إيلاف: إثر تخطي العراق حاجز العشرة آلاف مصاب بفيروس كورونا وتصاعد الوفيات بشكل غير مسبوق فقد مددت السلطات حظر التجوال الشامل أسبوعًا بدءًا من اليوم وإغلاق محافظات وتشديد حدودها مع إيران وإلزام المواطنين بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وتعليق الرحلات الجوية الداخلية والخارجية إلى أجل غير مسمى.

وفي اجتماع للجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فقد تمت مناقشة تطورات وتداعيات التصاعد غير المسبوق للإصابات بجائحة كورونا في البلاد والإجراءات الواجب اتخاذها، فقد قررت تمديد حظر التجوال الشامل لمدة اسبوع بدءًا من اليوم الأحد، والتجوال الجزئي من الساعة السادسة مساء لغاية الساعة الخامسة صباحًا بدءًا من الأحد التالي الرابع عشر من الشهر، وفرض حظر التجوال الشامل أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، وإلغاء جميع الاستثناءات الممنوحة أثناء أيام وساعات الحظر، وإلزام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمستشفيات الأهلية بتوفير مواد التعقيم والكمامات لمنتسبيها كافة، مع تطبيق إجراءات التباعد الجسدي ومنع التجمعات.

وتم منع حركة الأفراد والعجلات داخل المحافظات باستثناء منتسبي وزارة الصحة والجهات الأمنية والإدارات الخدمية.

فيديو اجتماع اللجنة الوطنية العليا للصحة والسلامة برئاسة الكاظمي:

كما قررت اللجنة بحسب بيان تابعته "إيلاف" مساء أمس، غلق المحافظات التي تضم المراقد الدينية المقدسة بالكامل ووضع آلية لدفن الموتى، بحيث لا يسمح بدخول العجلات التي تقل أكثر من 7 أشخاص، لأي سبب كان، وتشديد الإجراءات في المحافظات التي لديها منافذ حدودية مع الدول المجاورة، مثل السليمانية وديالى وواسط وميسان، التي تشترك حدودها مع إيران، والتي تعتبر بؤرة فيروس كورونا في الشرق الأوسط.

إضافة إلى ذلك فقد قررت سلطة الطيران المدني العراقي تمديد تعليق الرحلات الجوية الداخلية والخارجية إلى أجل غير مسمى.

وشدد الكاظمي على ضرورة رفع مستوى التوعية في البلاد من خلال الفعاليات المجتمعية المختلفة من أجل إلزام المواطنين بالشروط الصحية والتدابير الوقائية والحفاظ على سلامتهم، فيما قدّم وزير الصحة والبيئة الدكتور حسن التميمي شرحًا مفصلًا عن آخر تطورات مرض كورونا في البلاد والإجراءات المتخذة في مواجهة الجائحة والتدابير التي اتخذت في ظل الزيادة في أعداد الإصابات في عموم البلاد.

سجل العراق أمس 33 حالة وفاة، ما رفع مجمل الوفيات إلى 318، كما سجل 1252 إصابة بالفيروس، ما زاد مجمل الإصابات إلى 11 ألفا و98 إصابة، وذلك للمرة الأولى التي تتخطى فيها البلاد حاجز العشرة آلاف إصابة منذ ظهور الوباء في البلاد في 24 فبراير الماضي، في أعلى حصيلة على الإطلاق، وصفها مراقبون بالانفجار الوبائي.

مسؤول صحي يحذر من أيام أكثر خطورة
إزاء تصاعد خطر انتشار وباء كورونا في البلاد، فقد حذر وكيل وزير الصحة الدكتور حازم الجميلي من مؤشرات مقلقة تمهد لأيام أكثر خطورة في مواجهة فيروس كورونا في العراق، بعد تسجيل أكثر من ألف إصابة بالمرض في حصيلة منفصلة ليومين.

قال الجميلي في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية، واطلعت عليها "إيلاف"، إن تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا حاجز الألف أمر مقلق جدًا، وله سببان: الأول ارتفاع عدد الفحوصات التي باتت تزيد على العشرة آلاف يوميًا، والثاني عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية.

بغداد خلال حظر التجوال بسبب كورونا

وحذر من أن العراق سيشهد قريبًا أيامًا أكثر خطورة إذا استمر تكرار 3 أخطاء يقع فيها المواطنون، وهي اللامبالاة وعدم الالتزام بالوقاية، وخاصة ارتداء الكمامة، والاستمرار في إقامة النشاطات المجتمعية.

وأشار المسؤول الصحي إلى أن نسبة الحالات الخطرة المصابة بكورونا في العراق لا تتجاوز العشرين بالمئة حتى الآن "لكننا قلقون من الأيام المقبلة، والوضع تحت السيطرة حاليًا، وقادرون على استيعاب المزيد منها، ونعمل على توفير أسرّة إضافية".

ومنذ الأسبوع الأخير من الشهر الماضي تسجل العاصمة بغداد عدد إصابات متزايدًا، ويقفز أحيانًا إلى الضعف يوميًا بعد تطبيق عملية الحجر في 6 مناطق فيها، مدعمةً بإجراء عملية المسح الوبائي السريع على نطاق واسع، ما سمح بحسب مسؤولين في وزارة الصحة بالوصول إلى آلاف الحالات المصابة المخفية ممن لا تظهر على أصحابها أية أعراض وقطعة سلسلة انتقال العدوى.

يشار إلى أن العراق قد فرض حظر التجوال للمرة الأولى في 17 مارس الماضي، قبل أن يخفف قيوده في 21 أبريل الماضي، حيث سمح بتجوال السكان خلال ساعات النهار، عدا يومي الجمعة والسبت، كان فيهما الحظر شاملًا.