إيلاف: بدأت السعودية أخيرًا تخفيف القيود على التنقل والسفر، بعد الإجراءات الصارمة التي فرضتها للمساعدة على كبح انتشار فيروس كورونا الجديد منذ أكثر من شهرين.

يتم رفع القيود على ثلاث مراحل تبلغ ذروتها بإنهاء حظر التجول بشكل كامل باستثناء مدينة مكة، بدءاً من 21 يونيو. وسيبقى تعليق الحج والعمرة حتى إشعار آخر.

شهدت المرحلة الأولى، التي بدأت الثلاثاء 27 مايو، تقليص حظر التجول الشامل من 24 ساعة ليسري بين الثالثة عصرًا والسادسة من صباح اليوم التالي. وسيُسمح باستئناف السفر بين المناطق وبعض أنشطة تجارة التجزئة والجملة بما في ذلك مراكز التسوق.

وفرضت السعودية حظراً شاملاً للتجول لمدة 24 ساعة على معظم البلدات والمدن، لكنها خففته مع بداية شهر رمضان. وأعيد فرض حظر التجول الشامل أثناء عيد الفطر. كما سمح بحرية التنقل بين السادسة صباحاً والثامنة مساءً، بدءاً من يوم الأحد 31 مايو.

كما سمح باستئناف الرحلات الجوية الداخلية، لكن حظر الرحلات الجوية الدولية ظل سارياً. كما ستسمح المملكة للعاملين في القطاعين العام والخاص بالعودة إلى أعمالهم. وستبقى اللقاءات الاجتماعية التي تضم أكثر من 50 شخصاً محظورة، بما في ذلك حفلات الزفاف والجنازات. وسيُطلب من المواطنين وضع الكمامات في الأماكن العامة والالتزام بإجراءات الصحة العامة والتباعد الاجتماعي بعد 21 يونيو.

شعار مرحلة سعودية جديدة اليوم هو «نعود بحذر»، بعد ثلاثة أشهر من شعار كان عنوانه «كلنا مسؤول».

عاش السعوديون منذ مارس الماضي أشهراً وأسابيع يعدون فيها الأعداد بين الإصابات، وأخذ التنافس الحسن بين أهالي المدن في تقليل حجمها، كل ذلك كان مرهوناً بالالتزام، وحققت معظم المدن التزامها، حتى الأحياء في المدن المعزولة سجلت أرقام انخفاض كبرى.

وأعادت وزارة الداخلية السعودية تشديد الاحترازات الصحية في جدة، بناءً على التقييم الصحي المرفوع من الجهات الصحية المختصة «بعد مراجعتها للوضع الوبائي، ونسب الإشغال المرتفعة لأقسام العناية المركزة».

عادت مدينة جدة إلى المنع الجزئي، مع إيقاف الصلوات وعودة الموظفين والموظفات. بينما سيكون في 21 يونيو موعد العودة الكبيرة.

خلال أربعة أيام، كانت الزيادة في الحالات النشطة الجديدة، وفق بيانات الحالات المسجلة التي تصدرها وزارة الصحة السعودية، كانت تتزايد بين 1100 حالة إلى 2200 حالة يومياً، والحالات النشطة هي الحالات المصابة ولم تتماثل للشفاء. ربما ليس في الأرقام الماضية إن ذهبنا للتالي أهمية.

التالي هو أنه مع تزايد الحالات النشطة، كانت «الحالات الحرجة» في ازدياد، ومن خلال رصد أجرته «الشرق الأوسط» يتضح بالأرقام أن نسبة الارتفاع يوماً بعد آخر تأخذ في ازدياد الحالات، منذ بدء تطبيق إجراءات العودة، بواقع من 50 حالة، إلى أن وصلت 100 حالة حتى يوم الأحد، في زيادة تبلغ 2 في المائة. والحالات الحرجة هي التي ينبغي دخولها العنايات المركزة، وإبقاؤها تحت الملاحظة الطبية الدقيقة.

اللافت أن توقيت الإجراءات التي أعلنتها وزارة الداخلية، عندما قالت إن عودة الإجراءات تنتهي في 20 يونيو الحالي، أي قبل يوم واحد من الموعد المخطط للعودة الكاملة، يعطي مؤشرات أن التقييم الحالي لمدينة جدة ربما يكون انطلاقة لمسايرة الخطة التي أقرتها السلطات السعودية التي تثبت إجراءاتها شددتها لما يمس الصحة العامة.

الجدير بالذكر أن إجمالي عدد الوفيات لم يصل حتى 1 في المائة، وهي نسبة ضئيلة، مقارنة بدول أخذت منهج العودة، كذلك بلغت نسبة التعافي في البلاد 73 في المائة، وهو ما يعطي مؤشرات الانطلاق للخطة السعودية للعودة.

هذا وأعلن وزير الشؤون الإسلامية في السعودية، الإثنين، إغلاق 71 مسجدا في المملكة احترازيا لتعقيمها وذلك بعد أن أسفر عدم الالتزام بالبروتوكولات الصحية المعمول بها بين المصلين ونتج من ذلك ارتفاع بأعداد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد.

وقال الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: "عدم التزام البعض بالبرتوكولات والاحترازات الصحية نتج منه تسجيل إصابات بفيروس كورونا في بعض المساجد مما أدى - للأسف - إلى إغلاق 71 مسجدًا احترازيًا في مختلف مناطق المملكة، وجار العمل على تعقيمها".

وكانت قد أعلنت السعودية إعادة فتح المساجد بعد شهرين على إغلاقها نظرا الى تفشي فيروس كورونا، ووضعت بروتوكولات صحية صارمة حددتها وزارة الداخلية في 3 يونيو الجاري.

من ضمن البروتوكولات الصحية التي وضعتها الحكومة السعودية في المساجد، إبقاء المصلين على مسافة لا تقل عن متر ونصف متر بينهم، إضافة إلى ترك صف فارغ بين كل صفين إلى جانب عدد من البروتوكولات الأخرى.