخاص، الذين وقفوا صامتين لمدة ثماني دقائق و46 ثانية، وهي المدة التي قيل إن فلويد ظل فيها ملقى على الأرض في مينيابوليس.

وقال محام يمثل جورج فلويد أمام حفل التأبين إن "جائحة العنصرية" أدت إلى وفاته.

وقال ناشط الحقوق المدنية، القس آل شاربتون، خلال التأبين إن الوقت قد حان للوقوف والقول "ارفعوا رُكَبَكم عن أعناقنا".