هيوستن: تستعد مدينة هيوستن في تكساس لتشييع الثلاثاء جورج فلويد غداة مثول الشرطي المتهم بقتله لأول مرة أمام القضاء.

والإثنين تم تكريم ذكرى الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عامًا في هذه المدينة التي عاش فيها فترة طويلة وتسببت وفاته بإطلاق شرارة غضب وتظاهرات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ ستينات القرن الماضي والتحرك للحقوق المدنية.

تجمع أكثر من ستة آلاف شخص أمام كنيسة فاونتن اوف برايز لوداعه قبل جنازته الثلاثاء التي ستشارك فيها عائلته فقط بحسب منظم.

ستبدأ جنازته عند قرابة الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي. وبحسب محامي الأسرة بن كرامب سيتولى القس والزعيم الأميركي للحقوق المدنية آل شاربتون التأبين الجنائزي.

في مينيابوليس مثل الشرطي ديريك شوفان من سجنه المشدد الحراسة بزي السجناء البرتقالي عبر الفيديو أمام القاضية. وبات الشرطي الأبيض يمثل حول العالم العنف الممارس من قبل قوات الأمن بعد انتشار فيديو صوّره أحد المارة يظهر فيه وهو يضغط لنحو تسع دقائق بركبته على عنق فلويد المثبت أرضًا على بطنه مكبّل اليدين.

وفي الجلسة الأولى التي عقدت بعد أسبوعين من موت فلويد، حدّدت القاضية جانيس ريدينغ بمليون دولار قيمة الكفالة المالية مقابل إخلاء السبيل المشروط للشرطي البالغ 44 عامًا، وتم تحديد موعد الجلسة المقبلة في 29 يونيو.

وبعدما وُجّهت إلى شوفان بادئ الأمر تهمة القتل من الدرجة الثالثة، أعادت النيابة العامة توصيف الوقائع وشدّدت التهمة إلى القتل من الدرجة الثانية، بحيث تصل عقوبتها إلى الحبس 40 عامًا في حال إدانته.

أما الشرطيون الثلاثة الذين كانوا يرافقونه عند توقيف فلويد، فوجّهت إليهم تهمة التواطؤ، ووضعوا قيد التوقيف، بعدما لم توجّه إليهم أي تهمة في مرحلة أولى.

والأحد، أعربت غالبية أعضاء المجلس البلدي في أكبر مدينة في مينيسوتا في شمال الولايات المتحدة عن الرغبة في تفكيك وإعادة بناء بالتعاون مع الشعب "نموذج جديد للأمن العام" بعدما تبيّن أن "جهاز الشرطة عنصري". لكن رئيس البلدية جيكوب فراي أبلغ انه يفضل "إصلاحًا بنيويًا واسعًا" على التفكيك.

التخلي عن الشرطة
وفي كل أنحاء البلاد تجمع عشرات آلاف الأشخاص من السود والبيض في ثورة غضب احتجاجًا على العنصرية وعنف الشرطة ونزلوا مجددًا إلى الشارع في نهاية الأسبوع للتظاهر سلميًا. ورفعوا لافتات كتب عليها شعار "حياة السود مهمة"، مطالبين بـ"وقف تمويل الشرطة". وهو نداء سمعه النواب الديموقراطيون في الكونغرس الأميركي، وهم يرغبون في معالجة ما يعتبرونها عنصرية متأصلة في تاريخ البلاد منذ العبودية.

ركع نواب ديموقراطيون في الكونغرس الاثنين على ركبة واحدة في تكريم صامت لذكرى جورج فلويد، قبل كشف النقاب عن حزمة إصلاحات شاملة لعمل الشرطة ردًا على مصرع أميركيين أفارقة على أيدي قوات إنفاذ القانون.

قال النواب الديموقراطيون إن مشروع قانونهم يهدف إلى إحداث "تغيير هيكلي هادف يضمن حق كل أميركي في الأمان والعدالة المتساوية". وذكر بيان أنّ التشريع يسعى إلى "إنهاء عنف الشرطة ومساءلة الشرطة (و) تحسين الشفافية في عمل الشرطة". لكن مستقبل هذا النص غير معروف في مجلس الشيوخ ذات الغالبية الجمهورية.

أما الرئيس دونالد ترمب الذي شارك بعد الظهر في طاولة مستديرة في البيت الأبيض مع مسؤولين عن قوات الأمن فيريد أن يحافظ على الحزم نفسه منذ انطلاق التظاهرات أمام قاعدته الانتخابية.

وقال "لن نقلص تمويل الشرطة ولن نفكك جهاز الشرطة". وكتب على تويتر "أصيب اليسار الراديكالي الديموقراطي بالجنون".

أما خصمه في الانتخابات الرئاسية جو بادين فالتقى على انفراد أسرة فلويد في هيوستن، حيث عاش جورج فلويد لسنوات قبل الانتقال الى مينيابوليس. من باريس الى بريستول في بريطانيا مرورًا بأستراليا تجاوزت مشاعر الغضب الحدود الأميركية لتمتد إلى قارات عدة.