نصر المجالي: بعد يوم عاصف من الفوضى، الأحد، دانت بريطانيا على أعلى مستوى "البلطجة" في احتجاجات "حياة السود مهمة - Black Lives Matter" التي شهدتها لندن ومدن بريطانية لخمسة أيام متتالية، بعد أن طارد المحتجون الشرطة عبر العاصمة وسحبوا تمثال تاجر الرقيق في بريستول في القرن السابع عشر ورموه في النهر.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المظاهرات بأنها "خيانة للقضية التي يزعمون خدمتها - وهي الاحتجاج على العنصرية ومقتل جوروج فلويد تحت ركبة شرطي أميركي- بعد مشاهد عنيفة تركت رجال الشرطة ينزفون في الشوارع.

وبعد أن نزل الآلاف من الناس إلى مبنى الحكومة في (وايتهول) في لندن للمشاركة في الاحتجاجات التي تحولت حسب مراقبين إلى أعمال شغب وفوضى، غرد جونسون قائلاً: "يحق للناس الاحتجاج سلمياً وأثناء مراقبة التباعد الاجتماعي ولكن ليس لديهم الحق في مهاجمة الشرطة".

بلطجة

وأضاف: "لقد تم تخريب هذه المظاهرات من قبل البلطجة - وهي خيانة للقضية التي يزعمون خدمتهم. ستتم محاسبة المسؤولين عن ذلك".

ومن جهتها، قالت وزيرة الداخلية، بريتي باتل، إن حادثة بريستول حيث تم اسقاط تمثال ادوارد كولستون تاجر الرقيق في القرن السابع عشر كانت "مشينة للغاية" وستنتقص من قضية المحتجين. وأضافت: "التخريب والاضطراب المطلق غير مقبولين على الإطلاق".

وكتبت الوزيرة باتيل على تويتر، صباح الإثنين، رافضة الاحتجاجات ووصفتها بـ "التخريب المشين" من قبل "أقلية متعصبة"، وقالت: لقد تم تخريب هذه المظاهرات من قبل البلطجة. العدالة ستتبع".

وفي تصريحات صحفية قالت وزيرة الداخلية البريطانية: "هذا عمل غير مقبول تمامًا، إنه مخزٍ تماما، وهو يؤكد لنا أن التخريب والاضطراب المطلقين غير مقبولين تمامًا. وستقوم الشرطة بمتابعة الأمور والتحقيق مع الأفراد المسؤولين عن مثل هذا السلوك الفوضوي وغير القانوني لتحقيق العدالة.

تمثال تشرشل

وعلى صلة، قالت الوزيرة باتيل لقناة (سكاي نيوز) في تعليق على تدنيس تمثال تشرشل: "ونستون تشرشل هو واحد من أعظم البريطانيين الذين عاشوا على الإطلاق. علينا أن نشكره على حريتنا في الاحتجاج. المخربون الذين فعلوا ذلك هم مجرمون بغيضون أريد أن أراهم يقدمون إلى العدالة على الفور".

وأضافت وزيرة الداخلية إن ضباط الشرطة عانوا من "إصابات خطيرة" ألحقتها "أقلية صغيرة من الأشخاص الذين يستخدمون العنف باستخدام غطاء الاحتجاج السلمي لمتابعة الفوضى المتهورة". وأضافت: "أعلم أن الجمهور البريطاني سيشعر بالرعب كما أنا في تلك المشاهد".

ومن جهتها، قالت كيت بوليثوس، وزيرة الشرطة، لشبكة سكاي نيوز: "الطريقة التي نؤدي بها الأشياء في هذا البلد هي العملية الديمقراطية، وليس عن طريق حكم الغوغاء".

صور مجمعة من احتجاجات يوم الاحد

وخلال الاحتجاجات التي حاصرت مبنى السفارة الأميركية في منطقة باترسي بجنوب نهر التيمز، قام أحد الناشطين بالتسلق على النصب التذكاري للحرب في ساحة وايتهول المبنى العام للوزارات البريطاني، الذي صممه المهندس المعماري البريطاني إدوين لوتينز والمخصص لملايين الأرواح المفقودة خلال الحرب العالمية الأولى، وأضرم النار في علم الاتحاد البريطاني.

تنظيف آثار الاحتجاجات

وقامت ورش متخصصة اليوم الاثنين بحملات تنظيف لإزالة لافتات "حركة حياة السود مهمة BLM" مستخدمة مواد كيميائية لتنظيف الكتابة على الجدران لتشويه القاعدة التي كانت تحمل تمثال إدوارد كولستون في بريستول، وآخر من تمثال ونستون تشرشل في ميدان البرلمان لندن.

وكانت المظاهرات اندلعت في لندن والمدن البريطانية ومدن في العالم احتجاجا على وفاة جورج فلويد، الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عامًا، بعد أن وضع ضابط الشرطة ديريك تشوفين ركبته على عنقه في مينيابوليس في 25 مايو لمدة ثماني دقائق حتى فارق الحياة.

وخرق المتظاهرون قواعد التباعد الاجتماعي في لندن أمس الأحد لإغراق الشوارع المحيطة بالسفارة الأميركية في لندن قبل السير في منطقة ويستمنستر حيث مقار الحكومة ورئاسة الوزراء والبرلمان، احتجاجًا على الظلم العنصري ووحشية الشرطة.

وبينما ظلت غالبية الاحتجاجات سلمية، اندلع العنف مرة أخرى يوم الأحد، مع صور تظهر الشرطة والمتظاهرين يعانون من إصابات خلال الاشتباك الذي أدى إلى اعتقال 12 وجرح ثمانية ضباط.

وأكدت شرطة العاصمة البريطانية أن غالبية الاعتقالات تمت بسبب مخالفات تتعلق بالنظام العام، وواحدة بسبب أضرار جنائية بعد الحادث الذي وقع أمام "ضريح التابوت"، وهو النصب التذكاري للحرب العالمية الأولى.