إيلاف: رأى المفتش المنشق عن النظام السوري محمود سليمان الحاج حمد أن القضية في سوريا كانت ولا تزال قضية شعب وقع تحت نير الفساد والاستبداد.

وقال في لقاء مع "إيلاف" إنه قد يكون من الصعب الإحاطة بكل مسببات الانفجار العظيم للشعب السوري الذي لم يتوقف حتى الآن احتجاجًا وتظاهرًا في مناطق عدة، والذي قابله الرد العنفي الوحشي من قبل النظام السوري.

واستعرض سريعًا الأسباب التي جعلت الشعب السوري يثور. وقال هي "الاحتقان و البطالة والفقر وتدني الرواتب والأجور"، لافتًا إلى ما نراه حاليًا من تظاهرات ضد النظام في السويداء وجرمانا.

لفت الحاج حمد إلى أن "الكل كان يعاني من الفاقة والحاجة، الفلاح محصوله مسروق بشتى الطرق، العامل أجره مسروق، التاجر الصغير، المجند المستعبد، فساد أجهزة الحكم، النهب المنظم لموارد الدولة، فساد الجهاز الحكومي، تغول أجهزة المخابرات على كل مفاصل الدولة والمجتمع، الجوع الذي تفشى في السنين الأخيرة قبل الثورة، تعطيل حركة الاقتصاد بكل أشكاله، انتهاك قيم المجتمع، انتهاك كرامات الناس، تمركز الثروة والناتج القومي والوطني بيد مجموعة من رجال السلطة كمحمد مخلوف خال بشار الأسد وأبنائه وأبناء بهجت سليمان وغيرهم الكثير".

وأضاف "كمفتش كنت أرى الفساد وأعاينه وأقف عاجزًا عن فعل شيء تجاهه، وغيري كثيرون، أسقط بيد الجميع، ولم يعد هناك من بد لقيام ثورة هائلة هجّرت ربما نصف الشعب السوري وأفقرت وجوّعت النصف الآخر المتبقي بأرض الوطن".

قال "قمت بإبداء النصح، وقدمت مذكرة بذلك في عام 2003 لبشار الأسد (مذكرة اقتصادية ) ولكن من دون جدوى، رغم أنها لاقت اهتمامًا في البداية .

وأشار الى أن "التغول الطائفي المبني على مصالح مشتركة كان أيضًا من العوامل الأساسية في استفزاز الناس واصرارهم على الثورة، ولكن المشكلة أولًا وأخيرًا هي الفساد".

قدم مثالًا على أن استحواذ رامي مخلوف ابن خال الأسد على المليارات قابلها جوع الملايين من السوريين، واعتبر" أنها معادلة بسيطة ومفهومة من قبل الجميع". وقال الحاج حمد إن مشاكل النظام ولجوءه إلى القتل والاعتقال والتدمير "هما ما زادا من إصرار الشعب على الاستمرار بثورته".

لكنه لفت الى أن هناك مشكلة في المعارضة أيضًا، موضحًا "أما المعارضة وهي الأخرى (منفصلة ) عن الثورة وعن الشعب وعن مطالبه وعن معرفة ماذا يريد الشعب السوري، وظهرت وكأنها نسخة أكثر تشويهًا عن النظام، فاسدون، مرتزقة، عملاء، تبادلوا الأدوار مع النظام سرًا وعلانية، الكثير منهم ينسق مع النظام سرًا وبعضهم ينسق علانية، والضحية هو الشعب وحده، سواء المهجر المغلوب على أمره أو الواقع تحت ساطور النظام، كلاهما ضحية، كلاهما واقع بيد مرتزقة وتجار حروب"، على حد تعبيره.

وانتهى الى القول إن "المشكلة في مستقبل سوريا هي في معرفة الشعب السوري ماذا يريد، لا أحد من الشعب يعشق القتل والموت، كل الناس تريد العيش والحياة، تريد الأمن في أوطانها، في مدنها وقراها... ليتخلص الشعب أولا من تبعاته للآخرين حتى نقول إنه حر".